بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الأطفال.. كيف تجعلي طفلك إنسانًا سويًّا؟

جدة - هند حجازي يتجدَّد موعدنا مع أطفال العالم يوم 20 نوفمبر من كل عام؛ للاحتفال باليوم العالمي لحقوق الأطفال؛ لتعزيز الترابط الدولي، والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، حول حقوقهم من قِبل والوالدين والمجتمع ككل، نفسيًّا واجتماعيًّا وماديًّا. وبهذه المناسبة، توضِّح (الجوهرة) أهمَّ النقاط القانونيَّة والاجتماعيَّة والنفسيَّة في المملكة العربيَّة السعوديَّة لحماية حقوق الطفل، والتي تقوم على تعاليم ديننا الحنيف، الذي وضع حقوقًا لكلِّ مخلوق على وجه الأرض. فمن الناحية القانونيَّة تذكر لنا بيان زهران؛ المحامية، أهم النقاط للحفاظ على حقوق الأطفال.. كيفيَّة الحفاظ على حقوق الأطفال في الأماكن العامَّة: • إذا تعرَّض الطفل لأيِّ إهمال قد يؤدي به للخطر، يكون الحفاظ عليه من خلال والديه، بعدم تركه وحده في أماكن خطرة، وهي مسؤوليَّتهما في المقام الأول.

ومن حقوق الطفل الذي ينفصل والداه: • الحضانة: يتمحور مفهومها حول العناية بالطفل، أو الصبي غير المُميِّز من قِبل مَن يمتلك حقَّ حضانته، ويشمل ذلك أمور الرِّعاية، والعناية، والحماية، وتحقيق مصالحه والدِّفاع عنه. • النفقة: استخراج وثائقه الثبوتيَّة، وعدم حجبها عن الحاضن، والمحافظة عليها، واستكمال تطعيماته الصحيَّة الواجبة. • التعليم: توفير بيئة ملائمة وحسن معاملته، عدم استغلاله ماديًّا، أو في الإجرام، أو في التسوُّل، عدم استخدام الكلمات المسيئة التي تحطُّ من كرامته، أو تؤدي إلى تحقيره؛ عدم تعريضه لمشاهد مخلَّة بالأدب، أو إجراميَّة، أو غير مناسبة لسنِّهِ. عدم التقصير في تربيته ورعايته.

حقوق الطفل في مجال التعليم ‏‎أهم الحقوق القانونيَّة التي تحافظ على الطفل في المدارس: - المساواة بينه وبين أقرانه، وعدم التفرقة بينهم على أساس الدِّين، أو الجنس، أو اللون، أو الانتماء. -الحقّ في معاملة تضمن كرامته، ولا تمسّ من بُنيته النفسيَّة أو الجسديَّة. -الحقّ في تلقّي تعليم جيِّد، يضمن اندماجه في الحياة الاجتماعيَّة، ومشاركته في العمليَّة التعليميَّة، والتعبير عن أفكاره ومشاعره، من ذلك مشاركته في الأنشطة المختلفة التي تنظِّمها المدرسة، فيقدِّم فيها رأيه واقتراحاته. -الحقّ في توفير ظروف ملائمة للدراسة. -الحقّ في الإعلام والتوجيه.

وعن حقوق الطفل النفسيّة، توجهنا بالسؤال إلى سعدية القعيطي؛ الإخصائية النفسيَّة، التي بدأت حديثها بقولها: بمجرَّد أنْ يرزقَ الله الوالدين طفلاً، يعتبره البعض جزءًا من أملاكه! وأنَّ عليه فعل كل ما يريدونه منه، بغض عن نفعه له أو ضرره، ولكنَّ الطفل ليس ملكيَّة، بل هو أمانة أودعها الله لديك، فعليك مراعاة هذه الأمانة، وأداء حقَّها على أفضل ما يجب. وأضافت: لكل مرحلة عمريَّة خصائصها وتحدِّياتها، من حق الطفل عليك أن تتعلميها وتدركيها لتتمكني من معاملته بما يتناسب مع مرحلته، ونذكر هنا بعض النقاط التي يجب عليكِ مراعاتها حين تتعاملين مع أطفالك: • توفير بيئة مناسبة تتوفر فيها: الحماية، الرعاية، الأمان، التقبُّل، العناية، التعاطف. • لا يترك الطفل الرضيع يبكي؛ لأنَّ البكاء وسيلة تواصله الوحيدة! فلا يحق لكِ -بسببِ ادِّعاءات البعض- أن تتركيه يبكي؛ لأن هذا سوف يؤثر في دماغه على المدى البعيد. • يُعامل باحترام، فمن حقِّه أنْ يُؤخذ برأيه فيما يخصُّه من الأمور، فمثلاً في حالة ارتدائه للملابس، حاولي أنْ تضعي له الخيارات المناسبة -من وجهة نظركِ- واطلبي منه أن يختار ما يلبس. فهذا سوف يشعره بأنَّ رأيه مهمٌّ، وأنَّه يستحق أنْ يُعامل بكل احترام، وبهذه الطريقة سوف يتربى على هذا المفهوم، فلن يسمح للأحد في المستقبل أن يهضمه حقَّه، أو يجبره على التنازل عنه. • لا يُلزم بشيء لا يرغب فيه، خاصَّةً إنْ لم يكن عليه ضرر، وفي حال كون الشيء مُضرًّا له، فمن حقِّه عليك توجيهه لما ينفعه.

• لا تقولي له "لا" بدون شرح أسباب! يجب أنْ تتحدثي معه كما تتحدَّثين مع مَن تحبين، بكلِّ ودٍّ وحبٍّ وتقدير، فلا يحق لك رفع صوتك عليه أبدًا، لمجرَّد أنَّه طفل، فما لا تستطيعين فعله مع صديقتك يجب ألا تفعليه مع طفلكِ، فهو أولى الناس بهذه الحقوق.

• عدم توبيخه أمام أحد من الناس، في حال ارتكب خطأً، من حقِّه أن تأخذيه لمكان لا يراه فيه أحد، وتتحدثي معه، بطريقة يجب أن تنم عن احترامك له، وليس باستهزاءٍ وازدراءٍ. فهذه الأساليب تندرج تحت مُسمَّى العنف اللفظي. • لا تضربيه.. أثبتت العديد من الدراسات أنَّ العقاب البدني مضرٌّ جدًّا في كل مراحل النمو، ولا ينفع أبدًا. • يندرج تحت مسمَّى العنف اللفظي أو النفسي، العديد من الأنماط السلوكيَّة التي تُمارس في مجتمعاتنا مع الأطفال؛ منها التهديد بالعنف، أو النبذ، التخويف المتعمَّد، الحرمان من (الطعام، أو الحب، أو الحنان، أو الرعاية)، الكذب؛ السخرية والاستهزاء، التجاهل، الانتقاد الدائم، الإهمال، التحكُّم، السيطرة. • الطفل الذي يُعامل بتقدير واحترام لذاته، يمكنه في المستقبل التغلُّب على ما يواجههه من قلق أو مشكلات اجتماعيَّة، وتحقيق نتائج إيجابيَّة في حياته. • لا تنسَي أنَّ تعاملكِ مع طفلكَ بهذه الأساليب حقٌّ من حقوقه التي فرضها الله قبل أن تُدرجها منظَّمات حقوق الإنسان، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول في حديث: (كلُّ المُسلمِ عَلَى المُسلمِ حَرامٌ، دمُهُ، ومالُهُ، وَعِرْضُه)، وهذا لا يعني البالغين فقط، بل الكل؛ صغيرهم وكبيرهم. أمَّا لمعرفة حقوق الأطفال اجتماعيًّا، وتعليمهم بروتوكولات الأماكن العامَّة؛ للحفاظ على هويتهم أمام المجتمع، التقينا مع ندى الصحيان؛ المستشارة التدريبية في فن الإتيكيت والبروتوكول.

وأوضحت ندى؛ أنَّ المنزل هو نقطة البداية للتصرفات الصحيحة لكل طفل؛ حيث ينشأ داخله بتوجيهات من الأم والأب، وتعلم الكثير من السلوكيَّات الجيدة التي تنعكس على تصرفاته في الأماكن العامَّة. فالمكان العام ليس ملكًا لنا، ولكن يجب علينا الالتزام فيه بقوانين تجعلنا نحترم الأماكن العامة، ولا نُعرِّض أنفسنا للمُساءلات القانونيَّة.

وأضافت: ولأن الطفل مرآة والديه فعليكما اتباع الآتي: • لا تعلِّما أطفالكما السلوكيَّات الصحيحة، وأنتما على خلافها! فالطفل يستجيب للأوامر فورًا، ولكن لا يطبقها إلاَّ بعد رؤية والديه يطبقانها. • الطفل في الأماكن العامَّة يتمتع بحقوق خاصَّة له وواجبات عليه، فاحرصا على تعليمه تلك الحقوق التي تنص على تعليمه احترام الآخرين، بعدم رفع الصوت عليهم، أو أمامهم، كذلك تعليمه إلقاء السلام، والمصافحة، وتلقينه عبارات الشكر والاعتذار (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكرًا لك، جزاك الله كل خير، عفوًا، آسف، وغيرها من العبارات المهذَّبة). • الاهتمام بنظافته الشخصيَّة، ونظافة المكان عند الأكل والانتهاء منه، وعند الدخول والخروج من دورات المياه. • الالتزام بالمقاعد المخصَّصة له، وعدم إصدار أصوات مزعجه للآخرين. • التحكُّم بالأجهزة الإلكترونيَّة، وضبط أصواتها، والالتزام بالصمت حين يضج المكان بالفوضى والإزعاج. • تعليمه احترام قوانين صالات الألعاب، وتعويده على مشاركة الأطفال الآخرين ألعابهم؛ لرفع مستوى الجانب الاجتماعي لديه.

وتابعت: وكما للطفل التزامات، فلا نغفل التزامات تخص والديه، فيجب عليهما التالي:

- الانتباه لسلوك أطفالهما خارج المنزل بمراقبة تصرفاتهم، كذلك التقويم المستمر لهم وتصحيح الأخطاء. -عدم توبيخهم وضربهم، ولا نرفع الصوت عليهم أمام الآخرين، ويُكتفى بالتنبيه مع التعقيب على ذلك بعد العودة للمنزل، ومناقشة التصرُّف وتصحيحه، ولا ننسى أنَّ الطفل يتعلَّم من الأخطاء بالتشجيع. • التزام الهدوء بالتعامل مع الطفل، حتى يستجيب، ولا يُصاب بالذعر فتسوء حالته، أو يتصرَّف تصرُّفًا عكسيًّا، ويُصاب بالعناء وتصعب معاملته.