يعد الخجل الاجتماعي أحد العوائق النفسية التي تمنع الأطفال من التفاعل الطبيعي مع أقرانهم ومن حولهم، ما يحرمهم من تكوين ذكريات دافئة وروابط إنسانية تستمر معهم طويلًا. ومع استمرار هذه العزلة، يبتعد الطفل تدريجيًا عن الاندماج في محيطه العائلي والمدرسي، وينصرف إلى العالم الافتراضي، مثل الألعاب الإلكترونية؛ ما يزيد من عزلته ويفقده العديد من المهارات الاجتماعية الضرورية للحياة اليومية.
تتفاقم المشكلة حين يمتد هذا الخجل إلى بيئة الدراسة، فيتردد الطفل في المشاركة داخل الصف. ويعجز عن التعبير عن أفكاره أمام زملائه؛ ما يؤدي إلى ضعف في التحصيل الدراسي وتدني الأداء. وقد يظهر ذلك من خلال علامات واضحة مثل التلعثم، واحمرار الوجه، وارتجاف اليدين.
كما تكمن خطورة خجل الطفل في كونه يحرمه من أبسط حقوقه في الاستمتاع بطفولته. فهو غالبًا ما يقصى من الجوائز التشجيعية، والهدايا في المناسبات. وحتى من كلمات الشكر والثناء التي تمنح عادة لمن يتحلون بالجرأة في التفاعل. وقد يحدث أن يبذل جهدًا كبيرًا لكنه لا يحظى بالاعتراف، في حين ينال غيره التقدير بسبب قدراتهم التعبيرية الأعلى.
بينما من المهم التفرقة بين الحياء الطبيعي والخجل المعيق، فالأخير ليس فضيلة بل اضطراب نفسي اجتماعي. كما تعد العوامل البيئية السبب الرئيس فيه، وليس الوراثة كما يشاع. إنه شعور متغلغل بالخوف من التقييم السلبي أو التعرض للسخرية. ويظهر أثره حتى في تفاصيل بسيطة مثل طريقة جلوس الطفل أو أكله.
مخاطر مخاطر الخجل الاجتماعي لدى الأطفال
بينما إذا ترك هذا الخجل دون معالجة في الصغر، يترسخ في شخصية الطفل، ويؤثر لاحقًا في مستقبله المهني والأسري والاجتماعي. إذ قد يتحول إلى شخص متردد، منعزل، وضعيف التأثير في محيطه.
لذلك، من الضروري التدخل المبكر، وتحويل كل فرصة إلى لحظة بناء نفسي واجتماعي. فمثلًا. تعد الأعياد مناسبة مثالية لتشجيع الطفل على التفاعل مع محيطه، من خلال منحه مساحة للعب والفرح دون قيود. ومع الوقت، يشعر بالحاجة لمشاركة الآخرين هذه اللحظات، وتكون الهدايا محفزًا له للتفاعل والفخر بما يملكه.
كما أن دمجه في الأنشطة المدرسية، وتشجيعه على المشاركة في الرياضات الجماعية، والأنشطة الفنية والترفيهية. يفتح أمامه آفاقًا جديدة لاكتشاف ذاته وإطلاق طاقاته الكامنة. فمرحلة الطفولة الذهبية هي الأرض الخصبة التي تبنى عليها شخصية الطفل، ومنها تنطلق قدراته الإبداعية. ويكتسب الثقة والشجاعة ليكون فاعلًا في محيطه ومؤثرًا في مجتمعه.