إن فترة الحمل مرحلة حساسة تتطلب من الأم الحامل، العناية بصحتها وجنينها. ورغم أن الراحة ضرورية لها، ربما يشكل جلوسها لأوقات طويلة خطرًا على صحة الأم والجنين.
فما هذه المخاطر؟ وكيف يمكن تجنبها؟ نوضح ذلك خلال التقرير التالي، وفقًا لما ذكره موقع “iherb”.
أبرز مخاطر الجلوس الطويل خلال مدة الحمل:
-
جلطات الدم:
يزيد الجلوس الطويل من خطر تكون الجلطات الدموية في الساقين والحوض، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الانسداد الرئوي. حيث إن الزيادة في حجم الدم خلال مدة الحمل تصل إلى حوالي 50% ليتدفق الدم بالتساوي إلى جميع أجزاء الجسم. ومع جلوس الحامل مدة طويلة، فإن الدم سيبدأ في التجلط في العديد من أجزاء الجسم، مثل الحوض والساقين على سبيل المثال؛ ما يزيد من خطر إصابة الأم بتجلط الأوردة العميقة (DVT) والانسداد الرئوي، ويمكن أن تكون هذه الحالات خطيرة ومميتة.
على الجانب الآخر عند حدوث تجلط الأوعية الدموية، قد تعاني الأم من تورم في الساقين أو أجزاء أخرى من الجسم؛ لذلك تنصح الأمهات بالجلوس مدة لا تزيد على ثماني ساعات. وخاصة الأمهات اللواتي يعملن في المكاتب، فيمكن للأم أن تمد عضلاتها للحظة بعد الجلوس. وذلك من خلال المشي قليلاً أو القيام بحركات بسيطة، مثل هز أرجلها والقيام بحركات الإحماء الرياضية الأخرى.
-
زيادة الوزن:
يقلل الجلوس من حرق السعرات الحرارية ويزيد خطر زيادة الوزن وفرص الإصابة بسكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم، ومضاعفات الولادة. فخلال مدة الحمل، يبدأ وزن الحامل في الزيادة؛ لذا يجب أن تخضع لمراقبة صارمة لوزنها من قبل الطبيب. ومع ذلك دون أن تدرك فإن الجلوس مدة طويلة خلال وقت الحمل قد يجعلها تتكاسل عن الحركة وممارسة الرياضة، في حين تظل كمية الطعام المستهلكة كما هي أو تزيد؛ ما يعرضها لخطر زيادة الوزن ومضاعفات الحمل المختلفة، بما في ذلك:
- تسمم الحمل.
- التشوهات الخلقية للطفل.
- الولادة المبكرة.
- موت الجنين.
- إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم.
- الإجهاض.
-
آلام الظهر:
يسبب الجلوس مدة طويلة ضغطًا على الظهر والحوض، بما يؤدي إلى آلام مزمنة. فهناك شكوى شائعة أخرى لدى النساء الحوامل وهي الشعور بآلام الظهر، بدءًا من بداية الحمل وحتى الأشهر الثلاثة الأخيرة. ويحدث هذا لأن الأربطة في الجسم تتمدد طبيعيًا لتشعر المفاصل في منطقة أسفل الظهر والحوض بمزيد من التوتر.
على الجانب الآخر الجلوس مدة طويلة خلال الحمل يمكن أن يزيد أيضًا خطر آلام الظهر ومشكلات مفصل الورك. ليس هذا فحسب، بل إنه بطريقة خاطئة يمكن أن يسبب مشكلات في العمود الفقري.
-
ألم في المعدة:
مع الجلوس مدة طويلة يزيد الضغط على المعدة ويسبب آلامًا للأمهات مع تقدم الحمل. وذلك لأنه مع كبر حجم الرحم فقد يُملأ تجويف بطن الأم، وعندما تجلس لمدة طويلة سيصبح تجويف البطن أكثر امتلاءً؛ لذلك غالبًا ما تشعر الأم بألم في معدتها.
-
الشعور بالتوتر والإجهاد:
يقلل النشاط البدني من إفراز هرمونات السعادة؛ ما يزيد من الشعور بالتوتر والاكتئاب. على الجانب الآخر لا تشعر الحامل بالإجهاد فقط بسبب الحمل، ولكن بسبب الجلوس مدة طويلة أيضًا؛ لأن النشاط وحركة الجسم سوف ينخفضان. كما أن كثرة الصمت سوف تقلل من مستويات الإندورفين في الجسم، وهو عبارة عن هرمونات تعمل على زيادة مشاعر المتعة والأمان والراحة في الجسم، وعندما ينخفض إنتاج الإندورفين، تميل الأمهات إلى الشعور بالضغط والتوتر بسهولة.
لماذا يعد الجلوس الطويل خطيرًا للحامل؟
يقلل الجلوس من تدفق الدم في الجسم، ويؤثر في وصول الأكسجين والمغذيات للجنين. وكذلك يقلل من قوة العضلات وتوترها.
أيضًا، يؤثر في قدرة الجسم على التحمل والقيام بالأنشطة اليومية. بالاضافة إلى ذلك يضر الحالة المزاجية ويؤدي إلى الشعور بالملل والاكتئاب.
كيف يمكن تجنب مخاطر الجلوس الطويل؟
- الحركة المستمرة: يجب على الحامل الحركة بانتظام، والقيام بتمارين خفيفة مثل المشي واليوجا.
- تغيير الوضعية: يجب تغيير وضعية الجلوس دوري، والوقوف والمشي كل ساعة.
- الجلوس الصحيح: يجب الجلوس بوضعية صحيحة مع دعم الظهر، وتجنب تقاطع الساقين.
- ممارسة التمارين الرياضية: يجب استشارة الطبيب وممارسة تمارين رياضية خفيفة ومناسبة للحمل.
- تغذية صحية: يجب اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن للحفاظ على وزن صحي.
- الراحة الكافية: يجب الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم.
نصائح إضافية:
- استخدام وسائد الدعم: تساعد وسائد الدعم على تخفيف آلام الظهر والحوض.
- ارتداء أحذية مريحة: يساعد على تخفيف الضغط على القدمين والساقين.
- شرب كمية كافية من الماء: يساعد على الحفاظ على رطوبة الجسم.
- الاسترخاء: يمكن ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا لتقليل التوتر.
وفي النهاية، يجب على الحوامل الانتباه إلى مدة الجلوس وتجنب الجلوس لفترات طويلة. من خلال اتباع النصائح المذكورة، يمكن للحامل الحفاظ على صحتها وصحة جنينها والتمتع بحمل سليم ومريح.