أعلنت الفيفا رسميًا عن المملكة العربية السعودية كمضيف وحيد لكأس العالم 2034. جاء هذا الإعلان بعد عملية تقديم عطاءات غير منافسة، حيث لم تتقدم أي دول أخرى للمنافسة على حقوق استضافة البطولة، وهو ما جعل عملية التصويت أقل دراماتيكية مقارنة بالعروض السابقة.
ورصد موقع العربية باللغة الإنجليزية، هذا الحدث، الذي يمثل إنجازًا كبيرًا للمملكة التي تستضيف واحدة من أكبر الفعاليات الرياضية العالمية لأول مرة في تاريخها.
أهمية كرة القدم في المملكة
يشير الإعلان إلى أهمية كرة القدم في المملكة التي تعد الرياضة الأكثر شعبية في البلاد، حيث يشارك 80% من السعوديين في كرة القدم سواء كلاعبين أو مشاهدين. منذ سنوات، كان الدوري السعودي لكرة القدم يحقق نجاحات كبيرة، خاصة مع انضمام نجوم عالميين مثل كريستيانو رونالدو ونيمار جونيور وكريم بنزيمة، مما عزز مكانة المملكة على خريطة كرة القدم العالمية.
يأتي هذا الإعلان في إطار رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد والمجتمع السعودي بعيدًا عن النفط. استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034 تعد خطوة كبيرة نحو تحقيق هذه الرؤية، وتُظهر مدى التزام المملكة بتطوير مشهدها الرياضي.
قامت وزارة الرياضة بتطوير برامج ومبادرات رياضية متنوعة في السنوات الأخيرة. لكن كرة القدم تظل هي الرياضة الأكثر جذبًا للجماهير. على مدار 50 عامًا من تاريخ الدوري السعودي، تمكنت الأندية السعودية من تحقيق العديد من الألقاب المحلية والقارية، أبرزها دوري أبطال آسيا.
علاوة على ذلك، يكون كأس العالم 2034 هو أول نسخة من البطولة تقام في بلد واحد منذ أن تم توسيع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخبًا.
ملاعب جديدة
يتضمن عرض السعودية إنشاء 11 ملعبًا جديدًا على أعلى مستوى في 5 مدن مختلفة، وهي الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم. هذا المشروع الضخم يأتي في وقت تشهد فيه المملكة تطورًا كبيرًا في مجال البنية التحتية، مع خطط لبناء مرافق رياضية متقدمة.
ومع ذلك، فإن استضافة كأس العالم 2034 ليست مجرد إنجاز رياضي فحسب. بل هي أيضًا فرصة لإثبات قدرة المملكة على التكيف مع المعايير العالمية في ما يتعلق بحقوق الإنسان وحقوق العمال. خاصة بعد التدقيق الكبير الذي شهدته قطر خلال استضافتها لكأس العالم 2022. تكون المملكة مطالبة بتقديم أفضل تجربة للمشجعين العالميين. وهو تحدي يتطلب جهودًا كبيرة على مستوى الحوكمة والإعلام.
من ناحية أخرى، تأمل المملكة أن تساهم هذه البطولة في تطوير كرة القدم المحلية على أرض الملعب. وهو ما بدأ بالفعل من خلال برامج مثل “صقور المستقبل” التي تهدف إلى اكتشاف وتطوير المواهب الشابة التي قد تمثل منتخب “الصقور الخضراء” في كأس العالم 2034. ورغم فشل المنتخب السعودي في اجتياز مرحلة المجموعات في آخر كأسين عالميين. إلا أن هناك آمالًا كبيرة في أن يشهد الفريق الوطني تطورًا ملحوظًا مع الاستعدادات القادمة.
في السنوات التي تسبق 2034، تستضيف المملكة العديد من الفعاليات الرياضية المهمة مثل كأس آسيا 2027. وألعاب التضامن الإسلامي 2025، وألعاب آسيا الشتوية 2029، وكذلك المعرض العالمي في 2030. كلها تكون جزءًا من التحضيرات الكبرى التي تسبق الحدث الأهم، كأس العالم 2034.
احتفالات كبيرة شهدتها مختلف أنحاء المملكة بعد الإعلان الرسمي، ورغم أن وجهة البطولة كانت معروفة منذ فترة. إلا أن الكثير من السعوديين لا يزالون في حالة من الدهشة والفرحة. ومع بدء العد التنازلي لهذا الحدث التاريخي. يبدأ العمل الجاد الذي يحدد مدى قدرة المملكة على استضافة هذا الحدث الرياضي الكبير بكفاءة واحترافية.