تشهد المملكة العربية السعودية، تحولًا تاريخيًا غير مسبوق في العديد من المجالات وفق رؤية الممكلة 2023، ويأتي في القلب من ذلك إنجازات المرأة السعودية في مجال تمكينها عبر العديد من القطاعات.
فبعد عقود من التغيير التدريجي، أصبحت المرأة السعودية قوة دافعة وراء التنمية الشاملة، مساهمة بفاعلية في رسم ملامح مستقبل المملكة.
وأعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، في وقت سابق من العام الجاري، تحقيق تقدم في سوق العمل بالمملكة العربية السعودية، مع زيادة مشاركة النساء في القوى العاملة وتحسينات سوق العمل عمومًا.
وتأتي هذه الإنجازات ضمن مبادرات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى إيجاد سوق عمل أكثر كفاءة وشمولًا.
وارتفعت نسبة مشاركة النساء في سوق العمل بالمملكة العربية السعودية من 21.2% عام 2017 إلى 34.2% بحلول الربع الثالث من 2023.
هذا التقدم جاء نتيجة لبرامج مستهدفة مثل برنامج “وصول”، الذي يوفر وسائل النقل للنساء العاملات في القطاع الخاص، وبرنامج “قرة”، الذي ينشئ مراكز لرعاية الأطفال للنساء العاملات.
وقد دعمت هذه المبادرات 234,344 امرأة من خلال توفير وسائل النقل، ومكنت 26,363 امرأة من الوصول إلى خدمات رعاية الأطفال عبر المراكز المعتمدة.
بالإضافة إلى ذلك، شاركت أكثر من 25 ألف متدربة في برامج مصممة لتزويدهن بالمهارات الأساسية اللازمة لسوق العمل.
تدابير واصلاحات
لتسهيل مشاركة المرأة في القوى العاملة، نفذت الدولة السعودية العديد من التدابير والإصلاحات القانونية. فقد فتحت العديد من قطاعات العمل الجديدة للنساء، بما في ذلك قطاع الخدمات والقطاع القانوني والجيش.
كما سنت إصلاحات لقانون العمل، وقدمت الحماية من التمييز في التوظيف وغيرها من التدابير لجعل القطاع الخاص أكثر جاذبية للمواطنين السعوديين.
بالإضافة إلى ذلك، نفذت الدولة إصلاحات لتحسين حقوق المرأة على نطاق أوسع. وتشمل: منح المرأة الحق في القيادة، وتنفيذ قوانين مكافحة التحرش. وقد سمحت هذه التدابير مجتمعة للنساء بالتغلب على الحواجز الرئيسة التي أعاقت مشاركتهن الاقتصادية.
ولهذا السبب، تم الاحتفاء بالدولة السعودية على مستوى العالم، بما في ذلك المؤسسات الدولية. وهذا ليس مفاجئًا – فالإصلاحات التي أعلنتها الدولة، والتي صيغت بمساعدة شركات استشارية، تتوافق إلى حد كبير مع أجندة تمكين المرأة التابعة للأمم المتحدة.
وقد اعترفت جماعات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام أيضًا بالدور الذي لعبته النساء السعوديات أنفسهن في الدعوة إلى هذه التغييرات على مدى عقود، وخاصة فيما يخص قيادة المرأة للسيارة وقانون تنظيم السيارات الجديد في المملكة العربية السعودية والخليج الأوسع.
نماذج قوية لـ إنجازات المرأة السعودية
سارة العطاس
تجسد سارة العطاس، القيادة الناجحة حين يتقاطع الابتكار مع الشغف والهدف. بصفتها صاحبة رؤية في مجال حوكمة الشركات ومبدعة بصناعة الأزياء. إن مسيرة “سارة” المهنية شهادة على المرونة والإبداع والتأثير التحويلي.
تعمل “سارة” حاليًا مديرة حوكمة في مجموعة السعودية، وهي منظمة مرموقة لها تاريخ يمتد لثمانين عامًا.
في هذا الدور، أعادت تعريف ممارسات حوكمة الشركة، وعززت الامتثال والشفافية والمعايير الأخلاقية.
لم تعمل استراتيجياتها المبتكرة على تبسيط العمليات فحسب، بل وضعت أيضًا معايير جديدة للتميز في حوكمة شركات صناعة الطيران. يدفع نهج سارة الرؤيوي مجموعة السعودية نحو مستقبل يتميز بالابتكار والنجاح الدائم.
في عالم الموضة، تقف “سارة” كمؤسس وقوة إبداعية وراء Theseen Eyewear. أحدث هذا المشروع الرائد ثورة في سوق النظارات الفاخرة بتصميماته الطليعية والتزامه بالاستدامة.
تُجسّد مجموعة “سارة” المختارة من الإطارات والنظارات الشمسية ذوقها الرفيع وفهمها العميق لرغبات المستهلكين وتفانيها في ممارسات الإنتاج الأخلاقية. لقد نجحت Theseen Eyewear في ترسيخ مكانتها في السوق العالمية، ووضع معايير جديدة للأناقة والجودة.
إنجازات كبيرة
تميزت رحلة “سارة” بإنجازات أكاديمية كبيرة، بما في ذلك درجة البكالوريوس بالقانون من جامعة الملك عبد العزيز، ودرجة الماجستير في القانون من كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا، إيرفين.
لقد زودتها خلفيتها التعليمية بالمعرفة والخبرة اللازمة للتنقل في الأطر التنظيمية المعقدة ودفع النمو الاستراتيجي عبر أدوارها المهنية.
وبخلاف مساعيها المهنية، تعد “سارة” مناصرة قوية لريادة الأعمال في المملكة. لقد لعبت دورًا محوريًا في منظومة الشركات الناشئة؛ حيث قامت بتوجيه رواد الأعمال الطموحين وتعزيز ثقافة الابتكار.
كان توجيهها مفيدًا في نجاح العديد من الشركات الناشئة، وتغذية النمو وتمكين مجتمع ريادة الأعمال بالمنطقة.
يتجاوز تأثير “سارة” الصناعات المختلفة، ويترك علامة لا تمحى على كل من يحظى بامتياز العمل معها.
إن التزامها الثابت بالتميز، وشغفها بالإبداع، وسعيها الدؤوب إلى النمو والتحول يجعلها قوة هائلة في عالم الأعمال.
وبصفتها قائدة قوية، تجسد “سارة” الأصالة والتعاطف والإيمان الراسخ بقوة النجاح الجماعي.
وتقديرًا لقيادتها المتميزة وتأثيرها العميق، تعد “سارة العطاس، منارة للتميز والإلهام. وتستمر رحلتها في إلهام الآخرين للحلم الكبير والقيادة بهدف واغتنام قوتهم لإحداث تغيير إيجابي في العالم.
أضواء الدخيل
أضواء الدخيل، رائدة أعمال ومستثمرة وطيارة وغواصة وكاتبة وموسيقية. ومؤسسة جوائز Women of Worth الملهمة، وهي منصة مخصصة للاعتراف بالنساء العربيات اللاتي أحدثن تأثيرًا عميقًا في مجتمعاتهن والاحتفال بهن.
تشتهر أضواء أيضًا بعملها في قطاع التكنولوجيا، وخاصة في تمكين رائدات الأعمال من خلال برامج مثل Women in Tech.
وهي شغوفة بتعزيز الثقة وتمكين الفتيات الصغيرات، كما ظهر في مشاركتها بحملة “دوف”. بفضل اهتماماتها وإنجازاتها المتنوعة، تواصل “أضواء” إلهام وإحداث فرق في مختلف المجالات.
سارة الحميدان
سارة الحميدان، مؤسسة ومديرة تنفيذية لشركة Raseel Gifts، وهي شركة متخصصة في تقديم حلول هدايا فريدة ومخصصة.
وأيضًا مستشارة معتمدة في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة وزميلة في AMInstLM.
تتمتع “سارة” بسجل حافل من تأسيس شركتين والخروج منهما بنجاح؛ ما يدل على براعتها الريادية.
وبخلاف حياتها المهنية، لديها التزام قوي بتعزيز التغيير الإيجابي في مجتمعها من خلال مجموعات وفرق تطوعية مختلفة.
تُقدر “سارة” التعلم المستمر والتطبيق العملي وفن التدريس، وتهدف إلى تقديم رؤى قيمة وتمكين الآخرين من خلال تفاعلاتها.
آية البكري
آية البكري، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “بينالي” الدرعية. وهي منظمة ثقافية غير ربحية يرأسها الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان.
بصفتها مدافعة متحمسة عن الفنون وإعادة استخدام المساحات العامة في الأماكن الثقافية، أشرفت “البكري” على إطلاق إصدارات البينالي الافتتاحية في منطقة “جاكس” بالدرعية (جارٍ حاليًا حتى 24 مايو) ومحطة الحج في جدة.
تم الاعتراف بـ”بينالي” الفن المعاصر عام 2021، كأول “بينالي” مخصص في المملكة العربية السعودية، في حين كان “بينالي” الفنون الإسلامية بجدة هو الأول من نوعه في التاريخ.
قبل تعيينها رئيسة تنفيذية للمنظمة، حصلت “البكري” على درجة الاتصالات العالمية من الجامعة الأمريكية في باريس عام 2011؛ حيث أكملت أيضًا برنامج تبادل مدة عام في بارسونز.
وبعد تخرجها، بدأت مسيرتها المهنية في معرض فني فرنسي مشهور عالميًا، قبل أن تعود إلى المملكة وتتعاون مع مؤسسات ومعارض محلية مرموقة.
لبنى العليان
هي سيدة أعمال سعودية رائدة في مجال الصناعة المصرفية، وتعد ونموذجًا يُحتذى به للقيادات النسائية الطموحة في المنطقة.
وباعتبارها رائدة في القطاع المالي، أصبحت أول امرأة سعودية تقود بنكًا، عندما تم تعيينها رئيسة لمجلس إدارة البنك السعودي البريطاني “ساب” عام 2019. هذا أيضًا يعد أحد أبرز إنجازات المرأة السعودية.
ويرمز تعيينها الرائد إلى خطوة مهمة نحو تمكين المرأة في المملكة العربية السعودية. كما تشمل مسيرتها المهنية المتميزة العمل في مجالس إدارات منظمات مرموقة مثل WPP والبنك السعودي الهولندي (المعروف الآن باسم البنك الأول). كما شغلت مناصب في المجالس الاستشارية الدولية لشركة رولز رويس وسيتي جروب.
هيفاء المنصور
عام 2012، حققت هيفاء المنصور تاريخًا كأول امرأة سعودية تُخرج فيلمًا روائيًا طويلًا بإصدار فيلم وجدة، وهو أحد أهم إنجازات المرأة السعودية؛ نظرًا لأنه كان أول فيلم يتم تصويره بالكامل في المملكة.
في ذلك الوقت، كانت السعودية لا تزال تفرض حظرًا على دور السينما؛ ما جعل إنجاز “المنصور” أكثر روعة.
وعلى الرغم من مواجهة العديد من العقبات، بما في ذلك القيود المفروضة على حركتها كامرأة، فإن أول فيلم للمخرجة لم يصبح فقط أول فيلم للمملكة العربية السعودية يتقدم لجوائز الأوسكار، بل حصل أيضًا على ترشيح لجائزة البافتا. وحصلت على ثلاث جوائز في مهرجان البندقية السينمائي.
بعد نجاح “وجدة” واصلت “المنصور” تحدي التوقعات؛ حيث أخرجت أفلامًا مشهورة مثل: ماري شيلي (2017) ونابيلي إيفر أفتر (2018) على نتفليكس.
تعيش “المنصور” في ضواحي لوس أنجلوس مع زوجها براد نيمان -يعمل أيضًا كمؤلف مشارك لها- وطفليهما. وتظل المخرجة مرتبطة ارتباطًا عميقًا بجذورها.
فاز فيلمها الأخير الذي تم تصويره في المملكة العربية السعودية (2019)، بجائزة برايان في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته السادسة والسبعين.
عبير العقل
بصفتها الرئيس التنفيذي بالإنابة للهيئة الملكية لمحافظة العلا، تقود عبير العقل، رحلة تحويلية لتحقيق رؤية العلا لمجتمعاتها وزوارها.
وبفضل شغفها بالاستدامة والحفاظ على الثقافة، قادت “العقل” مبادرات استراتيجية لتجديد المشهد الثقافي في العلا مع تحسين نوعية حياة السكان.
وبصفتها عضوًا مؤسسًا في فريق الهيئة الملكية لمحافظة العلا، كانت قيادتها فعالة في قيادة مشاريع مؤثرة من تنشيط الواحة الثقافية إلى الإشراف على تطوير مناطق ثقافية خاصة.
وتحت إشراف “العقل”، برزت العلا كوجهة عالمية للفن والثقافة والطبيعة، محطمة أرقامًا قياسية عالمية في موسوعة غينيس وعززت الشراكات مع منظمات مرموقة في جميع أنحاء العالم.
ريما الجفالي
هي أول سائقة سباقات في المملكة العربية السعودية. وقد حطمت الصور النمطية وكسرت الحواجز، ممهدة الطريق لجيل جديد من الرياضيين لمتابعة أحلامهم.
قادت فريقها، Theeba Motorsport إلى بطولة Fanatec GT World Challenge Europe المرموقة المدعومة من AWS.
كانت رحلة “الجفالي” إلى القمة رائعة للغاية من ظهورها المبكر في كأس TRD 86 وتحدي MRF إلى أدائها المذهل في بطولة F4 البريطانية.
في عام 2021، انضمت إلى فريق Douglas Motorsport لبطولة GB3؛ حيث تنافست في حلبات أسطورية مثل Spa-Francorchamps وSilverstone. دفعها تفانيها وشغفها بالسباق إلى آفاق جديدة.
وتوجت بحصولها على المركز الثاني في فئة Pro-Am ببطولة International GT Open عام 2022. إلى جانب زميلها في الفريق Adam Christodoulou.
وشهد موسم 2023 إنجازًا آخر في مسيرتها المهنية؛ حيث صنعت التاريخ من خلال المطالبة بمركز أول في كأس سبرينت لفريق Theeba Motorsport، لتصبح أول سائقة سباق تحقق هذا الإنجاز. الذي يعد أيضًا أحد أهم إنجازات المرأة السعودية.