تحدث الدكتور خالد مصيلحي – أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة – جامعة القاهرة عن فوائد القمح قائلًا إن القمح ورغم ما هو شائع عن القمح من كونه “غذاء الفقراء” أو “وجبة تقليدية”، إلا أن الحقيقة العلمية تظهر لنا وجهًا آخر لهذه الحبة التي أراها شخصيًا مصنعًا غذائيًا متكاملًا، لكنها – للأسف – قد “تغضب” ممن يجهل طبيعتها ويُسيء استخدامها.
القمح الكامل مصنع ثلاثي الأقسام
أكد استاذ العقاقير الطبية، في تصريحات لمجلة الجوهرة، على أن الحبة الكاملة من القمح تحتوي على ثلاثة أقسام رئيسية، ولكل منها دور جوهري:
- النخالة (Bran): وهي القشرة الخارجية، ومصدر غني بالألياف التي تسهم في تحسين الهضم وتقليل الشعور بالجوع.
- جنين القمح (Germ): الجزء النشط من الحبة، وهو مستودع الفيتامينات والدهون الصحية.
- الإندوسبرم (Endosperm): القسم الأكبر، ويضم النشويات المعقدة التي تمد الجسم بالطاقة.
هذه الأقسام الثلاثة تجعل من القمح الكامل مادة غذائية متكاملة تزود الجسم بـ:
- الكربوهيدرات المعقدة
- الألياف
- البروتين
- الدهون الصحية
- الحديد والزنك والمغنيسيوم
- فيتامينات B1 وB6 وغيرها
فوائد القمح الكام
وأضاف ،عندما يتناول القمح الكامل بطريقة صحيحة، فإنه يقدم فوائد كبيرة منها:
- تنظيم امتصاص السكر في الدم
- الوقاية من الإمساك
- تقليل الكوليسترول الضار
- تعزيز الشعور بالشبع والمساعدة على إنقاص الوزن
- دعم المناعة بفضل الزنك ومضادات الأكسدة
- تحسين صحة البشرة والشعر نتيجة احتوائه على الدهون الصحية والمعادن الضرورية
القمح قد يتحول إلى “خصم” إذا جهل!
وأكد من المهم أن نعي أن القمح الكامل ليس دائمًا صديقًا مطلقًا، بل يمكن أن يتحول إلى ما نسميه في علوم التغذية “مضاد تغذية” (Antinutrient)، لأسباب متعددة:
- حمض الفيتيك: الموجود بنسبة عالية في النخالة، وقد يعيق امتصاص معادن مثل الكالسيوم والحديد والزنك. لكن طريقة الطهي المصرية التقليدية – بالنقع والغلي – تخفف من ضرره.
- المؤشر الجلايسيمي المرتفع: بعض مكونات القمح ترفع سكر الدم بسرعة، لذا لا ينصح بالإفراط في تناوله، خصوصًا من قبل مرضى السكري والسمنة، رغم وجود الألياف التي تقلل من سرعة الامتصاص.
- الجلوتين: وهو بروتين طبيعي في القمح، لا يسبب ضررًا لغالبية الناس، لكنه قد يكون مضرًا لمن يعانون من حساسية الجلوتين أو داء السيلياك.ض
دعوة للعودة إلى “البليلة” أسبوعيًا
ودعا د خالد إلى إحياء العادات الغذائية القديمة الصحيحة، وجعل طبق “البليلة” وجبة فطور أسبوعية على الأقل. خاصة للأطفال وكبار السن. ويمكن تعزيز قيمته الغذائية بإضافة الحليب الدافئ، ورشة قرفة، وبعض المكسرات، وتحليته بالتمر بدل السكر.
كلمة أخيرة
واختتم الدكتور خالد مصلحي حديثه الجوهرة فقال القمح الكامل ليس فقط غذاء، بل “درسًا” في الاعتدال والمعرفة. من يحسن التعامل معه نال من كنوزه، ومن يجهله أضاع فرصة غذائية عظيمة. وفي عاشوراء، دعونا لا نأكل طبقًا تقليديًا فحسب، بل نأكل بوعي ومعرفة وامتنان.