أروى العماري.. أيقونة سعودية تمزج التراث بالموضة العالمية

قصة المصممة أروى العماري.. شغف طفلة البادية يحول التراث السعودي إلى أيقونات عالمية
قصة المصممة أروى العماري.. شغف طفلة البادية يحول التراث السعودي إلى أيقونات عالمية

في قلب المملكة العربية السعودية، وبين شغف الفن وعشق التراث، برزت المصممة أروى العماري، ابنة البادية التي قادها شغف طفولي بتصميم أزياء دميتها الصغيرة نحو آفاق العالمية.

المصممة أروى العماري

تعد العماري اليوم واحدة من أبرز المصممات السعوديات اللواتي يرسمن ملامح جديدة لـ الأزياء السعودية، حيث تمزج ببراعة بين الإبداع المعاصر والروح الأصيلة للتراث السعودي في تصاميم فريدة لاقت استحسانًا واسعًا محليًا ودوليًا. حسبما ورد على موقع “CNN” بالعربي.

رحلة أروى في عالم التصميم بدأت منذ صغرها، حيث كانت رسوماتها في المدرسة تثير دهشة معلميها، ليتحول هذا الشغف الطفولي إلى مسار مهني حقيقي. بعد دراستها الأكاديمية وحصولها على درجة الماجستير، عززت العماري معرفتها الأكاديمية بدراسة تصميم الأزياء في جامعة إسمود الفرنسية في باريس، وكانت نقطة الانطلاق الحقيقية بفوزها في مسابقة للمصممين الناشئين خلال دراستها، لتتبعها سلسلة من المشاركات الناجحة في عروض الأزياء وتأسيس علامتها التجارية المميزة “آرام” عام 2013.

لم تكن أسفار أروى وتجوالها في المتاحف والمسارح العالمية مجرد رحلات استكشافية، بل كانت محفزًا ثريًا لرؤيتها الإبداعية، حيث ساهم التعرف على ثقافات الشعوب المختلفة في تنمية حسها الفني وإلهامها.

“فخر”.. نافذة على التراث السعودي للعالم

حظيت المصممة أروى العماري بتقدير دولي واسع، حيث اختارتها قناة البي بي سي البريطانية كواحدة من أفضل العقول إبداعًا في العالم. هذه اللحظة كانت بمثابة دافع قوي للعماري لترجمة جمال التراث السعودي إلى لغة عالمية من خلال الأزياء، وهو الهدف الذي تسعى إليه دائمًا. وتجلى هذا الطموح في مجموعتها “فخر”، التي استلهمت عناصرها من التراث السعودي العريق وقدمتها بتصاميم عصرية جذابة، لتنال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.

تمكين المرأة في صميم التصاميم

تؤمن أروى العماري بدور المرأة المحوري في المجتمع وتسعى جاهدة لتمثيلها في المحافل الدولية. تعكس تصميماتها العصرية والأنيقة صورة المرأة السعودية القوية الواثقة، وتضفي على من ترتديها إحساسًا بالتميز والأناقة.

إنجازات متواصلة

توالت إنجازات المصممة السعودية، حيث حصلت على جائزة الأزياء من وزارة الثقافة السعودية، وهو تكريم يعكس التقدير لدورها الرائد في هذا المجال. كما كان لها حضور لافت في العديد من الفعاليات الوطنية والدولية الهامة، مثل احتفالية اليوم الوطني السعودي، واحتفالية اليوم السعودي في إكسبو دبي 2020، وعرض أزياء “من السعودية إلى العالم” في الإكسبو، بالإضافة إلى معرض “100 براند سعودي”. ولم يقتصر إبداعها على الأزياء النسائية، بل امتد ليشمل تصميم أوشحة الخيول المستوحاة من التراث في العديد من المناسبات الرياضية الكبرى.

محطات بارزة نحو العالمية

تواصل أروى العماري حصد الجوائز والتقدير، حيث كان آخرها جائزة “إيمي غالا 2022” في دبي، والتي أهدتها لوطنها المملكة العربية السعودية. كما شاركت عام 2022 في معرض بالولايات المتحدة الأمريكية بهدف التعريف بالثقافة السعودية من خلال فن الأزياء، مؤكدة على أهمية أن يروي السعوديون حكايتهم للعالم بأنفسهم.

ثقافة ملهمة

تستلهم أروى العماري تصاميمها من الفنون والثقافة السعودية بكل تنوعها، وتغذي هذا الإلهام بالاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى وزيارة المتاحف والمعارض الفنية. من أبرز القطع التي تعتز بها تصميم “المجلس”، المستوحى من مكان الاجتماعات التقليدي في الثقافة السعودية، والذي يعكس بعمق الأبعاد الاجتماعية والثقافية لهذا العنصر الهام في الموروث السعودي.

رؤية عالمية وعلامة “آرام”

منذ تأسيس علامتها التجارية “آرام”، وضعت أروى العماري نصب عينيها الوصول إلى العالمية. وقد تجلى ذلك في اختيار اسم العلامة التجارية، وهويتها البصرية، وجودة مجموعاتها التي تحكي قصصًا مستوحاة من التراث السعودي وتقدم بمعايير عالمية.

تؤمن العماري بأن الأزياء السعودية ذات اللمسة التراثية لديها فرصة كبيرة للانتشار عالميًا، وذلك من خلال تصدير الثقافة والتراث بأسلوب عصري، بالإضافة إلى إلهام المصممين العالميين للاستفادة من ثراء التراث السعودي. وتعتبر تجربة “التوكسيدو السعودي” المستوحى من “البشت” التقليدي مثالًا ناجحًا على هذا التوجه، حيث لاقى رواجًا واسعًا واعتمدته العديد من الشخصيات البارزة.

لذا تعد المصممة أروى العماري نموذجًا ملهمًا لكل مصمم سعودي يطمح إلى العالمية، وقد بدأت بالفعل تصاميمها تزين السجاد الأحمر وتلفت الأنظار بجودتها وروعتها، حاملة في طياتها قصصًا عن تاريخ وحضارة المملكة العربية السعودية.

الرابط المختصر :