في حلقة مؤثرة من مسلسل “أثينا”، ظهرت شخصية “سليمان”، التي جسدها الفنان يوسف عثمان. وهو مصاب بمتلازمة جيليان باريه النادرة، وهو المرض الذي أثار فضول المشاهدين، خاصة بعد أن وصفه “سليمان” بسخرية بأنه “مرض يصيب العباقرة”.
هذه المتلازمة التي جرى إلقاء الضوء عليها في مسلسل “أثينا”، تحمل في طياتها تحديات صحية كبيرة. وتستدعي فهمًا أعمق لأسبابها وأعراضها، وطرق تشخيصها وعلاجها.
ما متلازمة جيليان باريه؟
متلازمة جيليان باريه (Guillain-Barré syndrome) هي اضطراب نادر يسبب الخدران، وضعف العضلات. وعادةً ما تؤثر على الجسم بأكمله. أيضًا، يؤثر هذا المرض على الحركة والحواس، وذلك يتضمن التنفس وضربات القلب.
وعادةً ما تبدأ الأعراض في اليدين والقدمين، ثم تبدأ الأعراض بالظهور في أعضاء الجسم الأخرى. يحدث هذا المرض بسبب مهاجمة جهاز المناعة للأعصاب الطرفية. ويتمكن معظم المصابين من التعافي بشكل كامل بالعلاج وإعادة التأهيل.
الأسباب :
تصنف هذه المتلازمة كمرض مناعي ذاتي؛ حيث يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الأعصاب الطرفية. غالبًا ما يسبق ظهور الأعراض عدوى، مثل الإسهال أو التهابات الجهاز التنفسي أو بعض الالتهابات الفيروسية، وفي حالات نادرة، قد ترتبط ببعض أنواع اللقاحات أو العمليات الجراحية.
أنواع العدوى التي سببت جيليان باريه:
- الإسهال الناتج عن عدوى بكتيرية، أو التهاب الجهاز التنفسي.
- الالتهابات الفيروسية، مثل الإصابة بفيروس الانفلونزا، أو فيروس زيكا، أو فيروس إبشتاين بار.
- المطاعيم، فقد تسبب بعض أنواع المطاعيم هذه المتلازمة بعد تلقيها في حالات نادرة، من هذه المطاعيم مطعوم الإنفلونزا.
- الخضوع للجراحة، لكن تطور هذه المتلازمة بعد الجراحة نادر للغاية.
أعراض متلازمة جيليان باريه:
تتنوع الاعراض المصاحبة للمرض، وقد تتضمن أعراض هذه المتلازمة ما يلي:
- الشعور بوخز إبر في أصابع القدمين، والكاحلين، والأصابع، والمعصمين.
- ضعف يبدأ في عضلات القدمين وينتشر إلى الأعلى.
- عدم التوازن أثناء المشي.
- صعوبة تسلق الدرج.
- مشكلات في التحدث، أو البلع، أو المضغ، أو حركات الوجه الأخرى.
- ازدواجية الرؤية.
- صعوبة تحريك العينين.
- آلام حادة وتشنجات تزيد خاصة ليلًا.
- تسارع ضربات القلب.
- ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.
- ضعف عضلات الصدر؛ ما يؤدي إلى صعوبة التنفس.
طرق التشخيص والعلاج:
يعتمد التشخيص على الفحص السريري، وفحوصات الأعصاب والعضلات، وتحليل السائل الشوكي، وفحوصات الدم. أما العلاج فيركز على تخفيف الأعراض وتسريع الشفاء.
وعادةً ما يحتاج المصاب البقاء في وحدة العناية المركزة، وذلك لمراقبة مضاعفات المتلازمة الخطيرة مثل صعوبة التنفس، وتغيرات ضغط الدم. ولا يوجد علاج لمتلازمة جيليان باريه، لكن يمكن لبعض العلاجات تقليل الأعراض وتسريع الشفاء. من هذه العلاجات:
- فصل البلازما (بالإنجليزية: Plasmapheresis): هي إجراء طبي يعتمد على سحب الدم من المريض ثم فصل بلازما الدم عن بقية مكوناته، ثم إعادة البلازما إلى جسم المريض. تهدف هذه الطريقة إلى تصفية الأجسام المضادة التي تهاجم الأعصاب.
- العلاج المناعي (بالإنجليزية: Intravenous immunoglobulin therapy (IVIG)): قد تساعد هذه العلاجات على تقليل مهاجمة جهاز المناعة للأعصاب.
وختامًا، تُعد متلازمة جيليان باريه حالة طبية معقدة تتطلب تدخلًا طبيًا متخصصًا. ورغم عدم وجود علاج نهائي لها، فإن العلاجات المتاحة يمكن أن تساعد في تحسين الأعراض، وتسريع عملية التعافي. وفقًا لـ thehindu.