البشت الخليجي.. خيوط تحكي تاريخًا عريقًا

البشت
البشت

يعد البشت الخليحي أحد أهم وأشهر الأزياء التي تعبر عن التاريخ العريق في تلك المنطقة. الثرية بالتراث والهوية المميزة.

كتبت صبحة بغورة

وتعرف المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي عمومًا، باحتضانها العديد من الحِرف اليدوية، والمهن التقليدية. التي نشأت وتطورت عبر مراحل زمنية شهدت تحولات حضارية عميقة، انعكست على المجتمع الخليجي والسعودي على وجه الخصوص.

وحافظ هذا المجتمع على تلك المهن بوصفها جزءًا أصيلًا من تراثه المتصل بالعادات والتقاليد المتوارثة عن الآباء والأجداد. فيما اعتبرت معه من الكنوز الثقافية الثمينة، التي تستحق الفخر والاعتزاز، والحماية من الاندثار.

البشت
البشت

البشت.. رمز خليجي

من أبرز هذه المهن حياكة العباءات الرجالية الشهيرة ـ البشت ـ التي تُعد جزءًا أصيلًا من تقاليد الزي الرجالي في المملكة، ودول الخليج العربي. إذ يحرص الرجال على ارتدائها في المناسبات الرسمية، وحفلات الاستقبال، والولائم، والأفراح، والأعياد.

ويلاحظ أن كبار السن غالبًا ما يواظبون على ارتداء البشت يوميًا، خلافًا للشباب، ورغم هذا التباين، فإن عادة ارتدائه لا تزال قائمة وتحظى بالتقدير والاحترام في مختلف الأوساط. سواء العربية أو غير العربية.

والبشت هو رداء خارجي فضفاض يحمل رمزية ثقافية ودلالة اجتماعية عميقة في السياق الخليجي والعربي. كما يتم ارتداؤه في مختلف المحافل والمناسبات.

بينما يعد البشت سواء السعودي الملكي الأبيض، أو السعودي الملكي الأسود، من أشهر أنواع هذا الرداء العريق.

وفي أنه يعد رمزًا للهوية الوطنية، فإنه يمكن وصف البشت أيضًا بأنه عنوان للأناقة والرقي. فيما يمنح مرتديه هيبة وتميزًا. كما يُعد بروتوكول ارتداء البشت تجسيدًا حيًّا للتاريخ والثقافة السعودة، متجاوزًا وظيفته كمجرد زي، ليغدو أسلوب حياة يعبّر عن القيم الأصيلة، والتقاليد الراسخة.

وكما هو الحال مع أي منتج، تتفاوت أسعار البشت، وتتطور تصاميمه استجابةً لطلبات الزبائن، ورغبتهم في مواكبة التغيرات المستمرة في أنماط الحياة.

أسرار حياكة الزي التراثي

إلا أن القائمين على حياكة العباءات الرجالية، من المهتمين بالمحافظة على المهن التراثية، يؤكدون أن نوعية الأقمشة لم تتغير كثيرًا. إذ يفضل السعوديون الأقمشة التقليدية القديمة، مع بعض التغيير على أشكال التطريز. فبينما يميل بعض الزبائن إلى التطريز العريض، يفضّل آخرون التطريز الدقيق الأقل سمكًا، وذلك تبعًا لاختلاف الأذواق.

وتستغرق حياكة العباءة الواحدة نحو شهر. يضاف إليها تركيب ما يُعرف بـ”المكسر الذهبي”. وهو عنصر زخرفي يصنع محليًا. كما يجري تصديره إلى عدد من الدول الخليجية المجاورة. مما يعكس استمرارية هذه الحرفة كمصدر للهوية والفخر، وكجسر يربط الماضي بالحاضر.

 

الرابط المختصر :