مع دخول التكنولوجيا إلى عالمنا وتأثيرها على جميع مناحي حياتنا، أخذ الباحثون والعلماء بتطوير هذه التكنولوجيا بهدف تسخيرها في مجال الطب والصحة. ولكن كيف ساهمت التكنولوجيا في تطوير الطب؟ وإلى أي مدى؟ وذلك ما سوف نوضحه في خلال السطور التالية.
ساهمت التكنولوجيا في الكثير من الأمور الطبية والصحية المختلفة، إليك أهمها:
أصبح الإنترنت المصدر الرئيس للمعلومات الطبية
حيث يمكن ملاحظة هذا من خلال انتشار المواقع الطبية باللغات المختلفة والتي تساهم في رفع الوعي ونشره حول الطب والصحة، إذ أصبح بالإمكان الحصول على المعلومة الطبية الموثوقة من خلال الإنترنت وبسهولة دون التحرك من مكانك.

الوصول إلى المرضى بسهولة
تعد هذه المعلومة إحدى أهم الأجوبة على سؤال: كيف ساهمت التكنولوجيا في تطوير الطب؟ ويتم ذلك عن طريق استخدام مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة، حيث أصبحت المستشفيات العالمية تستخدم هذه المواقع للتواصل مع مرضاها، وحتى الإجابة عن استفساراتهم وأسئلتهم، بالإضافة إلى محاولتها لنشر الوعي حول القضايا والمشاكل الصحية المختلفة والهامة.
تقديم علاجات أفضل والتقليل من المعاناة
تمكنت التكنولوجيا من توفير آلات جديدة وأدوية وعلاجات ساعدت في حماية العديد من الأشخاص وحسنت من فرص علاجهم، ليس هذا وحسب بل استطاعت التكنولوجيا من تحسين الأبحاث والدراسات العلمية لجعل الرعاية الصحية أكثر كفاءة.
التحسين من رعاية المرضى
وفرت التكنولوجيا طرق لحفظ التاريخ الطبي لجميع المرضى، الأمر الذي سهل انتقاله ما بين الأطباء وعدم ضياعه. وذلك بهدف تحسين الرعاية الطبية لهم، وزيادة كفاءة عمل العاملين في هذا القطاع. كما بالإمكان استخدام هذه المعلومات بعد آخذ تصريح بذلك لاستغلالها في أبحاث ودراسات علمية تصب في هدف إيجاد علاجات واكتشافات في المجال الطبي.
مشروع “صحتي” ودورها في تعزيز الوصول للخدمات الصحية
فيما أكدت وزارة الصحة أن المملكة أخذت الصحة الرقمية كأولوية قصوى لتطوير الخدمات الصحية. حيث تحولت منصات الصحة الرقمية إلى مشاريع مهمة تهدف إلى تحسين جودة الخدمات الصحية وتيسير الوصول إليها.
وبفضل التطور التكنولوجي ودعم الحكومة باتت هذه المنصات وسيلة أساسية لتقديم الرعاية الصحية بشكل أكثر كفاءة ومرونة، حيث توفر تلك المنصات مجموعة واسعة من الخدمات، مثل الاستشارات الطبية عن بعد، وحجز المواعيد، والوصول إلى السجلات الطبية، والتواصل المباشر مع الأطباء، ما يحسن تجربة المرضى، ويعزز الوقاية الصحية، ويخفف الضغط على المرافق الصحية التقليدية، ويعزز جودة وكفاءة النظام الصحي في المملكة.
منصات وخدمات
كما يتولى عدد من المنصات الصحية في المملكة تقديم خدمات رقمية متقدمة لتعزيز الرعاية الصحية، وهي تأتي ضمن رؤية المملكة 2030 لتعزيز التحول الرقمي وتحسين جودة الخدمات الصحية، ومن أبرز هذه المنصات: منصة صحتي.
هي المنصة الموحدة لوزارة الصحة، والتي تتيح للمستخدم إمكانية الوصول إلى المعلومات الصحية، والحصول على عدد من الخدمات الصحية المقدمة من الجهات المختلفة في القطاع الصحي في السعودية.
ماذا تقدم منصة “صحتي”؟
توفر المنصة للمستخدمين في المملكة مجموعة واسعة من الخدمات الصحية المقدَّمَة؛ لتسهيل تقديم رعاية صحية متكاملة للأفراد، وتشمل هذه الخدمات:
- الاستشارات الفورية.
- حجز واستعراض جدول المواعيد الصحية.
- المواعيد عن بُعد.
من يستخدم المنصة؟
تخدم منصة “صحتي” جميع الأفراد من المواطنين والمقيمين في المملكة، مع تابعيهم من الأبناء وكبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
ما اللغات التي تتوفر بها الخدمة؟
تقدم الوزارة خدماتها الإلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية.

بيانات الرعاية الصحية في عصر التحول الرقمي
في عصر التحول الرقمي، أصبحت بيانات الرعاية الصحية من أهم الأصول وأكثرها قيمة، مما يستوجب أعلى مستويات الحماية والحرص. ومع دخول المملكة العربية السعودية السجلات الصحية الإلكترونية بنفيس. والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، والتبادل المستمر للبيانات، أصبح ضمان حماية المعلومات الصحية أكثر أهمية من أي وقت مضى. فحدوث أي تسريب للبيانات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على كل من المؤسسات وأصحاب البيانات.
اقرأ أيضًا: السعودية والذكاء الاصطناعي.. قصة نجاح في التحول الرقمي
تقود المملكة مبادرات طموحة كجزء من رؤية المملكة العربية السعودية 2030. لتحديث قطاع الرعاية الصحية. حيث تلعب خصوصية البيانات دورًا محوريًا في هذا التحول. ويضع نظام حماية البيانات الشخصية إطارًا صارمًا يهدف إلى ضمان أمن البيانات. مع تركيز خاص على حماية البيانات الصحية.
أهمية خصوصية البيانات الصحية
يظل قطاع الرعاية الصحية مستهدفًا رئيسيًا للتهديدات الإلكترونية؛ بسبب الطبيعة الحساسة للغاية لسجلات المرضى. ووفقًا لتقرير تكلفة انتهاك البيانات لعام 2024 الصادر عن IBM، لا يزال قطاع الرعاية الصحية الأكثر تعرضًا لانتهاك البيانات من حيث التكلفة. ويتطلب التصدي لهذه المخاطر جهودًا عالية تركز على تحديد ثغرات الخصوصية ومعالجتها بفعالية، مما يضمن حماية البيانات الصحية وتعزيز الثقة في النظام الصحي الرقمي.