الحوار الأسري الهادئ.. دعامة أساسية لبناء شخصية الطفل وتحصينه من الانحراف

العنوان: الحوار الأسري الهادئ.. دعامة أساسية لبناء شخصية الطفل وتحصينه من الانحراف
العنوان: الحوار الأسري الهادئ.. دعامة أساسية لبناء شخصية الطفل وتحصينه من الانحراف

يشكّل الحوار الأسري أحد الركائز الأساسية لبناء شخصية الطفل على أسس سليمة، ويعد أداة وقائية فعالة تحول دون انجرار الأبناء نحو تقليد سلوكيات منحرفة أو اكتساب عادات خاطئة من أقرانهم في المدرسة أو المحيط الاجتماعي. فالعائلة، بصفتها أول مجتمع يحتضن الطفل، تمتلك التأثير الأكبر في صياغة وتهذيب سلوكه.

إن تخصيص وقت يومي من الأبوين للجلوس مع الأبناء ومشاركتهم اهتماماتهم يعزز شعور الطفل بالدفء العائلي والانتماء، كما يُمكّن الوالدين من متابعة سلوكيات أطفالهم عن قرب وتصحيحها في وقت مبكر.

وتبرز أهمية الحوار من خلال دوره في كشف التأثيرات الخارجية على الطفل. مثل علاقاته مع الزملاء والمعلمين، وما قد يعتري هذه العلاقات من خلل يؤثر في تحصيله الدراسي وسلوكه العام.

الحوار الأسري

الحوار الأسري، ليس مجرد تبادل للكلام، بل هو وسيلة عميقة للتواصل النفسي والعاطفي تتيح للطفل التعبير عن نفسه وأفكاره بحرية، كما تعزز ثقته بنفسه وتشعره بقيمته داخل الأسرة.

وعندما يعجز الطفل عن مصارحة والديه بما يقلقه، يلجأ أحيانًا إلى طرح مشكلته. بصيغة “رأي في موقف صديق”، وعلى الأبوين أن يتعاملا مع ذلك بتفهم دون إصدار أحكام مباشرة حتى لا يفقد الطفل ثقته في التواصل لاحقًا.

وتُعد الأسرة، المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل آداب الحوار، وقبول الرأي الآخر، مما يُؤهله للمشاركة الاجتماعية البنّاءة لاحقًا في المدرسة والمجتمع.

ويشير هذا التقرير إلى أن الأطفال الذين لا يجدون من يصغي إليهم داخل الأسرة قد يبحثون عن ذلك خارجها. مما يعرضهم لمخاطر جسيمة تتعلق بتسريب خصوصياتهم أو التأثر بأشخاص لا يمكن الوثوق بهم.

كما يشير إلى أن استغلال الأوقات اليومية البسيطة، كقيادة السيارة أو التسوق أو بعد صلاة الجمعة، كفرص مثالية لفتح باب الحوار العفوي مع الأبناء، لكونها لحظات بعيدة عن أجواء التوتر والرسميات. كما يشجع على تشجيع الأطفال عند مشاركتهم في النقاش؛ ما يزرع فيهم الجرأة والثقة في التعبير.

فن الحوار مع الأطفال

ويعد الحوار مع الأطفال هو فن من فنون الاتصال لا يتقنه إلا من يمتلك الحكمة والخبرة والثقافة. وهو أساس في تنمية مدارك الطفل وفهمه للحياة. ويقترح استخدام أساليب كالحوار التشخيصي والاستنتاجي لجذب الطفل وتحفيزه على التفكير والمشاركة.

كما يبين التقرير أن مرحلة المراهقة تتطلب حوارًا من نوع خاص. نظرًا للتغيرات الفسيولوجية والنفسية التي يمر بها المراهق، والتي قد تدفعه نحو التحدي أو العنف أو الميل للعزلة.

وتؤكد ضرورة تقبل المراهق وإحاطته بالحب والاحترام داخل أسرته؛ حيث يعد ذلك حاجزًا نفسيًا قويًا يحميه من الانحراف، ويعزز ثقته في نفسه، ويمنحه الطاقة الإيجابية اللازمة لتحقيق النجاح.

ويخلص التقرير إلى أن الحوار الأسري الهادئ ليس فقط وسيلة لفهم الطفل. بل هو حصن منيع يحميه من الضياع، وسبيل أكيد لتنشئته سويًا، ومفتاح لتكوين أسرة متماسكة ومجتمع سليم.

 

 

الرابط المختصر :