يأتي اليوم العالمي للطفل ليعيدنا إلى أهمية دورنا كآباء في بناء أجيال واعية وسعيدة. وفي هذا اليوم، نوجه رسالة خاصة إلى الأمهات، اللاتي يحملن على عاتقهن مسؤولية تربية أطفال أصحاء جسديًا ونفسيًا.
ووفقًا لما ذكره موقع “KidsHealth”، تعتبر الصحة النفسية للطفل من أهم الركائز لبناء شخصية متوازنة وقوية. ففي ظل عالم سريع التغير، يتعرض أطفالنا لضغوط نفسية متزايدة؛ ما يستدعي منا كأمهات توفير بيئة آمنة ومحبة تساعدهم على النمو والتطور بشكل سليم.
اليوم العالمي للطفل.. كيف نساهم في بناء صحة نفسية قوية لأطفالنا؟
إن تربية طفل سليم نفسيًا ليست بالأمر السهل، ولكنها تستحق كل الجهد والعناية. إليك بعض النصائح التي يمكن للأمهات اتباعها:
-
1-الاعتراف بمشاعر الطفل:
بدلًا من تجاهل مشاعر الطفل أو التقليل من شأنها، يجب علينا الاعتراف بها والاستماع إليه باهتمام. فالشعور بأن مشاعره مفهومة ومقبولة يعزز من ثقته بنفسه.
من الضروري أن يقوم الوالدان بمساعدة الطفل وتعليمه على الربط بين جزأي الدماغ بشكل متوازن، حتى يتمكن من قيادة عواطفه بصورة أكثر استقرارًا؛ لأنّ مطالبة الطفل باستخدام المنطق بـ”وقف البكاء” ليست وسيلة فعالة لمساعدته وسط الحالة الانفعالية التي يمرّ بها والتي يمكن وصفها بـ”تسونامي عاطفية”. بدلًا من ذلك، لا بد من تقديم التعاطف مع الطفل، والاعتراف بمشاعر الضيق والخوف والإحباط التي يمّر بها في طريقه لإدارة نوباته الانفعالية. -
2-توفير بيئة آمنة ومحبة:
المنزل هو الملاذ الآمن للطفل؛ لذا يجب أن نسعى لتوفير جو يسوده الحب والاحترام والتقدير. ففي هذه البيئة يشعر الطفل بالأمان والاستقرار؛ ما يساعده على النمو بشكل صحي.
يجب أن يكون المنزل مكانًا يشعر فيه طفلك بالترحيب والحب. يعد إنشاء جو آمن للأطفال للتفاعل مع والديهم أمرًا بالغ الأهمية، يساعد على تنمية الاستقرار العاطفي للطفل. حاولي تجنب المشاعر السلبية، وإذا كنت متأكدة أن أناسًا يمتلكونها، ويختلطون بأطفالك، حاولي منعهم بشكل صريح، وإبعادهم عن أطفالك، حتى لو كانوا أعز أقاربك.
-
3-منح الطفل وقتًا للاسترخاء:
في ظل ضغوط الحياة اليومية، يجب أن نحرص على تخصيص وقت للاسترخاء واللعب مع أطفالنا. فأنشطة مثل القراءة، واللعب، والتأمل تساعد الطفل على الاسترخاء وتقليل التوتر. ففي كثير من الأحيان يمكن أن تؤثر المدرسة والامتحانات على صحة طفلك النفسية؛ لذلك، من المهم منحه استراحة. وتأكدي من أن طفلك عندما يشعر بالإرهاق يحتاج إلى استراحة. خلال ذلك الوقت، شجعيه على التركيز على اهتماماته وأنشطته التي يستمتع بها. سلطي الضوء على مواهب وقدرات طفلك.
-
4-التخلص من السموم الرقمية:
شاشات الهواتف والأجهزة اللوحية قد تكون مصدرًا للضغط على الأطفال. لذلك، يجب علينا الحد من وقت استخدامها وتشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة أخرى مفيدة. حيث تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على رفاهية طفلك وصحته النفسية،
-
5-عليم الطفل مهارات التأمل واليوغا:
تساعد هذه المهارات على زيادة الوعي الذاتي وتحسين التركيز والهدوء؛ ما يساهم في بناء صحة نفسية قوية. كما تعزز اليوغا الصحة، فيستمد الأطفال فوائد كثيرة من ممارسة اليوغا في سن مبكرة؛ فهي تمنح أجسادهم المرونة، والقوة، والتنسيق للحركة. كما تحفز لديهم الوعي الجسدي. بالإضافة إلى أنها تحسن من تركيزهم وشعورهم بالهدوء والاسترخاء، وتعتبر وسيلة تسلية للطفل، وتساعد على تطوير لغته ومهاراته الاجتماعية.
-
6-الاهتمام بصحتك النفسية:
الأم السعيدة والصحية نفسيًا هي أفضل نموذج لأطفالها. لذا، يجب على الأمهات الاهتمام بصحتهن النفسية وممارسة الأنشطة التي تساعدهن على الاسترخاء والتخلص من التوتر. تناولي الطعام الجيد ومارسي بعض التمارين الرياضية. حاولي الحصول على قسط كاف من الراحة. قومي بإيجاد الوقت للأشياء التي تستمتعين بها.
-
7-تشجيع الطفل على التصرف بطريقة إيجابية:
يجب أن نشجع أطفالنا على التصرف بلطف واحترام الآخرين وحل المشكلات بطريقة سلمية. ضعي قواعد سلوكية للأطفال للأسرة وأشركي طفلك في وضع القواعد والعواقب. ثم قومي بتعديل القواعد والعواقب مع نمو طفلك. تساعد القواعد والحدود الأطفال من جميع الأعمار على الشعور بالأمان. ويجب أن تساعدي طفلك على تحديد أهداف واقعية تتناسب مع عمره وقدراته والعمل على تحقيقها. على سبيل المثال، ركوب دراجة بدون عجلات تدريب أو محاولة حل مسألة رياضية صعبة في المدرسة. امتدحي جهود طفلك لتحقيق الهدف، وليس الهدف نفسه. ساعديه على تعلم كيفية حل المشكلات حتى يكتسب المهارات اللازمة للقيام بذلك بنفسه عندما يكبر. على سبيل المثال، يمكنك مساعدته على تحديد ماهية المشكلة، والتفكير في الحلول الممكنة، واختيار حل لتنفيذه. وكذلك شجعي طفلك على تجربة أشياء جديدة، وخوض المجازفات المناسبة لعمره.
ختامًا، تربية طفل سليم نفسيًا هي مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد الأسرة. فبالاهتمام بصحة الطفل النفسية، نحن نبني جيلًا واعيًا وقادرًا على مواجهة تحديات الحياة.