المرأة القلقة.. رحلة نحو استعادة الذات والسيطرة النفسية

المرأة القلقة
المرأة القلقة

المرأة القلقة مصطلح أصبح مناسبًا للكثير من النساء في عصرنا الحالي. الذي يمكن أن تشعر فيه السيدات بأنه لا وقت لديهن للراحة. في ظل تراكم أعباء الحياة اليومية.

صبحة بغورة تكتب

وتجد المرأة نفسها تائهة لا تدري إلى أين تمضي، ولا تعلم إن كانت الحياة تركض بها فعلًا، أم أنها هي التي تعجز عن مجاراتها. فيما قد يساورها شعور متنامٍ بأن وقتها يضيق يومًا بعد يوم، وأنه لا فرق بين الجهد المبذول داخل المنزل أو خارجه. بينما كل الأعمال تفرض نفسها، وتتجاوز الوقت المقدر لها.

كل شيء يبدو ملحًّا وطارئًا، لذا تجد المرأة نفسها في حركة دائمة، تتنقّل من مكان إلى آخر، ثم تعود لتعيد السيناريو نفسه في اليوم التالي. كما أنه لا شك في أن كل امرأة تمر بهذه الحالة تحتاج إلى من يرشدها إلى سبيل الخلاص من تلك الدوامة. فيهديها إلى الحل الذي يعيد لها السيطرة على مجريات حياتها.

المرأة القلقة
المرأة القلقة

المرأة القلقة سمة العصر

وأصبحت المرأة القلقة سمة العصر الراهن، لذلك فإنه ينبغي لكل امرأة أن تعي تمامًا أنها لن تستطيع التفاعل بإيجابية مع ظروفها. ولن تتمكن من تلبية احتياجاتها المادية والنفسية، إذا استمرت طاقتها في التناقص يومًا بعد يوم. نتيجة استسلامها الطويل لنمط حياة آليّ، رتيب، لا طائل منه.

وعلى المرأة أن تتفهم أيضًا وبعمق معنى التوازن، بين الزمن الذي يمضي، والابتعاد المستمر عن هذا التوازن. علاوة على ذلك فإن عليها أن تقترب من هذا المفهوم، وأن تحاول أن تشعر به. فعندما يتضح في ذهنها هذا المعنى فإنها ستتمكن من التمسك به، وستبدأ في محاولة رسم صورة لحياة أكثر توازنًا وهدوءًا.

تساؤلات حائرة

في حين أنه قد تعتري المرأة القلقة بعض التساؤلات الحائرة، مثل: ما الذي يمكن أن تقدمه لها الحياة المتزنة؟ وما المقابل الذي ستجنيه؟ وماذا يحتاج كل جانب من حياتها: الصحة، والعمل، والعلاقات. لكي تستعيد هذا التوازن؟ بل ماذا تعرف عن ذاتها في الأساس؟ وهل هي من الأشخاص الذين ينشطون في الصباح أم في المساء؟ وكم ساعة نوم تحتاج؟ وأيضا هل تحرص على احترام المواعيد؟ ما وقت الراحة الذي يناسبها؟ وما نوع الدعم الذي تحتاجه في البيت أو في العمل؟

كثيرًا ما يحدث أن المرأة، في خضم يومها، تقول “نعم” لشيء ما، و”لا” لشيء آخر. وذلك بشكل عشوائي غير محسوب، فيتولّد عن هذا التخبط مشكلات متعددة. أحيانًا، تود أن ترفض، ولكنها تجد نفسها توافق، فقط بدافع الخوف أو الحرج ممن سترفض لهم. وهنا يبرز سؤال مؤرق: ماذا سيظن بي المسؤول في العمل؟ وماذا عن الزملاء؟ وماذا سيقول الشريك؟ أو أفراد العائلة؟

المؤكد أن تكرار قول “نعم” في كل موقف دون تمييز لن يؤدي سوى إلى المزيد من التعقيد. بينما كان من الممكن أن تقول “لا” في بعض المواضع، فتحقق بذلك توازنًا يعيد إليها السيطرة.

بينما يكفي أن تبدأ بهذه الـ”لا” في مواقف بسيطة لتكون هي البداية الفعلية نحو وعي متجدد، وسيتكشّف لها حينها ما يعيد إليها توازنها الحقيقي. وتبدأ في تطوير طريقة تضمن لها الحفاظ عليه لأطول وقت ممكن.

المرأة القلقة
المرأة القلقة

كما كثير من الناس يمرون بفترات يضطرون فيها إلى تركيز طاقتهم على مسألة معينة لفترة من الزمن. بغرض إنجاز عمل، أو تحقيق مشروع، أو تجسيد فكرة، وفي هذا السياق، يرتبط استعادة التوازن بالجدول الذهني المسبق الذي تحفظه الذاكرة لهذا النوع من السيناريوهات.

ومن أجل تحقيق توازن دائم، تحتاج المرأة إلى جدول شخصي تمسك فيه بزمام الأمور، جدولٍ يحدد بوضوح ما هو مقبول، وما هو مرفوض في حياتها، وما الذي يمكنها فعله على الصعيد العملي للحفاظ على حياة متوازنة.

تعلمي كيف تسيطرين على الفوضى

وعلى المرأة القلقة أن تعرف كيف تسيطر على الفوضى، والوقت الضائع، والمال المهدور، وكل ما يهدد نظامها الحياتي. وأن تكون لديها رغبة قوية في الاستباق. وهي عملية حيوية تمنحها القدرة على تجنّب الأزمات قبل وقوعها، من خلال الانتباه إلى ما يمكن أن يحدث مسبقًا. دون انتظار المفاجآت أو الظروف الطارئة التي تخل بالتوازن. ومن البديهي أن يتطلب هذا الأمر منها أن تحدد هدفها بوضوح: ماذا تتمنى؟ وما النتيجة التي تسعى إليها؟ أي أنها مطالبة بأن تعيش حياتها هي، لا حياة الآخرين.

تحمل كلمة “الاختيار” معنى رائعًا، لأنها تدل على أن أمامها بدائل، وأن لها الحق في اتخاذ قراراتها بحرّية. حين تمارس هذا الحق. وتملك ما هو من حقها، تشعر بأنها تمسك بزمام حياتها، فتنخفض درجة قلقها، وتغمرها راحة حقيقية نتيجة إحساسها بالاتزان النفسي.

 

الرابط المختصر :