تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا نوعيًا في مجال التنمية الحضرية، باتجاهها نحو بناء المدن الذكية المستدامة التي تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030.
وفي هذا السياق، يبرز مشروع “نيوم” كنموذج طموح يعكس مدى التقدم الذي تسعى إليه المملكة في هذا المجال.
“نيوم”.. أبرز المدن الذكية في السعودية
يعد مشروع مدينة نيوم الذكية، الواقع في شمال غرب المملكة، أحد أضخم المشاريع التنموية في العالم وأبرز المدن الذكية.
تتميز “نيوم” بكونها مدينة خالية من الكربون، تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة. كما تتميز بتصميمها الفريد الذي يركز على الإنسان والبيئة.
كما ستكون خالية من الشوارع والسيارات التقليدية، وستعتمد على وسائل نقل مستدامة مثل القطارات عالية السرعة والأنفاق، حسب ما ورد في موقع “CNN بالعربي”.
مدينة نيوم الذكية تعيد تعريف المستقبل
مشروع “نيوم” هو أكثر من مجرد مدينة، إنه رؤية طموح تهدف إلى بناء مجتمع مستدام يعتمد على أحدث التقنيات.
وتقع “نيوم” في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وهي مصممة لتكون نموذجًا عالميًا للمدن المستقبلية التي تعمل بالكامل بالطاقة المتجددة.
كيف تستخدم “نيوم” التكنولوجيا لبناء بيئة مستدامة؟
تعتمد “نيوم” على مجموعة واسعة من التقنيات المتقدمة لتحقيق أهدافها، بما في ذلك:
- الذكاء الاصطناعي: يستخدم الذكاء الاصطناعي في إدارة الطاقة، وتحسين حركة المرور، وتوفير الخدمات الذكية للمواطنين.
- إنترنت الأشياء: تربط جميع الأجهزة والأنظمة في المدينة ببعضها البعض؛ ما يسمح بجمع وتحليل البيانات الضخمة لاتخاذ قرارات أفضل.
- الطاقة المتجددة: تعتمد “نيوم” بالكامل على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتلبية احتياجاتها من الطاقة.
- المباني الذكية: تم تصميم المباني في “نيوم” لتكون موفرة للطاقة، وتستخدم أحدث التقنيات في الإضاءة والتدفئة والتبريد.
- النقل المستدام: تشجع “نيوم” على استخدام وسائل النقل المستدامة مثل السيارات الكهربائية، والحافلات ذاتية القيادة، ووسائل النقل العام المتكاملة.
- الزراعة المستدامة: تستخدم “نيوم” تقنيات الزراعة العمودية والزراعة المائية لإنتاج الغذاء بطريقة مستدامة.
- معالجة المياه: يتم إعادة تدوير المياه في “نيوم” بالكامل لضمان الاستخدام الأمثل للموارد المائية.
أبرز ميزات مشروع نيوم
- ذا لاين: أحد المشاريع الرئيسة في “نيوم”، وهي مدينة خطية تمتد على طول 170 كيلومترًا. وتتميز بكونها خالية من السيارات والانبعاثات الكربونية.
- الاقتصاد الدائري: يهدف الاقتصاد في “نيوم” إلى إعادة تدوير الموارد وتقليل النفايات إلى أدنى حد.
- الجودة الحياتية: توفر “نيوم” بيئة معيشية عالية الجودة. تتميز بالطبيعة الخلابة والخدمات المتطورة.
- الابتكار: تشجع “نيوم” الابتكار والتطوير في جميع المجالات، وتوفر بيئة مثالية للشركات الناشئة ورواد الأعمال.
المدن الذكية ركيزة أساسية للتنمية المستدامة
تعد المدن الذكية المستقبل؛ حيث تسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتعزيز الكفاءة في استخدام الموارد، وتقليل الانبعاثات الكربونية.
ومن أهم مزايا المدن الذكية:
- الاستدامة البيئية: الاعتماد على الطاقة المتجددة، والحد من النفايات، وتحسين إدارة المياه.
- الكفاءة في استخدام الموارد: استخدام التكنولوجيا الذكية لتحسين إدارة البنية التحتية، وتقليل استهلاك الطاقة والمياه.
- تحسين جودة الحياة: توفير خدمات حكومية ذكية، وتحسين وسائل النقل، وتوفير بيئة آمنة وسليمة.
- النمو الاقتصادي: جذب الاستثمارات، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الابتكار.
دور المدن الذكية في تحقيق رؤية المملكة 2030
تسهم المدن الذكية في تحقيق العديد من أهداف رؤية المملكة 2030، من أهمها:
- تنويع الاقتصاد: من خلال جذب الاستثمارات في القطاعات المستقبلية مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا.
- تطوير البنية التحتية: بواسطة بناء مدن ذكية مستدامة.
- تحسين جودة الحياة: عبر توفير خدمات حكومية ذكية، وتحسين البيئة المعيشية للمواطنين.
- تعزيز مكانة المملكة العالمية: من خلال الريادة في مجال المدن الذكية.
تطبيقات إنترنت الأشياء (IoT) والطاقة المتجددة في المدن الذكية
تشهد المملكة العربية السعودية، تحولًا كبيرًا نحو بناء مدن ذكية مستدامة؛ حيث تؤدي تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) والطاقة المتجددة دورًا حاسمًا في هذا التحول.
ما إنترنت الأشياء (IoT)؟
إنترنت الأشياء هو شبكة من الأجهزة المتصلة بالإنترنت والتي يمكنها جمع البيانات وتبادلها وتحليلها. هذه الأجهزة يمكن أن تكون بسيطة مثل أجهزة الاستشعار أو معقدة مثل الروبوتات، وتستخدم في مجموعة واسعة من التطبيقات.
كيف يسهم IoT في المدن الذكية؟
- إدارة الطاقة:
- أجهزة الاستشعار الذكية: مراقبة استهلاك الطاقة في المباني والأجهزة المنزلية، وتحديد الأوقات المثلى لتشغيل الأجهزة.
- الشبكات الكهربائية الذكية: إدارة العرض والطلب على الطاقة بشكل أكثر كفاءة، وتكامل مصادر الطاقة المتجددة.
- إدارة الإضاءة: التحكم في إضاءة الشوارع والمباني بناءً على الحاجة والظروف البيئية.
- النقل الذكي:
- إدارة حركة المرور: استخدام أجهزة الاستشعار لتحسين تدفق حركة المرور وتقليل الازدحام.
- المواصلات العامة الذكية: توفير معلومات حول مواقيت الحافلات والقطارات، وتحسين تجربة الركاب.
- إدارة المياه:
- كشف التسربات: استخدام أجهزة الاستشعار للكشف عن تسربات المياه في الأنابيب، وتقليل الهدر.
- جودة المياه: مراقبة جودة المياه في الشبكات، وضمان سلامتها.
- إدارة النفايات:
- حاويات النفايات الذكية: تتبع مستوى امتلاء الحاويات، وتحديد الجداول الزمنية لجمع النفايات.
دور الطاقة المتجددة في المدن الذكية
- توليد الطاقة الشمسية: تركيب الألواح الشمسية على المباني والشوارع لتوليد الكهرباء.
- طاقة الرياح: بناء توربينات الرياح في المناطق المناسبة لتوليد الكهرباء.
- الطاقة الحرارية الأرضية: الاستفادة من الحرارة الجوفية لتدفئة المباني وإنتاج الكهرباء.
الربط بين IoT والطاقة المتجددة
- تحسين كفاءة الطاقة: استخدام IoT لجمع البيانات حول استهلاك الطاقة وتوليدها. يساعد على اتخاذ قرارات أفضل بشأن إدارة الطاقة.
- تكامل مصادر الطاقة المتجددة: دمج مصادر الطاقة المتجددة في الشبكة الكهربائية. على نحو أكثر سلاسة وكفاءة.
- تخزين الطاقة: استخدام أنظمة تخزين الطاقة لتخزين الطاقة الزائدة الناتجة من مصادر الطاقة المتجددة. واستخدامها عند الحاجة.
أمثلة على تطبيقات IoT والطاقة المتجددة في المملكة
- مشاريع “نيوم” والقدية: تهدف هذه المشاريع إلى بناء مدن ذكية تعتمد على الطاقة المتجددة وتقنيات IoT.
- مشاريع الطاقة الشمسية: تنفيذ العديد من المشاريع لتوليد الطاقة الشمسية على نطاق واسع.
- مبان خضراء: تشجيع بناء المباني الخضراء التي تستخدم الطاقة بكفاءة وتعتمد على مصادر الطاقة المتجددة.
المساهمة في تحقيق رؤية المملكة بمجال المدن الذكية
تعد رؤية المملكة 2030، استراتيجية طموح لبناء مدن ذكية مستدامة، وهذه الرؤية لا تقتصر على الحكومة والمؤسسات فقط. بل تتطلب تضافر جهود جميع أفراد المجتمع. إليك بعض الطرق التي يمكن من خلالها للمواطنين والمؤسسات المساهمة في تحقيق هذه الرؤية:
للمواطنين
- التعليم والتوعية:
- الاطلاع على أهداف الرؤية ومزايا المدن الذكية.
- تشجيع الآخرين على تبني التقنيات الحديثة.
- المشاركة في ورش العمل والبرامج التدريبية المتعلقة بالمدن الذكية.
- الاستخدام الأمثل للتقنيات:
- استخدام التطبيقات الذكية المتاحة لخدمات الحكومة الإلكترونية.
- تبني وسائل النقل المستدامة مثل الدراجات الهوائية أو النقل العام.
- ترشيد استهلاك الطاقة والمياه.
- المشاركة المجتمعية:
- تقديم الأفكار والمقترحات لتحسين الخدمات في المدينة.
- التطوع في المبادرات التي تهدف إلى بناء مجتمعات ذكية.
- نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.
- دعم الشركات الناشئة:
- شراء المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركات الناشئة العاملة. في مجال التقنيات الذكية.
- الاستثمار في هذه الشركات إذا كان ذلك ممكنًا.
للمؤسسات
- الاستثمار في التقنيات:
- تبني أحدث التقنيات في جميع جوانب العمل.
- تطوير برامج تدريبية للموظفين لتطوير مهاراتهم الرقمية.
- الاستثمار في البحث والتطوير بمجال المدن الذكية.
- التعاون مع الحكومة:
- المشاركة في المشاريع الحكومية المتعلقة بالمدن الذكية.
- تقديم الاستشارات والدعم الفني للحكومة.
- تطوير المنتجات والخدمات الذكية:
- تطوير حلول مبتكرة لتحديات المدن.
- تصميم منتجات صديقة للبيئة.
- بناء شراكات استراتيجية:
- التعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية.
- بناء شبكات مع الشركات الأخرى العاملة في نفس المجال.
أمثلة على المبادرات التي يمكن للمواطنين والمؤسسات المشاركة فيها
- تطوير تطبيقات ذكية: لتسهيل الحياة اليومية مثل الدفع الإلكتروني. وحجز المواعيد، وتتبع النفايات.
- بناء شبكات لاسلكية مجانية: لتوفير الإنترنت في الأماكن العامة.
- إنشاء مزارع ذكية: لإنتاج الغذاء بطريقة مستدامة.
- تطوير أنظمة إدارة الطاقة الذكية: لتحسين كفاءة استخدام الطاقة في المباني.