رغم مآسي الحرب بغزة وما يتعرض له شعب فلسطين من معاناة جراء الاحتلال، يظل شهر رمضان، حاضرًا بقوة في حياتهم، بإقامة الشعائر والعادات والتقاليد التي توارثوها عبر الأجيال خلال هذا الشهر الكريم.
شعائر رمضان في فلسطين
وتستعد فلسطين بقدوم رمضان قبل رؤية الهلال ببضعة أيام؛ حيث تتزين المساجد والبيوت وتنظف الشوارع وتنصب الشوادر في الأسواق لبيع ياميش رمضان والتمور والأكلات الخاصة به.
كما تستعد الجمعيات الخيرية بشراء مستلزماتها، التي توزعها على أهالي الشهداء والمعتقلين والفقراء والبسطاء.
أما ليلة رؤية الهلال فلها احتفالها الخاص، وتجد كل الشوارع خالية تنتظر سماع إعلان الرؤية السعيدة.
وبعدها تسمع المآذن تصدح بالقرءان الكريم في كل مكان، ويستعد الناس لصلاة التراويح، بفرش الحصائر وإضاءة المصابيح.
وتجد الأطفال في الشوارع تلعب بالألعاب النارية حتى يمر المسحراتي بطبلته الصغيرة، فينادي على الأهالي بأسمائهم، لتتعالى الأصوات بالفرحة، فيما يشبه طقوس مصر الرمضانية.
الإفطار داخل الديوان العائلي
يعد رمضان شهر الاحتفالات وفرصة لتجمع العائلات والأسر بالأحياء وإقامة الولائم الكبيرة التي يتجاوز عددها 200 شخص يوميًا.
كما يوزع الأهالي وجبات الطعام والحلوى على الجيران في البيوت.
أيضًا من عادات الشعب الفلسطيني في رمضان التجمع داخل الديوان، وهو يشبه المضيفة في بيوت الريف المصري.
حيث يقدم كبار العائلة ساعة الإفطار، الصواني المحملة بما لذ وطاب من الطعام ويتبادلونه كي ينتشر الود والرحمة بينهم.

توزيع التمور والقطائف خلال رمضان
بالإضافة إلى ذلك فإن شهر رمضان في فلسطين له حلاوة ومذاق كالتمور التي توزع فيه، سواء في المساجد أو الشوارع على المارة أو في الأطباق والصواني بالبيوت.
ولأهل فلسطين عادة جميلة لا توجد في أي دولة أخرى، فتجد أطباق الحلوى والقطائف والتمور في صواني تضعها الأمهات وربات الأسر على مناضد خارج أبواب البيوت والمنازل ليتناولها ويتذوقها المارة.
أيضًا، تجد الشوارع ممتلئة بصواني القطائف المغطاه بالشاش الأبيض، وبهذا الجميع يطيب فمه بعد الصيام بما لذ وطاب.
القدس
أما أجواء رمضان في مدينة القدس فيأتي إليها الفلسطينيون من جميع أنحاء البلد للصلاة في المسجد الأقصى ولو ركعة واحدة خلال رمضان. ويتزاحمون بالآلاف، ويتسابقون على الصلاة في ساحات الأقصى.
وفي وقتي الإفطار والسحور نجد الزحام وأصوات الباعة والولائم وأعمال الخير في كل مكان بمدينة القدس بأكملها.
اقرأ أيضًا: ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يشدد على دعم الشعب الفلسطيني
مدينة الخليل
أما مدينة سيدنا إبراهيم عليه السلام “الخليل”، التي يقال إنها لا يبيت فيها جائع عبر التاريخ، يوجد فيها تكية الخليل وهي منذ أزل بعيد، وهذه التكية تطعم من هم في الخليل، والذين يأتون من خارج الخليل يوميًا، وفي شهر رمضان الكريم تتضاعف الوجبات.