السياحة الدينية في السعودية.. أرقام واعدة ومستقبل مشرق

السياحة الدينية في السعودية: محرك للنمو الاقتصادي ورؤية طموحة للمستقبل
السياحة الدينية في السعودية: محرك للنمو الاقتصادي ورؤية طموحة للمستقبل

في خضم سعي المملكة العربية السعودية الدؤوب نحو تنويع قاعدتها الاقتصادية وتقليل اعتمادها التاريخي على النفط، برز قطاع السياحة، وبشكل خاص السياحة الدينية، كأحد المحركات الرئيسية لهذه التحولات الطموحة. فالمملكة، التي تحتضن أقدس بقاع الإسلام، تسعى بخطى واثقة لتحويل هذا الثراء الروحي إلى قوة دافعة للتنمية المستدامة.

رؤية المملكة 2030

كما ترتكز هذه الرؤية الطموحة على “رؤية 2030” التي وضعها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء والتي تستهدف مضاعفة أعداد الحجاج والمعتمرين 3 مرات ليصل إلى 30 مليون زائر سنويًا بحلول نهاية العقد الحالي. هذه الأهداف الضخمة ليست مجرد أرقام. بل هي انعكاس لمكانة المملكة الراسخة في قلوب المسلمين حول العالم، باعتبارها مهبط الوحي وموطن الحرمين الشريفين.

تزايد أعداد الحج والعمرة

وفقًا لـ الدكتور توفيق الربيعة، وزير الحج والعمرة، بلغت أعداد المعتمرين والحجاج 18.5 مليون حاج ومعتمر خلال عام 2024. بينما بلغ هذا العدد 17.3 مليونًا في عام 2019 قبل أن يجتاح العالم وباء “كوفيد-19”. هذه الأرقام تؤكد الجاذبية الروحية الفريدة التي تتمتع بها المملكة. والطلب المتزايد من المسلمين حول العالم للقدوم إلى أراضيها المقدسة.

ولتحقيق هذه الأهداف الطموحة، تولي المملكة اهتمامًا بالغًا بتطوير البنية التحتية وتقديم خدمات استثنائية لضيوف الرحمن. فالمشاريع التطويرية الضخمة في مكة المكرمة والمدينة المنورة تهدف إلى تهيئة بيئة إيمانية فريدة وميسرة للحجاج والمعتمرين القادمين من كل فج عميق.

السياحة الدينية.. رافد حيوي

ووفقًا لرواد الاعمال .تراهن المملكة العربية السعودية على تعزيز السياحة الدينية كركيزة أساسية في استراتيجيتها لتنويع مصادر دخلها القومي وتقليل الاعتماد على النفط. فموسم الحج السنوي. كما يصفه تقرير “أوكسفورد بزنس جروب”، يعد أكبر تجمع بشري في التاريخ. وتستهدف المملكة استضافة 30 مليون سائح ديني بحلول عام 2030. كجزء من خطة أوسع لجذب 150 مليون سائح محلي ودولي سنويًا، وهو ما يتماشى مع أهداف “رؤية السعودية 2030”.

بينما يتجلى هذا الاهتمام في الاستثمارات الضخمة التي تضخها المملكة في تطوير قطاعي الضيافة والبنية التحتية في المدينتين المقدستين. كما  تشمل هذه المشاريع تطوير مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة بتكلفة تقدر بنحو 35 مليار دولار. وإنشاء مشروع مترو مكة المكرمة بتكلفة تصل إلى 16 مليار دولار. هذه المشاريع الطموحة تعكس التزام المملكة بتوفير تجربة حج وعمرة مريحة وسلسة لجميع الزوار.

كما تشير توقعات مؤسسة “فيتش سوليوشنز” إلى مستقبل واعد لقطاع السياحة الدينية في المملكة، مؤكدة على الدور المتزايد لهذا القطاع في دعم الاقتصاد الوطني. وتواكب المملكة هذا التوجه من خلال تنفيذ العديد من المشروعات العقارية والبنية التحتية في جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة. والتي تركز جميعها على تحسين تجربة الحج والعمرة واستيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار.

بينما تؤكد شركة البيانات والاستشارات “GlobalData” على حجم المشروعات الإنشائية الضخمة قيد التنفيذ في المملكة، والتي تهدف بشكل أساسي إلى تطوير البنية التحتية اللازمة لتحسين تجربة الحج والعمرة. مع التأكيد على أهمية إدارة الحشود الكبيرة في مكة المكرمة خلال موسم الحج.

السياحة الدينية في السعودية: محرك للنمو الاقتصادي ورؤية طموحة للمستقبل
السياحة الدينية في السعودية: محرك للنمو الاقتصادي ورؤية طموحة للمستقبل

ازدهار السياحة الدينية.. أرقام واعدة ومستقبل مشرق

كما شهد عام 2024 إنجازًا هامًا في مسيرة السياحة الدينية في المملكة، حيث استقبلت أكثر من 18.5 مليون معتمر وحاج. وتشير توقعات “فيتش سوليوشنز” إلى استمرار هذا النمو الملحوظ خلال السنوات القادمة. ليصل إلى 25.1 مليون زائر خلال الاعوام المقبلة، ويتجاوز 35 مليونًا بحلول عام 2030. وتؤكد التوقعات على بقاء مكة المكرمة والمدينة المنورة الوجهتين الرئيسيتين للسياح الدينيين.

ويعزى هذا التطور السريع إلى الدعم الحكومي القوي، حيث أظهرت المملكة التزامًا راسخًا بتطوير قطاع السياحة من خلال تبسيط إجراءات التأشيرات، وتحسين بيئة الأعمال. وإنشاء العديد من الكيانات والصناديق المتخصصة في تطوير مناطق الجذب السياحي.

وفي سياق متصل تعزز هذه الإنجازات  المكانة المتميزة التي تحتلها المملكة كوجهة رئيسية للسياحة الدينية، وتشير التوقعات إلى أن هذا القطاع سيساهم بشكل كبير في تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز الناتج المحلي. خاصة مع الاستثمارات الضخمة في تطوير البنية التحتية وتحسين تجربة الزوار.

السياحة الدينية في السعودية: محرك للنمو الاقتصادي ورؤية طموحة للمستقبل
السياحة الدينية في السعودية: محرك للنمو الاقتصادي ورؤية طموحة للمستقبل

قطاع السياحة شريك رئيسي في تعزيز النمو الاقتصادي

بينما من جانبها تؤكد مؤسسة “فيتش سوليوشنز” على الأهمية المتزايدة لقطاع السياحة في تعزيز النمو الاقتصادي في المملكة. مشيرة إلى أن تسريع مشاريع البنية التحتية المتعلقة بالسياحة، وإطلاق استراتيجية طيران ثنائية المحاور، وتوسيع الناقل الوطني، تساهم جميعها في جذب المزيد من الزوار وتعزيز مكانة السعودية كمركز إقليمي للطيران.

الرابط المختصر :