يعد فن “القط العسيري” أو النقش، واحدًا من الفنون التشكيلية القديمة التي نشأت في منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية، وارتبط الفن باسم المنطقة منذ قديم الزمان.
ويرتبط هذا النوع من الفن بزخرفة المنازل من الداخل، وتنفذه السيدات بأشكال هندسية وتصاميم غاية في الروعة والجمال؛ حيث أدرجته منظمة اليونسكو ضمن التراث غير المادي عام 2017.
وقديمًا، كانت السعوديات يتعاونّ معًا لزخرفة المنازل من الداخل بهذا الفن، بما يعبر عن ذوق المرأة.
من جهته، أوضح إبراهيم الألمعي؛ فنان تشكيلي، أن فن القط، يعد أحد الفنون التشكيلية السعودية الخالصة، لافتًا إلى أن هذا النوع من الفنون استخدم لمئات السنين، ويعد هو الجد الأكبر لفن الجرافيتي المعروف الآن.
وكشف الألمعي أن فن القط يستخدم عدة أشكال هندسية من بينها المستطيل والمثلث، وغيرها من الأشكال الأخرى كالدوائر والمكعبات، وهو فن نسائي في الأساس، برعت فيه نساء عسير دون تعلم أو دراسة.
وأشار الألمعي إلى أن تسجيل فن “القط” ضمن قائمة التراث الخاصة باليونسكو، تبع من قيمته كفن قديم، مارسته نساء عسير منذ مئات السنين، وتفردن به دون غيرهن من نساء المملكة.
في السياق ذاته، يقول أحمد نيازي؛ الباحث المتخصص بفن القط، والمهتم بتوثيقه، إن فن القط العسيري لا يشبه غيره من فنون العالم، ويتم تنفيذه الآن عن طريق الاستعانة بالدهانات الحديثة، وهو ما يميز منطقة عسير عن غيرها من مناطق المملكة، كونه فن ضارب في القدم ويميز المنطقة، مشددًا على أن “القط” نقش جنوبي خاص بمنطقة عسير، ويعكس موروثها التاريخي، وكان ينفذ قديمًا باستخدام ألوان وعناصر من الطبيعة، ورسمته السعوديات منذ مئات السنين بفطرتهن دون تعلم أو دراسة.
وتعد فاطمة فايع الألمعي؛ واحدة من المحترفات في فن “القط”؛ إذ أخذت على عاتقها إحياء هذا الفن القديم، وافتتحت مركزًا لتدريب الفتيات على هذا الفن القديم.
وتقول مُدربة فن “القط”، إن فن القط يُعد أحد الفنون العسيرية الخالصة، مشيرة إلى أن منطقة عسير كانت ومازالت تشتهر بنقوشها الفريدة من فن القط.
وكشفت “الألمعي” أنها دشنت متحفًا للفنون التراثية الخاصة بالمرأة في عسير؛ لتوثق من خلالها مسيرة هذا الفن الرفيع عبر مراحله المختلفة، مشيرة إلى أن زوجها مرشدًا سياحيًا ومهتم بالتراث السعودي، وساعدها كثيرًا في تدشين هذا المتحف.
وأوضحت الألمعي أن فكرة تدشين المتحف راودتها قبل 14 عامًا، مشيرة إلى أن هناك إقبال كبير على زيارة المتحف من قبل وفود عربية وأجنبية، لافتة إلى أنها بادرت بتنظيم دورات تدريبية على فن القط للسعوديات، وخرجت عدة دُفعات من الفتيات والسيدات اللواتي يجدن فن القط.
