تستقبل المدينة المنورة، مهوى أفئدة المسلمين من شتى بقاع الأرض، زوارها بعبق التاريخ وأصالة الحاضر. هذه البقعة المباركة، التي احتضنت فجر الإسلام وكانت منطلق نوره، لا تزال تحتفظ بمكنونات تاريخية فريدة وتتميز بخصوصية روحانية تجعلها محط أنظار العالم الإسلامي.
جذور ضاربة في عمق التاريخ
كما تعد المدينة المنورة، التي عرفت قديمًا باسم “يثرب”. من أقدم الحواضر في شبه الجزيرة العربية. قبل الهجرة النبوية الشريفة. كانت المدينة مركزًا للعديد من القبائل العربية واليهودية، وشهدت أحداثًا تاريخية هامة. ومع بزوغ فجر الإسلام، اكتسبت المدينة مكانة أبدية بهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إليها واستقبال أهلها له بكل ترحاب، ليطلق عليها منذ ذلك الحين اسم “المدينة المنورة” أو “طيبة الطيبة”. وفقًا لموقع “CNN” بالعربي.
المسجد النبوي الشريف قلب المدينة النابض
كما يأتي المسجد النبوي الشريف في مقدمة المعالم التاريخية والدينية للمدينة المنورة. بينما بني المسجد في بداية الهجرة النبوية، وشهد توسعات عبر العصور المختلفة ليصبح اليوم صرحًا إسلاميًا شامخًا. يتسع لمئات الآلاف من المصلين. يضم المسجد الروضة الشريفة. وهي المنطقة الواقعة بين المنبر النبوي والحجرة الشريفة. التي ورد في فضلها أحاديث نبوية شريفة. كما يحتضن المسجد قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
معالم تاريخية تحكي قصصا من الماضي
إلى جانب المسجد النبوي الشريف، تزخر المدينة المنورة بالعديد من المعالم التاريخية التي تحمل في طياتها قصصًا من صدر الإسلام. ومن أبرز هذه المعالم:
- مسجد قباء: أول مسجد بني في الإسلام، حيث صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى المدينة مهاجرًا.
- مسجد القبلتين: شهد تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة أثناء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه.
- مقبرة البقيع: تضم رفات العديد من الصحابة الكرام وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
- جبل أحد: الموقع الذي شهد غزوة أحد الشهيرة، ويضم مقبرة شهداء الغزوة.
- الخندق: بقايا من الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينة في غزوة الخندق.
حاضر مزدهر وخدمات متطورة
بينما لم تتوقف المدينة المنورة عند إرثها التاريخي العريق، بل شهدت في العصور الحديثة تطورًا عمرانيًا وخدميًا هائلًا يواكب أعداد الزوار المتزايدة. كما تولي حكومة المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا بالمدينة المنورة. وتعمل على تطوير بنيتها التحتية وتوفير أفضل الخدمات لزوارها من فنادق حديثة، وشبكات نقل متطورة، ومراكز تجارية متنوعة.
روحانية فريدة وأجواء إيمانية
ما يميز المدينة المنورة عن غيرها من المدن هو تلك الروحانية الفريدة والأجواء الإيمانية التي تغمر أرجاءها. ففي كل زاوية من زواياها، يشعر الزائر بعبق النبوة وأثر الصحابة الكرام. كما إنها مدينة تبعث في النفس السكينة والطمأنينة، وتجدد فيها الروح الإيمانية.
عادات وتقاليد سكان المدينة المنورة
بينما حسب موقع “العربية”، تتميز المدينة المنورة، مهبط الوحي. بعادات وتقاليد عريقة متأصلة في الدين الإسلامي والتراث العربي الأصيل. يولي أهلها اهتمامًا بالغًا بالضيافة وإكرام الزائرين. كما يتجلى ذلك في استقبالهم الحافل وكرمهم السخي. ومن أبرز عادات وتقاليد سكان المدينة المنورة:
في المناسبات الدينية:
- الاحتفاء بالمناسبات الإسلامية: يولي أهل المدينة اهتمامًا بالغًا بالمناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى والمولد النبوي الشريف. تشهد المساجد دروسًا ومحاضرات دينية، وتزدان الشوارع والبيوت بالزينة والأنوار.
- إحياء ذكرى الهجرة النبوية: تُقام فعاليات وأنشطة ثقافية ودينية لإحياء ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، والتي تمثل نقطة تحول في تاريخ الإسلام.
- زيارة المساجد والمعالم الدينية: يحرص السكان على زيارة المسجد النبوي الشريف والصلاة فيه، بالإضافة إلى زيارة المساجد التاريخية الأخرى مثل مسجد القبلتين ومسجد قباء. كما يحرصون على زيارة مقبرة البقيع والسلام على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
الحياة الاجتماعية:
- الكرم وحسن الضيافة: يُعرف أهل المدينة بكرمهم وحسن ضيافتهم للزوار والمعتمرين. يحرصون على إكرام الضيف وتقديم أفضل ما لديهم.
- التكافل الاجتماعي: يسود بين أهالي المدينة روح التكافل والتعاون، ويتجلى ذلك في مساعدتهم للمحتاجين والمساهمة في الأعمال الخيرية.
- احترام كبار السن: يُولي المجتمع المدني احترامًا خاصًا لكبار السن، ويحرصون على خدمتهم وتقديرهم.
- صلة الرحم: تحظى صلة الرحم بأهمية كبيرة، ويحرص الأهل والأقارب على التواصل والزيارات المنتظمة، خاصة في المناسبات والأعياد.
- الأزياء التقليدية: لا يزال بعض كبار السن والرجال يرتدون الأزياء التقليدية مثل الثوب والشماغ والعقال، بينما تفضل النساء العباءة والنقاب أو الحجاب.
في المناسبات الخاصة (الأفراح والمناسبات العائلية):</p>
- الاحتفالات بالأفراح: تتميز احتفالات الزواج في المدينة بالبهجة والسرور، وتشمل عادة إقامة الولائم ودعوة الأهل والأصدقاء، وقد تتضمن بعض العادات التقليدية مثل “الزفة” والأهازيج الشعبية.
- الاحتفاء بالمواليد: يُقام احتفال خاص عند ولادة مولود جديد، يُعرف باسم “السبوع”، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء لتهنئة الوالدين وتقديم الهدايا.
عادات رمضانية مميزة:
- الإفطار الجماعي: تحرص العديد من الأسر على إقامة موائد الإفطار الجماعية، سواء في المنازل أو في المساجد والساحات العامة، مما يعزز روح الوحدة والتآخي.
- صلاة التراويح والقيام: يحرص السكان على أداء صلاة التراويح والقيام في المسجد النبوي والمساجد الأخرى بخشوع وتدبر.
- المسابقات الثقافية والدينية: تُقام العديد من المسابقات والفعاليات الثقافية والدينية خلال شهر رمضان.