مظاهر اضطراب التفاعل الاجتماعي واللغوي عند الأطفال

كتبت: صبحة بغورة

يعد اضطراب التفاعل الاجتماعي واللغوي اضطرابًا يشبه التوحد، لكنه غالبًا يخلو من الأعراض التي تميز التوحد. إنه اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي، الذي يتميز بجوانب خفية وأنماط تواصل غير تقليدية ومحرجة، حيث يواجه الفرد صعوبة في التواصل مع الآخرين.

كما يعاني الأفراد المصابون بهذا النوع من الاضطرابات من صعوبات في التواصل اللفظي وغير اللفظي. وكذلك في الإدراك الاجتماعي والمعالجة البراغماتية للغة. لذا فإنهم كثيرًا ما يفضلون الابتعاد عن حلقات النقاش، ولا يترددون في الانصراف عن اللقاءات العائلية عندما يكون التواصل اللغوي ضروريًا أو لا مفر منه.

 

أعراض اضطراب التفاعل الاجتماعي واللغوي عند الأطفال

 

بينما هناك أعراض تشخيصية يمكن ملاحظتها بوضوح، مثل صعوبة فهم واستخدام اللغة عندما يتطلب التفاعل الاجتماعي تواصلًا مباشرًا مع الآخرين. كما تتمثل الصعوبة في فهم واستخدام قواعد التفاعل الاجتماعي المناسبة لطبيعة كل موقف، مثل التفريق بين طريقة التواصل مع الأقران وبين التعامل مع الأساتذة والمعلمين في بيئة المدرسة.

كما يواجه المصابون صعوبة في الاستخدام السليم لقواعد التواصل غير اللفظي، وتفسير التواصل البصري وتعبيرات الوجه. بالإضافة إلى التأخر في فهم المقصود والاستنتاج عندما لا يكون الحديث مباشرًا وواضحًا، مثل استخدام الاستعارة والكناية.

 

الأسباب المحتملة

 

الأسباب المحتملة لظهور أعراض اضطراب التفاعل الاجتماعي واللغوي غير محددة، إلا أن مرحلة الطفولة تعد أكثر الفترات عرضة للإصابة، خاصة إذا وجد تاريخ عائلي للتوحد أو اضطرابات التواصل واللغة. ومن أبرز الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب:

الافتقار للتواصل بالعين، ويعد من أكثر الأعراض شيوعًا، حيث يقل التواصل البصري. ويتجه النظر دائمًا إلى الأسفل أو إلى أحد الجوانب أثناء الحديث، ما قد يُفهم على أنه تهرب أو عدم صراحة، وفي حال استمرار هذه الأعراض يُنصح باستشارة الطبيب.

إلقاء التحية بشكل غير لائق، أو ردها ببرودة، بحيث يبدو وكأن الشخص يتجاهل الآخرين، ويكتفي بإشارة أو إيماءة غير مناسبة، مستخدمًا عبارات لا تتلاءم مع الموقف.

الفشل في تعديل أساليب التواصل أو تنويعها، إذ يحتفظ بأسلوب تواصل واحد يستخدمه في جميع التفاعلات، سواء في الشارع أو داخل المنزل.

الميل إلى مقاطعة حديث الآخرين بصوت مرتفع دون مراعاة لمكانة المتحدث أو أهمية الموضوع.

الاستخدام غير السليم للغة الجسد، مثل التلويح غير المنضبط باليد أو التحرك بعشوائية في منازل الغرباء مما يسبب الإحراج.

وجود صعوبة في ترتيب الأفكار وتشوشها أثناء رواية القصص، وسردها بطريقة مفككة، مع صعوبة تصحيح الأخطاء أثناء الحديث، والفشل في الانتقال المنطقي من موضوع إلى آخر، ما يسبب ارتباكًا لدى المستمعين.

 

قدم اضطراب التواصل الاجتماعي واللغوي مؤخرًا كتشخيص جديد ضمن الاضطرابات النفسية. ويتطلب التشخيص توفر خصائص محددة، منها: محدودية التواصل الاجتماعي اللفظي وغير اللفظي، وصعوبة في أحد الجانبين الأكاديمي أو الوظيفي أو كليهما، وظهور هذه الخصائص منذ الطفولة، دون أن تكون ناتجة عن أمراض أخرى مثل تأخر اللغة النمائي أو طيف التوحد أو الإعاقة الذهنية.

 

تحديد مستوى اللغة

 

ويتفق المختصون على أن التشخيص يبدأ بتقييم مبدئي من قِبل أخصائي التخاطب واللغة لتحديد مستوى اللغة وسلامة النطق وصحة استخدام المفردات. كما يراعى في التقييم وضع الطفل في بيئات مختلفة مثل المنزل والمدرسة والحي، لمراقبة تواصله مع أقرانه.

بينما تعتمد خطة العلاج على استغلال نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف التي تؤثر في عملية التواصل الاجتماعي. من خلال تسهيل المشاركة في الأنشطة الرياضية والاجتماعية، وتشجيعه على اكتساب مهارات تواصل جديدة. أما دور الأسرة، فيكمن في إيجاد أساليب فعّالة للتعامل مع الصعوبات التي تواجه نمط تفاعله، كتعليمه كيفية إجراء الأحاديث واستمرارها، وتنظيم الأفكار وتعلم مهارات الكتابة والحديث المنهجي.

 

الرابط المختصر :