مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتجدد في قلوب المسلمين مشاعر الشوق والترقب لهذا الشهر الفضيل، الذي جعله الله تعالى فرصة للتوبة والمغفرة والتقرب إليه. وأوضحت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء. فضل الصيام بهذا الشهر الكريم، وأهمية صيامه. مستندة إلى النصوص الشرعية والأحاديث النبوية الشريفة.
فضل الصيام في القرآن والسنة
ومن هذه الفضائل والخصائص التى اختص بها شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور. ودونتها أحاديث رسولنا الكريم “صل الله عليه وسلم”ما يلى :
1-تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” هذا شهر رمضان جاءكم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين ”
كما أن لرمضان مكانة خاصة .الله تعالى خص شهر رمضان بمكانة عظيمة. حيث نسب الصيام إليه. وجعله عبادة خاصة به. وورد في الحديث القدسي: “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم. فإنه لي وأنا أجزي به”. هذا الحديث يدل على عظم أجر الصيام، وأن الله تعالى هو الذي يتولى تقدير ثوابه ومضاعفة أجره.
2- فضل الصيام في رمضان يكفر الذنوب
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب. وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب. وينادى مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ”
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة ،وتغلق فيه أبواب الجحيم . وتغل فيه مردة الشياطين . وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ”
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول “الصلواتُ الخمسُ ، والجمعةُ إلى الجمعةِ . ورمضان إلى رمضانَ ، مكفِّراتُ ما بينهنَّ إذا اجتَنَبَ الكبائر”
قال الإمام المناوى رحمه الله :
(الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان) أي صلاة الجمعة منتهية إلى الجمعة وصوم رمضان منتهيًا إلى صوم رمضان (مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) شرط وجزاء دل عليه ما قبله ومعناه أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فلا تغفر لا إن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة فإن كانت لا تغفر صغائره
3-تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين ”
قال الإمام النووى رحمه الله :
وأما قوله صلى الله عليه و سلم: ( فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين):
فقال القاضي عياض رحمه الله : يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر وتعظيم لحرمته ويكون التصفيد ليمتنعوا من إيذاء المؤمنين والتهويش عليهم
قال القاضي عياض: ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر التي لا تقع في غيره عموما كالصيام والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات. وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها وكذلك تغليق أبواب النار وتصفيد الشياطين عبارة عما ينكفون عنه من المخالفات ومعنى صفدت غللت والصفد بفتح الفاء الغل بضم الغين وهو معنى سلسلت في الرواية الأخرى
قال: ويحتمل أن يكون المراد المجاز ويكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو .وأن الشياطين يقل إغواؤهم وإيذاؤهم. ليصيرون كالمصفدين ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء ولناس دون ناس
ويؤيد هذه الرواية الثانية فتحت أبواب الرحمة وجاء في حديث آخر صفدت مردة الشياطين.
4-العمرة في رمضان ثوابها مضاعف

عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “عُمرة في رمضان تعدل حَجَّةً”
قال الإمام المناوى رحمه الله:
قوله صلى الله عليه وسلم: ( عمرة في رمضان تعدل حجة ) في الثواب لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الاعتمار لا يجزى عن حج الفرض.
5-نزول القرآن في رمضان
قال الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ([12]).
قال الإمام ابن كثير رحمه الله :
اختار الله تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور لإنزال القرآن العظيم. وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء
وأخرج الإمام أحمد فى مسنده عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام فى أول ليلة من رمضان. وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان ».

6-ليلة القدر
قال الله تعالى ” إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
قال الإمام القرطبى رحمه الله :
قوله تعالى : {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}: بين فضلها وعظمها،وفضيلة الزمان إنما تكون بكثرة ما يقع فيه من الفضائل. وفي تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر. واللّه أعلم.
قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا, ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم قال تعالى معظماً لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها فقال: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة ،وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين . وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ” .

7- صلاة التروايح في شهر رمضان
أجمع المسلمون على سنية قيام ليالي رمضان . وقد ذكر النووي أن المراد بقيام رمضان صلاة التراويح يعني أنه يحصل المقصود من القيام بصلاة التراويح .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “من قام رمضان إيمانا واحتسابا . غفر له ما تقدم من ذنبه ”
قوله صلى الله عليه وسلم :(من قام رمضان إيمانا): أي تصديقاً بأنه حق معتقداً فضيلته . واحتسابًا يريد به الله وحده لا رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص غفر له ما تقدم من ذنبه.
أهمية شهر رمضان
شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار. فيه تتضاعف الحسنات، وتفتح أبواب الجنة. وتغلق أبواب النار. لذا، يجب على المسلمين أن يغتنموا هذا الشهر الفضيل بالصيام والقيام والدعاء والتقرب إلى الله تعالى.