كيف يتعامل الزوج مع زوجته المريضة؟

كتبت- صبحة بغورة:

يعتبر مرض الزوجة من أصعب المواقف التي قد يتعرض لها الزوج خلال حياته الزوجية، منهم من يسمعها كلمات تفيد لامبالاته بحالها بل وعدم تقبله مرضها، ومنهم من يتذمر من رؤيتها ممددة على فراش المرض وآخرون يضجرون ويملون الوضع.

ولكن منهم أيضًا من يتفهم حالها ويسعى لراحتها. وإذا تكرر مرض الزوجة أو طالت كثيرًا فترة علاجها فكيف يواجه الزوج هذه المعاناة؟ هل يضطره مرضها المتكرر زواجه بامرأة أخرى؟

الزوجة في فترة مرضها

الزوجة في فترة مرضها تكون شديدة الانتباه تجاه كل ما ينطق به زوجها، وبالغة الحساسية من كل تصرف يبدر منه. فيضيق صدرها كلما تلمست منه شيئًا من معاني الأنانية. وترهق أعصابها أمام تعنته في ضرورة تلبية طلباته والعناية بشؤونه. والنماذج الحياتية من

الواقع المعاش يعكس لنا أحوال ومواقف الأزواج من مرض زوجاتهم. من خلال إجابات صريحة وواضحة ولا تقبل التأويل.

فهذا أحدهم (42 سنة) متزوج منذ 8 سنوات، ضاق ذرعًا من ملازمة زوجته الفراش يوميًا، بسبب معاناة من ألم الرأس، يشكو عدم قدرتها على القيام بواجباتها المنزلية والزوجية. وأصبحت تراوده فكرة الزواج من أخرى. حيث لا يرى في نفسه ذنبًا أن يبقى مع امرأة مريضة كل الوقت.

ويعترف آخر (52 سنة) متزوج منذ 10 سنوات، أنه كان سعيدًا مع زوجته الرشيقة دائمًا، ثم تعرضت في حملها الأخير لمرض السكري وزاد وزنها بأكثر من 100 كلغ. وأصبحت مريضة كل الوقت. وصار وضعها يقلقه ولا يطيقها بجانبه. ويفكر دائمًا في الزواج مرة أخرى.

وهذا شاب (35 سنة) حديث الزواج منذ أربع سنوات. سئم من معاناة زوجته من آلام في الظهر، واقترح عليها أن يعيد الزواج.

ويرى أنه من الأفضل للزوجة المريضة، أن تسمح له بالزواج من أخرى وتساعده هي في اختيارها. ثم يعترف أن الأمر يتوقف على قدرته في توازن عواطفه بين امرأة مريضة لها متطلباتها الخاصة، وأخرى جديدة وحياة جيدة وآمال وتطلعات.

فإذا حقق الرجل هذا التوازن فليس هناك بأس من الزواج بأخرى؛ لأن ذلك يضمن استقرار الأسرة واستمرارها في أداء وظائفها.

شاب آخر (35 سنة) متزوج منذ ثلاث سنوات، يؤكد أنه يرعى زوجته ويحسن معاملتها. ولا يظلمها أبدًا فليست هي من اختارت أن تكون مريضة. ويقول: المرأة في مرضها تحتاج إلى سند زوجها الذي عليه أن يكون إنسانًا وأن يتنازل عن أنانيته حتى تشفى.

ويشاطره شاب آخر متزوج منذ تسع سنوات؛ إذ يعتبر كل رجل يرد على مرض زوجته بزواجه من أخرى لا يستحق الاحترام لأنه أناني، ويؤكد أن هناك حالات نجحت في اجتياز الأزمة، بسبب قدرة كل طرف على التضحية لصالح الآخر.

بينما يعترف شاب آخر متزوج منذ 5 سنوات، أن زوجته من خير الزوجات، لكنها مريضة معظم الأوقات وتشكو دائمًا من آلام القولون، ويرعاها لأنها لا تستحق القساوة؛ إذ سبق أن اهتمت به في مرضه وسهرت على راحته.

افتقاد المسؤولية

الملاحظة الغريبة، أن من راودته فكرة الزواج بأخرى وألحت عليه. بسبب مرض زوجته هم من المسنين الذين يبدو أن عشرة السنين لم تترك في نفوسهم أثرًا.

ومثل هؤلاء يفتقدون الشعور بالمسؤولية، ويستشعرون ضعفًا يشوب رجولتهم بأنهم أبدوا تعاطفًا مع زوجاتهم المريضات أمام الأهل والأقارب.

وهذا يعود إلى أسلوب التربية الخاطئ منذ الصغر. وتأثره بطريقة التعامل ونمط التربية الذي نشأ عليه، ومن شأن هذا التصرف أن يصيب العلاقة الزوجية في صميم جوهرها بالإحباط والفتور ويؤثر سلبًا في شعور الزوجة النفسي والعاطفي.

علاوة على ذلك فإن حديثي الزواج ممن تفهموا دقة وحساسية الوضع هم من الشباب. الذين أبدوا تعقلًا وتفهمًا ووعيًا وتقديرًا واحترامًا للعشرة التي حتى وإن لم تدم سوى بضع سنوات. لكنها نقشت في النفوس أسمى معاني المودة وصادق مشاعر الرحمة.

الرابط المختصر :