عندما يتعلق الأمر بالحب أو الزواج أو الخطوبة، لماذا نجد أنفسنا غالبًا نشارك مشكلات علاقتنا مع الأصدقاء أو العائلة أو حتى زملاء العمل؟ سواء كان ذلك من خلال التنفيس أو طلب النصيحة، فإن إشراك الآخرين في صراعاتنا الشخصية يبدو غريزيًا. ولكن ما الذي يدفع هذا السلوك؟ وفقًا للخبراء، فإن الأسباب متجذرة بعمق في علم النفس البشري، والرغبة في التحقق، والحاجة إلى المنظور.
كما أوضحت “آرتي تشاولا” معالجة نفسية في العلاقات ومدربة حياة مقيمة في مومباي، لفهم سبب إشراك الآخرين في مشكلات علاقاتنا وما يقوله ذلك عن احتياجاتنا العاطفية. وذلك وفقًا لما ورد في herzindagi.
البحث عن التحقق
منذ الطفولة، أصبحنا نميل إلى البحث عن المصادقة، أولًا من والدينا، ثم من المعلمين والأصدقاء والزملاء. ولا تختفي هذه الحاجة إلى الموافقة عندما نكبر؛ بل إنها تنتقل ببساطة إلى مجالات مختلفة من حياتنا، بما في ذلك العلاقات.
“عندما يشارك شخص ما مشكلاته في العلاقة مع الأصدقاء أو العائلة، فإنه غالبًا ما يبحث عن التصديق”، على سبيل المثال، قد تناقش المرأة التي تواعد رجلًا مشكلاتها مع أصدقائها للتأكد من أنها تتخذ الخيارات الصحيحة. إن سماع الآخرين يقولون، “أنت لست مخطئة”، أو “سأشعر بنفس الطريقة”، يساعدها على الشعور بالاطمئنان والثقة في قراراتها.

وتوصلت دراسة نشرت في مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية إلى أن الأشخاص غالبًا ما يسعون للحصول على آراء خارجية لتأكيد مشاعرهم وأفعالهم، وخاصة في المواقف المشحونة عاطفيًا مثل صراعات العلاقات.
اكتساب المنظور
هناك سبب آخر يجعلنا نشارك الآخرين في الأمر وهو اكتساب منظور جديد. فعندما نكون قريبين جدًا من موقف ما، فمن السهل أن نفقد الموضوعية. والتحدث إلى شخص خارج العلاقة قد يوفر الوضوح والرؤى الجديدة.
وتقول “تشاولا”: “إن مناقشة القضايا مع الآخرين تساعدنا على فهم كيفية تعاملهم مع موقف مماثل. على سبيل المثال، قد تشارك المرأة مشكلاتها الزوجية مع أصدقائها لمعرفة كيف سيتفاعلون إذا كانوا في مكانها. وهذا لا يوسع منظورها فحسب، بل يساعدها أيضًا على استكشاف الحلول التي ربما لم تفكر فيها”.
يتوافق هذا السلوك مع مفهوم نظرية المقارنة الاجتماعية، التي تشير إلى أننا نقيم أفعالنا وقراراتنا من خلال مقارنتها بأفعال وقرارات الآخرين. ومن خلال فهم كيفية تعامل الآخرين مع موقف ما، يمكننا اتخاذ خيارات أكثر استنارة في علاقاتنا.
اقرأ أيضًا: 7 عادات تسبب فشل العلاقات الزوجية.. حافظي على شريك حياتك
تعزيز الأنا
في بعض الأحيان، لا يتعلق مشاركة مشكلات العلاقة فقط بطلب النصيحة أو التحقق من الصحة، بل يتعلق أيضًا بإظهار ديناميكيات القوة.



















