استضاف حي “جاكس” النابض بالحياة في مدينة الرياض، اليوم الأربعاء، معرض “شذرات من الفلكلور 2025”. الذي يستمر حتى 12 من مايو القادم. مقدمًا للجمهور السعودي والزوار على حد سواء تجربة فنية عميقة تتجاوز حدود المألوف.
تعاون ثلاثي من رواد الفن المعاصر بمعرض “شذرات”
يعد هذا المعرض ثمرة تعاون استثنائي بين ثلاث جهات رائدة تسعى لربط الحوارات الفنية المحلية بنظيراتها العالمية، وهي “ثاء” من المملكة العربية السعودية. و”مرآة للفنون” التي تتخذ من باريس والشرق الأوسط مركزًا لها. و”ترياد” من بلجيكا.
يجمع هذه المؤسسات هدفًا مشتركًا، يتمثل في إثراء المشهد الفني المعاصر وتعزيز التبادل الثقافي.
يأتي “شذرات من الفلكلور” ليجسد رؤية ثقافية طموح، فهو ليس مجرد معرض فني عابر، بل هو دعوة للتأمل وإعادة التفكير في مفاهيم أساسية مثل الوصول والهوية، والدور المحوري الذي يلعبه الفن في مجتمعات تشهد تحولات متسارعة.
ويمثل هذا المعرض لحظة مفصلية في مسيرة تطور الفن المعاصر بالمملكة العربية السعودية. ويتزامن مع الجهود الحثيثة التي تبذلها لإعادة تشكيل المشهد الثقافي كجزء من أهداف رؤية السعودية 2030 الطموح.

لغة الرموز والنقوش
عادةً ما ينظر إلى التراث الشعبي على أنه موروث شفوي، ينتقل عبر الأجيال من خلال الحكايات والأساطير.
إلا أن هذا المعرض يسلط الضوء على جانب آخر بالغ الأهمية للتراث، وهو لغة الرموز والنقوش التي تمثل وسيلة حيوية لحفظ الثقافة وتوارثها.
عبر التاريخ، كان التراث مصدر إلهام عظيم للفنانين، سواء تجلى ذلك في مشاهد الفلاحين التي رسمها برويغل. أو الأساطير الغامضة التي صورها غويا، أو الأحلام الفلكلورية التي أبدعها شاغال. أو حتى السرد الشخصي العميق الذي ميز أعمال فريدا كالو. لطالما كان التراث حاضنًا للتاريخ ومحفزًا للابتكار في آن واحد.

الفنانون المشاركون في المعرض
في “شذرات من الفلكلور”، تقدم نخبة من الفنانين المعاصرين، وهم: حمرا عباس، ولولوة الحمود، وراشد آل خليفة، ورائدة عاشور. مكونات من موروثهم الثقافي الغني ضمن رؤى فنية معاصرة.
لا يقدم الفلكلور في هذا المعرض كأثر جامد ينتمي إلى الماضي. بل كأرشيف حي للهوية، يتم إعادة تشكيله وتفسيره عبر تفاعله مع الزمن والمكان.
يمثل معرض “شذرات من الفلكلور” فرصة استثنائية لإعادة اكتشاف الهوية الثقافية. واستكشاف آفاق الابتكار الفني، وتعزيز الوصول الثقافي. وذلك ضمن لحظة تاريخية مهمة تشهد فيها المملكة العربية السعودية إعادة رسم موقعها على خريطة الفن العالمية، ليس كمراقب فحسب، بل كمشارك فاعل في صياغة مستقبل الفن.