أم كلثوم.. الفتاة الريفية التي أصبحت سيدة الغناء العربي

ستائر يجلس أمامها مئات من المشاهدين لينتظروا ظهور واحدة من معجزات الغناء في الوطن العربي ، لتقع سحر كلماتها عليهم والتي أسهمت طوال عشرات السنوات في إسعاد الملايين من أبناء الشعب العربى الممتد من المحيط إلى الخليج، بكلمات استطاعت أن تلمس القلوب قبل الآذان والعقول.

أنها أم كلثوم ، وثومة ، والست، وسيدة الغناء العربي، وشمس الأصيل، وصاحبة العصمة، وكوكب الشرق، ، وفنانة الشعب ، فجميعها أسماء أطلقت على معجزة الغناء العربي فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي، والتي دوى صوتها مع مختلف الأحداث التى مرت على مصر والأمة العربية.

بدايتها

بدأت حياة أم كلثوم في قرية صغيرة بمحافظة المنصورة المصرية ، والتي شهدت اكتشاف موهبتها ، حيث كانت تتجول مع أبيها في القرى والأرياف تنشد التواشيح الدينية و القصائد بصوتها الجميل، قبل أن تنتقل إلى أضواء العاصمة لتغنى في ليلة الإسراء والمعراج عام 1920، وكانت هذة بمثابة الخطوة الأولى لها في مشوارها الفني، التي وصلت بها إلى مكانة كبيرة لدى كبار الفنانين والشعراء.

وكان عام 1924 انطلاقة هامة في حياة أم كلثوم ، والتي تعرفت خلاله على مجموعة من الفنانين والشعراء منهم الشيخ أبو العلا محمد والأستاذ محمد القصبجى و الشعراء أحمد رامى وأحمد شوقى ، وكان ظهور محمد القصبجي على وجه الخصوص دورًا كبيرًا في حياتها، حيث ساعدها في تعليمها المقامات الموسيقية والعود كما بدأ يلحن لها أغنيات خاصة بها، لينضم إلى الدكتور أحمد صبرى الذي كان أول ملحن خاص لها .

نقطة تحول

ولم تنتظر أم كلثوم كثيرًا حتى كون لها محمد القصبجى فرقتها الموسيقية الخاصة عام 1926، وزادت معها نشاطها وظهر أسمها في العديد من الصحف ، ودخلت في منافسة مع كبار مطربات العرب، لتعتلي المنافسة عام 1928 بأغنية " إن كنت أسامح" والتي حققت اسطوانتها وقتها أعلى مبيعات على الإطلاق .

ووصلت سيدة الغناء العربي إلى قمة مجدها مع بداية عام 1930 ، حيث سجلت في عامين فقط أكبر عدد من الأغاني قدرت بـ 50 أغنية ، وغنت في نفس الوقت لأربعة ملحنين هم محمد القصبجى داود حسنى والشيخ ابو العلا وزكريا أحمد.

وكان للإذاعة المصرية فضلًا كبيرًا على أم كلثوم ، حيث دعتها للمشاركة بصوتها في افتتاح الإذاعة عام 1934 ، لتظل بعد ذلك الإذاعة تنقل حفلاتها الشهرية مباشرة على الهواء.

وارتبط أسم أم كلثوم بالسينما المصرية بداية عام 1936، حيث أدت أول بطولة في عمل سينمائي باسم " وداد" ، وشاركت بعدها في 5 أعمال سينمائية أخرها " فاطمة" عام 1947، قبل أن تقرر اعتزال السينما والتركيز على الغناء فقط.

مواقف لا تنسي

وحملت كل فترة زمنية في حياة أم كلثوم حتى وفاتها مواقف لا تنسي ، يذكر منها الأغنية التي أبكت كوكب الشرق ، للموسيقار رياض السنباطي، وحين سألت عن سبب بكائها قالت" إنها هزتني من أعماقي"، وعلى الرغم من أن أم كلثوم لم يرزقها الله بالانجاب ، إلا أن مشاعر الأمومة لديها كانت متجلية بوضوح مع أبناء أشقائها ، والتي شاركتهم في كافة مناسبتهم وبعضًا منها كولية أمرهم.

ولم تتوقف مواقف أم كلثوم عند حياتها بل أمتدت بعد وفاتها ، حيث يظل العالم حتى وقتنا هذا يذكر جنازتها المهيبة والتي تعد من أعظم 8 جنازات في العالم، حضرها أكثر من 4 مليون شخص.

محطات في حياة أم كلثوم

-ميلادها : ديسمبر 1898 -وفاتها : فبراير 1975 -بداية الغناء : 1921 -أول ظهور لها في الأذاعة : 1934 - أفلامها : 6 أفلام - عدد الأغاني : 300 أغنية