نقوش الكهوف العتيقة في السعودية.. صفحات من تاريخ الإنسان الأول

نقوش الكهوف العتيقة في السعودية.. صفحات من تاريخ الإنسان الأول
نقوش الكهوف العتيقة في السعودية.. صفحات من تاريخ الإنسان الأول

في أعماق الصحراء السعودية، وتحديدًا بين جبالها وأوديتها الصامتة. تخبئ الطبيعة كنوزًا لا تقدر بثمن، تحكي قصص الإنسان منذ آلاف السنين. نقوش الكهوف العتيقة المنتشرة في مناطق متفرقة من المملكة ليست مجرد رسومات على الصخور. بل سجل مرئي يحكي تفاصيل الحياة الأولى للبشر في الجزيرة العربية.

بينما تعد المملكة العربية السعودية واحدة من أغنى مناطق العالم بالنقوش الصخرية والكهوف المزخرفة. التي تعود إلى العصور الحجرية وما بعدها. ومن أبرز هذه المواقع:

كهوف حمى الثقافية “نجران”

تقع في منطقة نجران جنوب السعودية، وتضم أكثر من 34 موقعًا للنقوش والرسوم الصخرية التي يعود بعضها إلى أكثر من 7000 عام.

كما تم إدراج “منطقة حمى الثقافية” في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2021.

كهوف حمى الثقافية "نجران"
كهوف حمى الثقافية “نجران”

موقع جبة في حائل

يحتوي على نقوش ورسوم صخرية تصور مشاهد الصيد والحياة اليومية للإنسان القديم. بالإضافة إلى نقوش لحيوانات كانت تعيش في المنطقة، مثل الأسود والوعول.

موقع جبة في حائل
موقع جبة في حائل

كهوف الشويمس

في حين تقع تلك الكهوف شمال غرب المملكة. وتعد من أغنى المواقع بالنقوش. حيث تضم آلاف الرسوم التي تعكس تطور الإنسان فكريًا واجتماعيًا.

كذلك تظهر مشاهد فنية مذهلة تصور العلاقات الاجتماعية وطقوس الصيد.

كهوف الشويمس
كهوف الشويمس

الأهمية التاريخية

تكمن أهمية هذه النقوش في أنها تكشف عن أن الجزيرة العربية لم تكن مجرد صحراء قاحلة، بل كانت موطنًا لحضارات عريقة عاشت فيها مجتمعات مستقرة. ومارست الزراعة والرعي والصيد.

والنقوش أيضًا تعد دليلًا حيًا على أن هذه المناطق كانت ممرًا للهجرات البشرية الكبرى من إفريقيا إلى آسيا.

جهود السعودية في الحفاظ على هذه المواقع

تعمل هيئة التراث السعودية بالتعاون مع الهيئات العالمية على توثيق وحماية هذه النقوش والكهوف. من خلال أعمال المسح والتنقيب والترميم. كما تم إطلاق العديد من المبادرات لنشر الوعي بأهمية هذا التراث، بالإضافة إلى تطوير البنية السياحية في تلك المناطق لجذب الزوار والباحثين من مختلف أنحاء العالم. وفقًا لما ذكرته العربية.

اقرأ أيضًا: العمارة النجدية.. تشكل أفق المملكة العربية السعودية

وأخيرًا نقوش الكهوف في السعودية ليست مجرد آثار جامدة، لكنها رسائل خالدة من أسلافنا القدماء. تحكي لنا كيف عاشوا، وما اهتموا به، وما تركوه لنا من فنون ورموز، لنعرف أن هذه الأرض كانت وما زالت مهدًا للحضارة والإنسانية.

الرابط المختصر :