سرد القصص عبر الوسائط المتعددة وأهميته للإعلان

المتحدث: الدكتورة ستافرولا كالوجيراس؛ أستاذ مساعد في كلية إدنبرة للأعمال بجامعة هيريوت وات دبى ومدير برنامج الماجستير في إدارة الأعمال.

يعدّ سرد القصص عبر الوسائط المتعددة أداةً مهمة وفعالة في مجال الدعاية والإعلان الحديث. وهو يشير إلى أسلوب سرد قصة واحدة عبر منصات وأشكال متعددة. مثل التلفزيون، ووسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب، والأفلام، وحتى الفعاليات المادية.

فبدلًا من مجرد تكرار الرسالة نفسها عبر القنوات المختلفة، يتيح سرد القصص عبر الوسائط المتعددة لكل منصة المساهمة بشكل فريد في السرد العام. ويعدّ هذا النهج فعّالًا بشكل خاص في الإعلان؛ لأنه يتيح للجمهور فرصة المشاركة بشكل أعمق، ويبني روابط عاطفية، ويعزز حضور العلامة التجارية وولاء جمهورها.

من ناحية أخرى، من أهم مزايا سرد القصص عبر الوسائط المتعددة في الإعلان هو تفاعل الجمهور، وغالبًا ما يكون الإعلان التقليدي سلبيًا؛ حيث يرى المستهلك الإعلان، ويستوعب الرسالة، ثم ينتقل إلى صفحة أخرى. في المقابل يشجع سرد القصص عبر الوسائط المتعددة على المشاركة النشطة للجمهور والتفاعل مع الإعلان والرسالة.

كما قد يشاهد الجمهور إعلانًا تجاريًا، ثم يستكشف موقعًا إلكترونيًا ذا صلة، أو يتابع شخصية من وسائل التواصل الاجتماعي. أو يتفاعل مع لعبة توسّع نطاق السرد. تبقى هذه التجربة التفاعلية ومتعددة المنصات المستهلكين مندمجين مع المنتج لفترة أطول. بناءً على ذلك فإن هذا التفاعل الممتد يزيد من احتمالية أن المستهلكين سوف يتذكرون العلامة التجارية ويصبحون عملاء فعليين.

بالإضافة إلى ذلك، يساعد سرد القصص عبر الوسائط المتعددة على خلق سردية أكثر ثراءً وشمولية للعلامة التجارية. فبدلًا من إعلان واحد يحاول إيصال كل شيء، يمكن للعلامات التجارية استخدام وسائط مختلفة للكشف عن جوانب مختلفة من المنتج المعلن.

على سبيل المثال، قد يظهر فيلم قصير الجوهر العاطفي للعلامة التجارية، بينما تظهر منشورات إنستجرام محتوى من وراء الكواليس، ويوفر التطبيق تفاعلًا ممتعًا. تعزز كل نقطة اتصال الرسالة وتعمقها؛ ما ينشئ تجربة أكثر دقة وتفاعلًا.

كما يعد التواصل العاطفي ميزة رئيسية أخرى. ففي سوق مزدحم، ينجذب المستهلكون نحو العلامات التجارية التي يشعرون بارتباطهم العاطفي بها. كما يمكّن سرد القصص عبر الوسائط المتعددة، وهذا التواصل من خلال منح الجمهور مزيدًا من الوقت والمساحة لاستكشاف المنتج والقصة من ورائه.

بينما عندما تكون الشخصيات والإعدادات والرسائل متسقة ومقنعة عبر المنصات، يشعرون بمزيد من الأصالة. من المرجح أن يثق المستهلكون ويرتبطوا بالعلامة التجارية التي يشعرون أنها تمثل عالمهم. بدلًا من مجرد شركة تحاول بيع شيء ما وجنى ارباح.

علاوة على ذلك، إن سرد القصص عبر الوسائط المتعددة ينسجم بشكل مثالي مع المشهد الإعلامي المتنوع والمتجزئ في عصرنا. يستهلك الناس المحتوى عبر هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفزيون والتجارب الشخصية، وغالبًا ما يكون ذلك في وقت واحد. يمكن للمعلنين الذين يتبنون سرد القصص عبر الوسائط المتعددة التواصل مع المستهلكين في مكان وجودهم بالفعل. وتصميم محتوى مخصص لكل منصة. وتكسب هذه المرونة الحملات قدرة أكبر على الانتشار والمشاركة. إذ يتيح تصميم كل جزء من المحتوى استهداف شرائح متنوعة من المستخدمين.

وأخيرًا، يتيح سرد القصص عبر الوسائط المتعددة فرصًا للتفاعل طويل الأمد. فبدلًا من حملة إعلانية واحدة. يمكن للعلامة التجارية بناء عالم سردي مستمر. فالمستهلكون المحتملون الذين يتفاعلون مع العلامة التجارية مرة واحدة يكونون أكثر عرضة للعودة مرة أخرى. ومتابعة القصة عبر المنصات المختلفة، وبالتالي تعزيز ولائهم. هذا يبني مجتمعًا، ويشجع على تكرار الشراء، ويخلق زخمًا للترويج الشفهي.

في الختام، يعدّ سرد القصص عبر الوسائط المتعددة إستراتيجية فعّالة في الإعلان؛ لأنه يتخطى حدود الترويج المباشر للمنتج ليبني علاقة أعمق مع الجمهور، ويعزز الارتباط بالعلامة، ويزيد من التفاعل عبر المنصات، ويتكيف مع عادات استهلاك الوسائط الحديثة.

بناءً على ذلك، فمن خلال الاستفادة من نقاط القوة في تنسيقات الوسائط المختلفة في سرد ​​متماسك، يمكن للعلامات التجارية بناء علاقات دائمة مع جماهيرها، والتميز في سوق تنافسية.

الرابط المختصر :