هل سمعت عن التشنج النفسي؟ هو من الظواهر المثيرة للاهتمام التي تجمع بين الجسد والنفس ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالة النفسية للشخص.
ففي بعض الأحيان، قد يتحول الحزن الشديد أو التوتر المزمن إلى تقلصات عضلية لا إرادية، بما يثير القلق والاستغراب. هذا ما نتعرف عليه مع الدكتور مسعد العوني؛ استشاري الصحة النفسة.
أسباب التشنج النفسي
قال د. مسعد العوني؛ استشاري الصحة النفسية في حديث خاص لـ”الجوهرة”: تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه تلك الحالة.
وأضاف: لعل التوتر والضغط النفسي من أهم العوامل المحفزة للتشنج العضلي، الذي قد يؤدي إلى تصلب العضلات وزيادة التوتر.
وأشار إلى الأسباب التي تؤدي إلى التوتر ومن أهمها وقوع حدث مفاجئ أو انتظار نتيجة اختبار أو ميعاد عمل مهم أو حتى عدم التركيز بسبب الضوضاء.
وتابع: “من أسباب التشنج العضلي النفسي أيضًا، الاكتئاب الشديد المرتبط بظهور العديد من الأعراض الجسدية، ومنها آلام العضلات والتشنجات. فضلًا عن الوحدة والاضطرابات النفسية مثل القلق واضطراب الوسواس القهري الذي يزيد احتمالية حدوث التشنج النفسي.
الأنواع
وقسم د. مسعد العوني، التشنج النفسي إلى نوعين رئيسيين:
- التشنج العضلي: وهو عبارة عن تقلصات مؤلمة في عضلات معينة بالجسم، وغالبًا ما تحدث استجابة للتوتر أو القلق. ولعلاج هذا النوع من التشنج تدلك المنطقة المتشنجة. وفي حال كان التشنج في الساق أو يمكن النهوض والمشي قليلًا. كذلك يمكن تطبيق كمادات باردة أو دافئة على المنطقة المصابة أيضًا أو أخذ حمام دافئ.
- التشنج غير الصرعي: وهي حالة تشبه نوبات الصرع ولكنها ناتجة عن أسباب نفسية، وتتميز بحدوث تصلب في الجسم وفقدان الوعي مؤقتًا. وتنتج عنه أعراض مثل الهبوط الحاد وفقدان الوعي المؤقت والانتباه، والتحديق والتشنج.
علاج التشنج النفسي
وقدم استشاري الصحة النفسية، روشتة لعلاج التشنج النفسي، مؤكدًا ضرورة تحديد السبب الأساس له، وبعد ذلك نبدأ العلاج المناسب ومنه:
- العلاج السلوكي المعرفي: يهدف هذا النوع من العلاج إلى تغيير أنماط التفكير والسلوك التي تسهم في زيادة التوتر والقلق.
- تقنيات الاسترخاء: تساعد تقنيات مثل التأمل واليوغا على تخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
- العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب بعض الأدوية المساعدة على تخفيف الأعراض، مثل مضادات الاكتئاب أو المهدئات.
نصائح للوقاية من التشنج النفسي
وقدم د. مسعد العوني، بعض النصائح المهمة للوقاية وهي:
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة على تخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
- الحصول على قسط كاف من النوم: يساعد النوم على تجديد الطاقة والتقليل من التوتر.
- تجنب المهدئات والمنبهات: يمكن لهذه المواد أن تزيد من حدة الأعراض.
- البحث عن الدعم الاجتماعي: التحدث مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يساعد في تخفيف الضغط النفسي.
واختتم د. مسعد العوني؛ استشاري الصحة النفسية، حديثه لـ”الجوهرة”، قائلًا: “يُعد التشنج النفسي حالة معقدة تتطلب تشخيصًا وعلاجًا دقيقين؛ لذلك، يجب على أي شخص يعاني من هذه الأعراض استشارة الطبيب النفسي لتحديد السبب المناسب ووضع خطة علاجية مناسبة”.