تستعد المملكة العربية السعودية لاستقبال عيد الفطر 2025 بمزيج من التقاليد العريقة والفعاليات الحديثة التي تخطف الأنظار؛ ففي كل منطقة، تتجلى مظاهر العيد بأساليب فريدة، مع الحفاظ على جوهر الاحتفال الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
عادات وتقاليد العيد في مناطق السعودية:
-
العيد في المنطقة الجنوبية:
في رحاب المنطقة الجنوبية؛ حيث تتجلى أصالة التراث وعمق العادات. يستقبل الأهالي عيد الفطر السعيد بمظاهر احتفالية فريدة تعكس روح الكرم والتآخي. ففي نجران، تبدأ الاستعدادات بشراء الحلويات والقهوة والبخور، وتولي النسوة اهتمامًا خاصًا بتزيين المنازل وتعطيرها بأجود أنواع البخور، وتقام الولائم العائلية التي تجمع الأهل والأصدقاء.
وتتبادل الأسر أطباق الطعام الشهية، وبعد صلاة العيد، يتبادل الأهالي التهاني والتبريكات، وتصدح الأجواء بالرقصات الشعبية التي تعبر عن فرحة العيد.
وفي جازان، تتزين المنازل بالنباتات العطرية التي تفوح بأجمل الروائح، وتتزين النساء بنقوش الحناء وعقود الفل والكادي. وتشهد المنطقة احتفالات شعبية مميزة، وتصدح الأهازيج والأغاني التراثية التي تضفي جوًا من البهجة والسرور.
ويعد طبق “المرسة” من أشهر أطباق العيد في جازان، وهو طبق تقليدي يصنع من الدقيق والموز والعسل، ويقدم مع السمك المالح في وجبة إفطار جماعية.
وفي الباحة، يتبادل الرجال والشباب التهاني والتبريكات في ليلة العيد. مرددين عبارات مثل “تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال”. وفي بعض القرى، يبدأ الاستعداد للعيد منذ بداية شهر رمضان بتجميع “المشعال”. وهي كومة من الأشجار والأدوات القديمة التي يتم إشعالها للإعلان عن دخول العيد.
أما في عسير، فتحافظ القرى على مظاهر العيد القديمة. حيث يجتمع أفراد الأسرة في منازل كبار السن خلال النهار. وفي المساء، تتزين الأجواء بالأهازيج والفنون الشعبية مثل القزوعي والخطوة، وتقدم القهوة العربية والمأكولات التقليدية مثل العريكة والمبثوث.
بهذه العادات والتقاليد الأصيلة، تستقبل المنطقة الجنوبية عيد الفطر السعيد بأجواء مفعمة بالفرح والسرور. وتعكس عمق التراث السعودي الأصيل.
-
العيد في المنطقة الشرقية:
يبدأ صباح أول يوم عيد في مدن المنطقة الشرقية بـ”سفرة العيد” المليئة بالأطباق الشعبية الشهية، وبعد صلاة الظهر، تقام الولائم ويجتمع الناس والأقارب لتناول الطعام وتبادل التهاني والذكريات الجميلة. كما يفضّل البعض السفر بين المدن والتنزه في الحدائق والشواطئ.
-
الحدود الشمالية:
في منطقة الحدود الشمالية، تكتسي البيوت حلة العيد، وتفوح منها رائحة البخور والقهوة العربية الأصيلة، استعدادًا لاستقبال هذه المناسبة السعيدة. ومع بزوغ فجر أول أيام العيد، تتجمع العائلات حول مائدة الفطور التي يتصدرها طبق اللحم والأرز الشهي، ليتناولوا وجبة مشتركة تعزز روح الألفة والمحبة. ولا تكتمل فرحة العيد في هذه المنطقة دون توزيع “العيدية” على الأطفال. وهي عادة متوارثة تضفي على قلوبهم بهجة وسرورًا لا يضاهى.
-
تبوك وحائل:
في مدينة تبوك، تستعد النسوة لاستقبال عيد الفطر بأبهى حلة. حيث يعكفن على إعداد الحلويات التقليدية التي تزين موائد العيد بألوانها ونكهاتها الشهية. وبعد أداء صلاة العيد، يتوجه الأهالي إلى المسطحات الخضراء وشاطئ البحر. حيث يتبادلون التهاني والتبريكات، ويستمتعون بأجواء العيد المبهجة.
كما تشهد البادية مسيرات للهجانة، ويشارك السكان بألوان “الهجيني”، وهي رقصة شعبية تعبر عن فرحة العيد.

أما في حائل، فتبدأ الاحتفالات بـ”خشرة العيد”، وهي عادة تجمع النساء والأطفال لتناول الأطعمة والحلويات. وتعد كبسة اللحم من الأطباق الرئيسية التي تزين موائد العيد، وتزين بالفقع الشهي والخضار، وتتبارى النسوة في إعدادها بأشهى الطرق.
وبعد تبادل الزيارات، يشارك الأهالي في الفنون الشعبية مثل العرضة والسامري، وهي رقصات تعبر عن الفرح والبهجة بهذه المناسبة السعيدة.
-
مكة والمدينة:
تكتظ أسواق مكة المكرمة بحركة لا تهدأ، خاصة في ساعات الليل؛ حيث يتوافد المواطنون والمقيمون لشراء مستلزمات العيد من ألبسة أنيقة، وقهوة عربية أصيلة، وبخور يعبق برائحة الأصالة، وحلويات متنوعة. وعلى رأسها الشوكولاتة التي تعد هدية محببة بين الأقارب في هذه المناسبة السعيدة.
أما في المدينة المنورة، فتبدأ الاحتفالات بعد صلاة العيد من المسجد النبوي الشريف. حيث يتوجه الناس إلى منازلهم في أجواء مبهجة، يرتدي الأطفال ملابسهم التقليدية الملونة، وتقام الفعاليات المتنوعة في المنازل والحدائق العامة، لتعم الفرحة أرجاء المدينة.
حلويات العيد في السعودية:
لا تكتمل فرحة عيد الفطر في المملكة العربية السعودية دون تلك الحلويات الشعبية التي تزين الموائد وتضفي عليها نكهة خاصة. وتأتي “الكليجا الحجازية” على رأس قائمة هذه الحلويات؛ فهي عبارة عن عجينة محشوة بالتمر والهيل والقرفة. كما تعد من أشهر الحلويات التي تقدم في العيد.
وإلى جانب الكليجا، هناك حلويات أخرى لا تقل عنها شهرة، مثل “العيش الغريب” و”العريكة” و”الحنيني”. وهي أطباق محببة لدى الصغار والكبار على حد سواء. ومن الموروثات الحجازية الشهيرة أيضًا، أكلة “الدبيازة”. وهي طبق يعد قبل نهاية رمضان، ويتكون من قمر الدين والمكسرات، ويطهى بالسمن البلدي ويقدم ساخنًا مع خبز الشريك أو السحيرة.

أما “المعمول بالفستق الحلبي”؛ فهو من الحلويات التي تحظى بشعبية كبيرة في المملكة. ويتطلب صنعه مهارة خاصة، كما يقدم إلى جانب الشاي أو القهوة.
فعاليات عيد الفطر 2025 في السعودية:
- حفلات غنائية في مختلف المدن.
- مسرحيات رائعة.
- عروض الألعاب النارية في المدن الرئيسية.
وتعد فعاليات عيد الفطر 2025 في السعودية فرصة رائعة للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة، والاستمتاع بالأجواء الاحتفالية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.