بين المطبخ والمرآة.. معادلة الزوجة الذكية

كتبت صبحة بغورة

 

من الطبيعي أن ينظر الرجل إلى المرأة قبل الزواج بعينه وقلبه معًا، لكن بعد مرور فترة على الزواج واطمئنانه إلى أن المرأة التي أرادها أصبحت إلى جانبه، تبقى عينه قلقة، فهي تريد أن ترى الزوجة جميلة وأنيقة كما كانت قبل الزواج. أما المرأة، فعينها بعد الزواج تتركّز على معدة زوجها، استنادًا إلى المثل القائل: “الوصول إلى قلب الرجل من معدته”، فتهمل بذلك نفسها وتتفرغ للتنظيف والطبخ.

يشكو معظم الرجال من تفشي هذه الحالة بعد الزواج، حيث يجدون زوجاتهم قد تحولن إلى طباخات وأهملن أنفسهن ومظهرهن. لكن الزوجات معذورات، فالزوجة التي تلمس اهتمام زوجها الكبير بالمطبخ ونوعية الطعام، ويزعجها أن يقارن بين ما تعدّه وزوجة “فلان” أو بطعام لذيذ تناوله خارج المنزل، لا بد أن يتحوّل اهتمامها إلى المطبخ بشكل رئيسي. ستحاول أن تبالغ في الاهتمام لإثبات أنها الأفضل ولإرضائه، وهو ما يضعها في مأزق إهمال نفسها.

والأكيد أن تركيز المرأة الزائد على مطبخها ينعكس سلبًا عليها وعلى زوجها. فاهتمامها المفرط لإرضائه يجعلها تهمل مظهرها إلى حدّ كبير، ما يدفع الزوج إلى تحويل نظره إلى أخريات يهتممن بأنفسهن أكثر. وعندما تبدأ الزوجة تتأثر بالانتقادات والمقارنات، تخلق في ذهنه صورة بأنها ضعيفة الشخصية وتعاني من نقص ما، وهو ما ينعكس على معاملته لها. وحتى إذا شعر باهتمامها المبالغ فيه بالمطبخ وتركيزها في الحديث على نفس الموضوع، فإنه يملّ من الجلوس معها.

 

وضع أسري حرج

 

إذن، الحديث عن المطبخ قادنا إلى وضع أسري حرج يستدعي رسم سياسة جديدة تعتمد على خطوات ذكية، حتى تتمكن الزوجة من كسب رضا زوجها دون الاعتماد على معدته فقط. فعلى الزوجة النبيهة أن تدرك أن زوجها يريدها طباخة عندما يجوع وامرأة عندما يشبع، وعليها أن توفّق بين الأمرين بمهارة، واضعة نفسها أولًا قبل زوجها والآخرين. لأن هذا الاهتمام سينعكس على شخصيتها. ومن المفيد أيضًا أن تُشرك زوجها في مسؤوليات المنزل، ومنها اختيار الطعام وإعداده. كما سيكون من صالحها تجنّب مقارنته بالآخرين حتى لا يرد بالمثل ويقارنها بأخريات. ومن الضروري كذلك عدم التأثر بانتقاداته للطعام، بل عليها أن تهمل غير الموضوعي منها.

ومن مسؤولية الزوج أيضًا إسعاد زوجته، فعليه أن يقدّر ما تعدّه من طعام، ويشكرها، ويهتم بمظهرها، وأن يفاجئها بهدية بسيطة مثل علبة مكياج أو زجاجة عطر، فهذا يلفت انتباهها للاهتمام بنفسها أكثر. ومن الأفضل أن يوجّه ملاحظاته بطريقة غير مباشرة، لبقة وغير مزعجة، لتبقى الحياة الزوجية مسالمة، ويظل البيت سعيدًا.

الرابط المختصر :