تتويجًا لرؤية 2030.. استثمارات رياضية وتسويق ناجح بالمملكة

تتويجًا لرؤية 2030.. استثمارات رياضية وتسويق ناحج بالمملكة
تتويجًا لرؤية 2030.. استثمارات رياضية وتسويق ناحج بالمملكة

شهدت المملكة العربية السعودية، خلال السنوات الأخيرة تحولًا نوعيًا في قطاع الرياضة، بات يشكل ركيزة أساسية في تحقيق رؤية المملكة 2030؛ حيث تحولت من مجرد وجهة لاستضافة الأحداث الرياضية إلى صانع للسياسات الرياضية على المستويين الإقليمي والعالمي.

وفي هذا التقرير نسلط الضوء على رؤية 2023 بإنجازات رياضية عدد.

رؤية طموح واستثمارات رياضية

بدأت هذه التحولات الجذرية بتبني رؤية طموح تهدف إلى بناء قطاع رياضي عالمي المستوى، قادر على تحقيق التميز في مختلف الألعاب الرياضية، وتعزيز المشاركة المجتمعية في الأنشطة الرياضية.

وقد تم ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس من خلال مجموعة مبادرات وبرامج شملت تطوير البنية التحتية الرياضية، منها دعم الاتحادات الرياضية. وتطوير الكوادر الرياضية، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص.

وقد شهدت هذه المبادرات التي تشرف على تنفيذها وزارة الرياضة، تصاعدًا كبيرًا في الأرقام خلال السنوات القليلة الماضية.

وارتفعت نسبة الكفاءة التشغيلية للاتحادات الرياضية بنسبة 39%؛ وذلك من خلال برنامج دعم وتطوير الاتحادات الرياضية.

كما زاد عدد المشاركين تحت مظلة الاتحادات بنسبة 139%. إلى جانب إدراج 400 رياضي نخبة في برنامج دعم وتطوير رياضي النخبة، ممن انطبقت عليهم المعايير والشروط؛ حيث وُقِّعت معهم العقود، وقُدِّمت لهم أفضل وسائل الدعم الفني واللوجستي؛ لدعم برامجهم التدريبية. بما يكفل مشاركات مميزة لهم في المحافل الرياضية إقليميًّا ودوليًّا.

تتويجًا لرؤية 2030.. استثمارات رياضية وتسويق ناحج بالمملكة
تتويجًا لرؤية 2030.. استثمارات رياضية وتسويق ناحج بالمملكة

نجاحات باهرة وأرقام قياسية

حققت المملكة إنجازات رياضية كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية؛ حيث شهدت ارتفاع عدد الممارسين للأنشطة الرياضية، وتحسنًا بأداء الرياضيين السعوديين في المحافل الدولية.

كما استضافت المملكة العديد من الأحداث الرياضية العالمية الكبرى؛ ما ساهم في تعزيز مكانتها كوجهة رياضية عالمية.

على الصعيد الداخلي، فقد أسهمت الفعاليات الرياضية في الكثير من المخرجات الإيجابية، أبرزها دورة الألعاب السعودية 2022 في نسختها الأولى، والتي أبرزت معالم المملكة؛ عبر جولة جابت فيها شعلة الدورة 83 موقعًا خلال 50 يومًا، بمشاركة 83 شخصية بارزة.

شارك في هذه البطولة أكثر من 6000 رياضي من الجنسين، تنافسوا على مجموع جوائز بلغ أكثر من 200 مليون ريال. كما حققت دورة الألعاب السعودية بنسختها الأولى، رقمًا بلغ 672 مليون ريال، وساهمت بــ 218 مليون ريال، قيمة مضافة إجمالية للاقتصاد الوطني.

مبادرات رياضية دافعة للاستثمار

لم تقتصر أهمية الرياضة على الجانب الاجتماعي والرياضي فقط، بل تعددت فوائدها لتشمل الجانب الاقتصادي. فقد ساهمت الاستثمارات الضخمة بالبنية التحتية الرياضية في خلق فرص عمل جديدة، وتحفيز النمو الاقتصادي للعديد من القطاعات المرتبطة بالرياضة، مثل السياحة والفنادق والمطاعم.

كما أن استضافة الأحداث الرياضية الكبرى ساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز سمعة المملكة على المستوى الدولي.

ولتحقيق هذه الأهداف الطموحة، أطلقت المملكة العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تطوير القطاع الرياضي، وتعزيز المشاركة المجتمعية في الأنشطة الرياضية. ومن أبرز هذه المبادرات:

  • الاستثمار في البنية التحتية الرياضية:

    شملت هذه الاستثمارات بناء ملاعب متعددة الأغراض، وصالات رياضية، ومراكز تدريب؛ ما ساهم في توفير بيئة مثالية لممارسة الرياضة وتطوير المواهب الرياضية. وكان من أبرز هذه المبادرات تنظيم فعاليات نصف ماراثون جدة. بحضور أكثر من 2000 مشارك، وفعالية “ساند كلاش” في مدينة الرياض، لأكبر تحدٍ للياقة البدنية في المملكة، لرياضة “الكروسفت”، وذلك بمشاركة أقوى اللاعبين العالميين من كلا الجنسين. والذين تجاوز عددهم 700 رياضي ورياضية، يمثلون أكثر من 45 دولة حول العالم، حيث استمتع بمنافساتها أكثر من 2000 زائر.

  • دعم الاتحادات الرياضية:

    تم توفير الدعم المالي واللوجستي للاتحادات الرياضية لتمكينها من القيام بدورها في تطوير الألعاب الرياضية المختلفة. وكذلك منحت البرامج والفعاليات المقامة فئة “الوافدين” فرصة المساهمة في رحلة التطور. وخوض المنافسات الشيّقة، والمساهمة في بناء مجتمع حيوي على أرض المملكة، وتنمية القطاع الرياضي؛ حيث تم إطلاق عدد من المنافسات الرياضية للوافدين في رياضات (الكريكيت- كرة السلة- كرة الطائرة- السباحة- الكرة الناعمة- التنس- الرقبي)، بمشاركة أكثر من 23 ألف لاعب من مختلف مناطق المملكة.

تتويجًا لرؤية 2030.. استثمارات رياضية وتسويق ناحج بالمملكة
تتويجًا لرؤية 2030.. استثمارات رياضية وتسويق ناحج بالمملكة
  • تطوير الكوادر الرياضية:

    تم التركيز على تطوير الكوادر الرياضية من خلال برامج التدريب والتأهيل؛ ما ساهم في رفع مستوى الأداء الرياضي السعودي. وعلى مستوى التدريب وتأهيل الكفاءات الرياضية، وفرت وزارة الرياضة العديد من الفرص؛ من أهمها دعم 28 مستفيدًا من برنامج ISDE للماجستير في الإدارة الرياضية والترفيه من معهد إعداد القادة. كما أطلقت الوزارة بالشراكة مع الجامعات، عدة برامج لتطوير مستوى المؤهل العلمي الرياضي. علاوة على ذلك فقد تم استحداث حفل جائزة الأمير فيصل بن فهد للأبحاث الرياضية؛ لتكريم الباحثين الفائزين لإبراز دور المملكة في دعم وتطوير وإثراء الرياضة العالمية من خلال البحوث الرياضية.

  • تعزيز المشاركة المجتمعية:

    تم إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلى تشجيع جميع أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة، مثل برنامج “مدرستي حركتي” الذي يهدف إلى غرس حب الرياضة في نفوس الطلاب منذ الصغر. كما سلطت البرامج المقامة الضوء على القطاع التعليمي في المملكة؛ لحث جميع المعلمين والمعلمات والمدربين، إضافة إلى طلاب الجامعات، على التسجيل وتدريب وتطوير قدراتهم؛ لتوفير بيئة أكثر صحةً ونشاطًا لطلاب وطالبات المملكة. وشهدت هذه المبادرة مشاركة أكثر من 3700 معلم وطالب. وإلى جانب برنامج “مدرستي حركتي” تم إطلاق اختبار اللياقة البدنية. وتدريب معلمي ومعلمات التربية البدنية تدريبًا كاملًا على الاختبارات. ومنحهم الشهادات التدريبة. وتوزيع 350 أداة للمعلمين لتطبيق اختبار اللياقة البدنية؛ استعدادًا لتطبيق البرنامج داخل المدارس. واستمرت المبادرة من خلال تطبيقها على أكثر من 700 معلم ومعلمة، والذين بدورهم نفذوا هذه المبادرة على أكثر من 48 ألف طالب وطالبة في مختلف مدن المملكة.

  • استضافة الأحداث الرياضية العالمية:

    استضافت المملكة العديد من الأحداث الرياضية الكبرى؛ ما ساهم في تعزيز مكانتها كوجهة رياضية عالمية. حيث أسهمت المستهدفات الرياضية في الرؤية الوطنية في تمكين النساء من المشاركة في المنافسات المحلية والإقليمية والدولية. من خلال دعم 40 رياضية للمشاركة في الألعاب الرياضية الدولية. وذلك تعزيزًا لممارسة الأنشطة الرياضية لدى فئات المجتمع كافة.

  • رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة :
     تم إطلاق “برنامج فخر” لتأهيل ذوي الإعاقة، واكتشاف قدراتهم الرياضية وتطويرها، وكذلك إقامة المعسكرات المحلية الرياضية الأولى لمصابي الحرب. من خلال استقبال (341) لاعبًا من الأشخاص ذوي الإعاقة؛ لتأهيلهم رياضيًّا، وتصنيفهم، وتوزيعهم على الألعاب المعتمدة. وتحديد احتياجات الأطراف الصناعية والكراسي الرياضية.

الرياضات الإلكترونية: ثورة رقمية

لم تغفل المملكة عن أهمية الرياضات الإلكترونية، حيث تم تخصيص استثمارات كبيرة لتطوير هذا القطاع الواعد. وقد أسست المملكة مجموعة “سافي” للألعاب الإلكترونية، والتي تسعى إلى تطوير قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية على الصعيدين المحلي والدولي.

فقد شمل تطوير القطاع الرياضي أيضًا، الرياضات والألعاب الالكترونية. وأعلن صندوق الاستثمارات العامة في مطلع العام الماضي 2022، إطلاق مجموعة “سافي” للألعاب الإلكترونية، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد. بهدف تطوير قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية على الصعيدين المحلي والدولي.

ومن ثم استحوذت على شركة “ESL” الرائدة عالميًا في الفعاليات الترفيهية والمنافسات في مجال الرياضات الإلكترونية، وشركة “FACE IT” المنصة الرقمية الرائدة في الرياضات الإلكترونية، ودمجهما تحت شركة “ESL FACE IT Group؛ لتكون حجر الأساس لتحقيق مستهدفات مجموعة سافي في هذا القطاع، ومستهدفات رؤية 2030 بتطوير القطاعات الواعدة؛ ما يسهم في توفير فرص تنموية وتنويع مصادر دخل الاقتصاد السعودي.

مع استمرار المملكة في تنفيذ استراتيجيتها الرياضية الطموح. يتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من الإنجازات والنجاحات في هذا المجال. فالمملكة تسعى إلى بناء قطاع رياضي مستدام وقادر على المنافسة على المستوى العالمي. مع التركيز على تطوير الكوادر الرياضية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، والاستثمار في البنية التحتية الرياضية.

تتويجًا لرؤية 2030.. استثمارات رياضية وتسويق ناحج بالمملكة
تتويجًا لرؤية 2030.. استثمارات رياضية وتسويق ناحج بالمملكة

في الختام

يمكن القول إن المملكة العربية السعودية قد قطعت شوطًا كبيرًا في تطوير قطاع الرياضة. وتحويله إلى أحد أهم روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومع استمرار الجهود المبذولة، فإننا نتطلع إلى مستقبل واعد للرياضة السعودية.

الرابط المختصر :