يشكل إدمان الآباء للهواتف الذكية تحديًا كبيرًا لنمو أطفالهم؛ حيث تؤثر هذه العادة سلبًا على تطور لغة الأطفال وتزيد خطر تعرضهم للإصابات والمشكلات.
وتوصلت دراسة جديدة إلى أن الآباء الذين يحدقون في شاشاتهم بدلًا من التحدث إلى أطفالهم لا يشكلون نموذجًا للسلوك السيئ فحسب، بل قد يعيقون أيضًا تطور اللغة لدى أطفالهم.
فيما يلي نقدم أهم النصائح والإرشادات الواجبة للحد من الاستخدام السيئ للهاتف، وفقًا لما ذكره موقع edition.cnn
تأثير إدمان الهواتف على تطور اللغة لدى الأطفال:
أظهرت دراسات حديثة، أن الأطفال الذين يتربون داخل بيئة تسود فيها الهواتف الذكية يعانون صعوبات في تطوير مهاراتهم اللغوية.
وذلك لأن التفاعل المباشر بين الطفل ووالده، الحافل بالمحادثات والقراءة، يلعب دورًا حاسمًا في توسيع مفردات الطفل وتعزيز مهاراته النحوية. وعندما يستغرق الآباء في هواتفهم، يفقد الأطفال هذه الفرصة الثمينة للتعلّم والتطور.
وفقًا لمسح أجري بين أولياء أمور 421 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 2 ½ و4 سنوات، فإن الآباء الذين يستخدمون الشاشات كثيرًا لديهم أطفال يستخدمون الشاشات كثيرًا أيضًا، وكان لدى هؤلاء الأطفال قدرة أقل في التحدث بلغة سليمة.
وتبدو النتائج، التي نشرت في المجلة الأكاديمية Frontiers in Developmental Psychology، منطقية لأن التفاعلات اللفظية مع الوالدين، كما أشارت الدراسة، إحدى الطرق المهمة لتعلم الأطفال للغة.
مخاطر تترتب على إدمان الآباء للهواتف:
- زيادة خطر الإصابات: تشير الدراسات إلى زيادة ملحوظة في حالات الإصابة لدى الأطفال الصغار في البيئات التي يشيع فيها استخدام الهواتف الذكية، بسبب عدم انتباه الآباء للأطفال في أثناء انشغالهم بهواتفهم.
- تأثير سلبي على التفاعلات الأسرية: يؤدي الإفراط في استخدام الهواتف إلى تشتت انتباه الآباء عن أطفالهم؛ ما يضعف الروابط العائلية ويؤثر على التواصل بين أفراد الأسرة.
- نموذج سلوكي سلبي: يعد سلوك الآباء مرآة يعكسها الأطفال، الذين عندما يرون آباءهم مدمنين على هواتفهم، فإنهم يميلون إلى تقليد هذا السلوك.
كيف يمكن للآباء مواجهة هذه المشكلة؟
أولًا، يجب على الآباء تحديد أوقات محددة خلال اليوم لوضع هواتفهم جانبًا والتفرغ التام لأطفالهم.
وكذلك تخصيص وقت يومي لقضاء وقت ممتع مع أطفالهم، بعيدًا عن الشاشات والأجهزة الإلكترونية.
كما يمكن للآباء تقديم أنشطة ممتعة لأطفالهم تشجع على التفاعل والتواصل، مثل القراءة، اللعب، والأنشطة الخارجية.
علاوة على ذلك يجب على الآباء توعية أطفالهم بأهمية التفاعل الاجتماعي واللعب، وشرح مخاطر الإفراط في استخدام الشاشات.
بالإضافة إلى طلب الدعم من أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو المختصين لمساعدتهم في التغلب على إدمان الهواتف.
في الختام، يشكل إدمان الهواتف الذكية تهديدًا حقيقيًا لنمو الأطفال وتطورهم؛ لذا يجب على الآباء أن يكونوا قدوة لأطفالهم ويدركوا أهمية التوازن بين العالمين الرقمي والحقيقي. وذلك من خلال وضع حدود لاستخدام الهواتف الذكية وتخصيص وقت كافٍ للتفاعل مع أطفالهم، كي يتمكن الآباء أن يبنوا علاقات قوية مع أطفالهم ويعززوا نموهم الشامل.