يعتبر البعض ان السجائر الإلكترونية بديلًا مقترحًا للسجائر التقليدية، أعتقادًا منهم أنها أقل ضررًا. ومع ذلك، كشفت دراسات حديثة عن آثار جانبية غير متوقعة قد تنتج عن استخدام هذه الأجهزة، أبرزها السعال الجاف المزعج الذي يشبه إلى حد كبير سعال المدخنين.
السعال الجاف علامة على التعافي أم مؤشر على خطر؟
ووفقا للدراسة المنشورة بمجلة Nature أن السعال الجاف الذي يصيب مدخني السجائر الإلكترونية قد يكون ناجمًا عن عدة عوامل، منها:
- قد يكون هذا السعال رد فعل طبيعي للجسم على التعرض لمواد جديدة كيميائية موجودة في سوائل السجائر الإلكترونية، والتي تختلف عن المواد الموجودة في السجائر التقليدية.
- تهيج الشعب الهوائية ،حيث تسبب بعض المكونات الموجودة في سوائل السجائر الإلكترونية تهيجًا في الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى السعال.
- إذا كان الشخص قد أقلع عن التدخين التقليدي وانتقل إلى السجائر الإلكترونية، فإن هذا السعال قد يكون علامة على أن رئتيه تحاول التخلص من الأضرار الناجمة عن التدخين السابق.
مخاطر السجائر الإلكترونية المحتملة
على الرغم من أن السجائر الإلكترونية لا تحتوي على التبغ أو القطران، إلا أن الدراسات تشير إلى وجود مخاطر صحية مرتبطة بها؛ منها: “الإدمان على النيكوتين”؛ حيث تحتوي معظم سوائل السجائر الإلكترونية على: “النيكوتين”، وهو مادة شديدة الإدمان.
كما أظهرت بعض الدراسات أن استخدام السجائر الإلكترونية قد يسبب تلفًا في أنسجة الرئة. بالاضافة إلى خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي قد تزيد منها السجائر الإلكترونية.
وتشير الدراسات أيضًا إلى وجود صلة محتملة بين استخدام السجائر الإلكترونية وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
تحذيرات الخبراء
وقد حذر الخبراء من خطورة التهاون في التعامل مع السجائر الإلكترونية. وأكدوا أنها ليست بديلًا آمنًا للسجائر التقليدية. كما يعتقدون أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الآثار الصحية طويلة الأجل لاستخدام هذه الأجهزة.
وقد أكدت الدراسة على أن السجائر الإلكترونية ليست بديلًا عن السجائر العادية ، وأن فكرة الإقلاع عن التدخين، ليست مرتبطة بالسجائر الإلكترونية
ونصحت الدراسة بإستشارة الطبيب، للحصول على أفضل النصائح والإرشادات. كما أن هناك العديد من العلاجات الفعالة المتاحة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين؛ مثل: “العلاج السلوكي المعرفي، والأدوية”.
وعلاوة على ذلك؛ فإن النيكوتين مادة مسببة للإدمان بشدة؛ لذا هناك مخاوف من أن السجائر الإلكترونية قد تكون بمثابة بوابة للسجائر التقليدية والماريجوانا والمخدرات الأخرى.”
هل النيكوتين فقط هو الخطير؟
ووفقًا لمعهد كارولينسكا توجد مواد ضارة أخرى في السجائر الإلكترونية إلى جانب النيكوتين؛ ولأسباب واضحة، لا توجد دراسات طويلة الأجل، ولكن من خلال استخراج خلايا الجهاز التنفسي من الأفراد، تمكن العلماء من ان الأشخاص الذين تعريضو لبخار السجائر الإلكترونية لفترة طويلة.
كما أظهرت الخلايا ضعفًا في الوظيفة و أيضًا كان هناك تلف في الحمض النووي.
وبإجراء تحاليل لبخار السجائر الإلكترونية، وجد أنه يحتوي على العديد من الجزيئات الضارة و بعض الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، والتي قد يكون لها تأثيرات مسرطنة محتملة”؛ لذا يجب على الأفراد التفكير مليًا قبل البدء باستخدام السجائر الإلكترونية. وأيضًا الاطلاع على أحدث الأبحاث والدراسات حول مخاطرها المحتملة.
كما يجب على الحكومات والمؤسسات الصحية اتخاذ إجراءات صارمة لتنظيم صناعة السجائر الإلكترونية وحماية صحة المواطنين.