تواجه بعض الأمهات صعوبات مع أطفالهن في التربية، ويشتكين من عبارات مزعجة وجارحة، ولا يعرفن كيف يعالجن هذا الوضع لتجنب تكرار حدوثه مرة ثانية. في كل الأحوال، مهما كان التصرف غير مقبول من الطفل بسبب المشاعر السلبية أو الغضب أو الانفعال الزائد، على الأم أن تظل الشخص الأفضل مهما كان الأمر صعبًا، وأن تحافظ على هدوئها لتستطيع التواصل والتعاطف معه. وذلك وفقًا لما ذكرته straitstimes.
هل هناك علاقة بين ارتفاع معدل الشتائم بين البالغين والشباب؟
في عام 2010، قدم تيموثي جاي؛ أستاذ علم النفس الأمريكي، بيانات في ندوة علم الاجتماع اللغوي التي عقدت في بريطانيا، والتي وجدت أن الأطفال في سن الثانية يستخدمون الكلمات البذيئة، وهي سن مبكرة مقارنة بالعمر المسجل في العقود الثلاثة السابقة.
وقال البروفيسور جاي، الذي نشر الكثير من الأبحاث حول موضوع الشتائم، إن ارتفاع معدلات الابتذال بين البالغين تزامن مع ارتفاع مماثل في عدد الشباب الذين يستخدمون لغة مسيئة.
وتقول الدكتورة ناتالي جيمز؛ أخصائية نفسية سريرية في Alliance Counselling، التي تقدم خدمات الاستشارة والعلاج النفسي، إنه من الطبيعي من حيث النمو أن يحاول الأطفال استخدام الكلمات البذيئة.
الأسباب عديدة وتعتمد على عمر الطفل
قد يحاول الأطفال الأكبر سنًا في مرحلة المراهقة المبكرة أو المراهقة المبكرة تحديد كيفية اندماجهم اجتماعيًا أو قد يرغبون في الشعور بأنهم “سيئون بعض الشيء”، كما يقول الدكتور جيمز.
وتضيف أن الأطفال الأصغر سنًا، مثل الأطفال في سن ما قبل المدرسة، الذين يستخدمون الكلمات البذيئة عادة ما يستكشفون اللغة. وبما أن اختبار الحدود في استخدام الألفاظ البذيئة أمر متوقع تقريبًا لدى الأطفال، فيجب على الآباء أن يكونوا مستعدين للرد، كما يقول الدكتور جيمز. فيما يلي بعض الاقتراحات حول ما يجب عليك فعله عندما يلعن طفلك.
لا تبالغ في رد فعلك
أحيانًا يلجأ الأطفال إلى الشتائم للتعبير عن مشاعرهم، لكنهم لا يملكون المفردات اللازمة. يمكننا تعليمهم كلمات وحلولًا بديلة. كما يمكن على سبيل المثال تعليم الأطفال القيام بأفعال مثل الابتعاد أو إخبار والديهم بأنهم منزعجون.
وفي الحالات التي يلجأ فيها الأطفال إلى الشتائم نتيجة عدم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم مثل الغضب والإحباط، توصي الدكتورة جيمز بالتحقق من مشاعر الطفل في تلك اللحظة. كما أنه من الطبيعي أن يشعر بهذا الشعور. عندما يهدأ الموقف، عالج الشتائم، كأن تقول له إنك تقدر انزعاجه، ولكن هناك طرقًا أفضل للتعبير عنه”، كما تقول الدكتورة جيمز.
تحدث عن ذلك
لا داعي لإخفاء الموضوع تحت السجادة، على الرغم من أن هناك مجالًا للاستخدام الحكيم لمبدأ “التجاهل المخطط”، كما يقول عالم النفس السريري سانفين كانج.
يقول الدكتور كانغ؛ مؤسس عيادة “سايك كونيكت” النفسية المتخصصة في تنمية الطفل والعافية: “قد تشعر أحيانًا أن طفلك يستخدم ألفاظًا نابية لإثارة رد فعل منك. في هذه الحالة، قد يكون تجاهله هو الإستراتيجية الأكثر فعالية. لا ترد عليه أو تنظر إليه. إذا لم يلفت انتباهك لاستخدامه ألفاظًا بذيئة، فقد يتوقف عن الشتم”.
كما أنه يمكن أيضًا توجيه الأطفال الأكبر سنًا لمعرفة ما إذا كانت الشتائم تتفق مع قيمهم. عندما يفهم الطفل معنى وتأثير الشتائم، فإنه يستطيع بعد ذلك اتخاذ قرار مستنير بشأن ما إذا كان سيستمر في الشتائم أم لا.
حاول ألا تضحك كثيرًا
يمكن أن تكون الألفاظ البذيئة في أفواه الأطفال مضحكة. في عام ٢٠٢١، انتشر مقطع فيديو على الإنترنت طفلًا صغيرًا يصرّ على وجود “ماعزٍ بغيض” في الفناء الخلفي. انتشر المقطع على نطاق واسع، وحصد ملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي. وإن الضحك الشديد في مثل هذه السيناريوهات قد يعزز لدى الطفل فكرة أن الشتائم “تجلب البهجة للكبار”، وهو ما قد لا يكون مفيدًا، كما يقول الدكتور جيمز.
أكد على جهود طفلك
ناقش مع طفلك الكلمات غير المقبولة، واتفق معه على عواقب محددة إذا تم استخدام مصطلحات غير مناسبة. كما عليك الانتباه إلى السلوكيات التي ترغب في تشجيعها. وامدح طفلك إذا لم يستخدم كلمة بذيئة طوال اليوم.
اقرأ أيضًا: أضرار المبالغة في حماية الطفل
لا تجعل الأمر شخصيًا
كن واضحًا بشأن قيم عائلتك؛ حيث تختلف العائلات حول ما إذا كانت تختار حظر الشتائم تمامًا. أو اتباع نهج أكثر راحة. نحن كآباء، يمكننا أن نقرر ما هي الكلمات المقبولة التي يمكن لأطفالنا استخدامها. وما الكلمات التي نريد أن تظل محظورة عليهم.
أحيانًا، يعتقد الآباء أن شتائم أطفالهم انعكاس لتربيتهم. فالأطفال يرتكبون الأخطاء. فلا تأخذوها على محمل شخصي. الأمر لا يتعلق بكم. أنتم دليلهم في هذا.