حديقة القرم.. موطن طيور «النعام« و«مالك الحزين»

في زمن تزداد فيه صخب المدن وضجيجها، تبرز حديقة القرم الطبيعية كمتنفسٍ فريدٍ لعشّاق الطبيعة والهدوء. تقع الحديقة في قلب العاصمة العمانية مسقط، وتمثل واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في الخليج العربي، حيث تمتزج المياه بالنباتات، وتحلّق الطيور في سماءٍ صافية تعكس سحر المكان وروعة التنوع البيئي. وفقا لما ذكرته saudipedia.

موطن النعام ومالك الحزين

تشتهر حديقة القرم بكونها موطنًا لعدد من الطيور النادرة والمهاجرة، من أبرزها طيور النعام التي تتجول بحرية في أرجاء الحديقة، وطائر مالك الحزين الذي يقف على ضفاف البحيرة في مشهدٍ بديع يجسد سكينة الطبيعة. هذه الطيور أصبحت رمزًا للمكان.تجذب الزوار من داخل السلطنة وخارجها لمشاهدتها عن قرب والتعرف إلى سلوكها في بيئة آمنة وطبيعية.

تنوع بيئي يدهش الزوار

تضم الحديقة مساحات شاسعة من النباتات البرية والأشجار المائية، إضافة إلى بحيرة القرم التي تعدّ قلبها النابض بالحياة. تحيط بها ممرات للمشي وركوب الدراجات، ما يجعلها وجهة مثالية للعائلات ومحبي الرياضة الصباحية.

ويلاحظ الزائر التنوّع الكبير في الحياة الفطرية، من الأسماك الصغيرة التي تعيش في مياه القرم، إلى الطيور البحرية التي تتخذ من الأشجار العالية مأوىً لها.

جمال المكان في كل زاوية

تمتاز الحديقة بتصميمها الطبيعي الذي يحافظ على روح البيئة، حيث تتعانق ظلال الأشجار مع ضوء الشمس، وتتراقص أوراق القرم على أنغام النسيم. كما توفر نقاطًا مرتفعة لمشاهدة الإطلالات الساحرة، إلى جانب مقاعد خشبية تحفّز الزائر على التأمل والاسترخاء.

وتتحول الحديقة في أوقات الغروب إلى لوحة فنية تتلون بالبرتقالي والذهبي، فيما تتردد أصوات الطيور معلنة نهاية يومٍ هادئ وبداية أمسية لا تُنسى.

مركز جذب سياحي وتعليمي

لا تقتصر أهمية حديقة القرم على بعدها الجمالي فحسب، بل تتجاوز ذلك لتكون منبرًا للتوعية البيئية، إذ تنظم الجهات المختصة فعاليات تثقيفية للأطفال والطلاب عن أهمية حماية البيئة الساحلية والتوازن الطبيعي.

كما أصبحت الحديقة وجهة سياحية بارزة يقصدها المصورون وهواة مراقبة الطيور، حيث يجدون فيها مشاهد نادرة تجمع بين الجمال الطبيعي والتنوع الحيوي في أبهى صورة.

حماية البيئة واستدامة الطبيعة

تخضع الحديقة لرقابة بيئية دقيقة للحفاظ على النظام الإيكولوجي المتوازن، مع الاهتمام بزراعة المزيد من أشجار القرم التي تعمل على تنقية الهواء وحماية الشواطئ من التآكل. كما تعدّ هذه الأشجار موطنًا طبيعيًا للعديد من الكائنات الصغيرة التي تساهم في استمرار دورة الحياة.

اقرأ أيضًا: جبل السودة في أبها.. وجهة السياحة والمغامرة بقلب الطبيعة

وفي النهاية، حديقة القرم ليست مجرد مساحة خضراء، بل هي قلب نابض بالطبيعة العمانية. ومتحف مفتوح للطيور والنباتات. فيها تتجلى روعة الخالق في تفاصيلٍ صغيرة تروي حكاية الانسجام بين الإنسان والبيئة.

إنها دعوة مفتوحة لكل من يبحث عن لحظة صفاء، أو يرغب في الاقتراب من عالم الطيور الرائع، ليكتشف أن الجمال الحقيقي يسكن بين الأغصان والمياه الهادئة.

الرابط المختصر :