أثناء الحرب العالمية الثانية، جُندت مجموعة خاصة من قائدات الطائرات لقيادة الطائرة العسكرية الأمريكية. ومع تأسيس قيادة الطيران النسوي لخدمة القوة الجوية أو WASP. دخلت بطلات التحليق التاريخ من أوسع أبوابه. ولا زالت شجاعتهن ومساهماتهن وتضحياتهن مذكورة حتى يومنا هذا.
منبع الأفكار العظيمة
مع اقتراب حدوث الحرب العالمية الثانية، قدمت كل من “جاكلين كوتشران” –أول امرأة استطاعت نقل قاذفة قنابل عبر الأطلسي وكسرت حاجز الصوت عام 1953 – و“نانسي هاركنيس لاف” اقتراحين حول فكرة توظيف النساء لقيادة الطائرات للمهام غير القتالية بشكل مستقل لصالح القوات الجوية للجيش الأمريكي.
غير أن الاقتراحين رُفضا على الرغم من الدعم الذي قدمته لهما السيدة الأولى “إليانور روزفلت”.



بداية نشوء الكتيبة النسوية
بعد حادثة قصف ميناء بيرل، أدركت القوات الجوية للجيش الأمريكي الحاجة إلى المزيد من قائدي الطائرات وذلك في ظل افتقارهم لليد العاملة. وفي عام 1942 تأسس رسمياً سرب الطيران النسوي الاحتياطي WAFS وبدأ التدريب في مدينة ويلينغتون، تحت إشراف “نانسي هاركنيس لاف”، حيث تمكن WAFS من نقل طائرات المصنع إلى المطارات والموانئ.

ويجدر بالذكر أن في يونيو 1939 أسست الحكومة الأمريكية البرنامج التدريبي المدني CPTP الذي يزود تدريب الطيار في كافة أنحاء البلاد وسمح لامرأة واحدة كي تتدرب مقابل كل 10 رجال وتم تدريب 75 بالمائة منهم في طائرة جي-3 بايبر كاب .
كذلك في 1942 أسست “جاكلين كوتشران” سرية 319 لتدريب الطيران للنساء WFTD وأرسلت 28 مجندة إلى هيوستن –تكساس- في مطار ميونيسيبال.
وفي 1942-1943، اتحدت السريتان WAFS و WFTD وأصبحتا كتيبة قوة WASP “قيادة الطيران النسوي لخدمة القوة الجوية. حيث تدربت WASP في أفنجر فيلد في مدينة سويتووتر -تكساس-.

مع نشوء الكتيبة النسوية تقدمت نحو أكثر من 25.000 امرأة للانضمام إلى WASP، من بين المتقدمات، اختيرت 1830، امرأة فقط لتلقي التدريب، تخرجت منهن 1102، ولم يتبق منهن في الواجب سوى 916 عندما حلت المنظمة في ديسمبر عام 1944.
وبين الأعوام 1942 و1944، سجلت النساء أكثر من 60 مليون ميل جوي، فقد قدن كل الطائرات المطورة للحرب، ومنها بوينغ بي-17 مقاتلة أمريكية إستراتيجية ذات أربعة محركات وبي-29 الحاملة للقنابل، كما استطعن نقل نحو 12.650 طائرة من 78 نوعاً مختلفاُ.
تقرير الزي الرسمي
اشتملت البدلة الرسمية تنورة مناسبة مع حزام، تُلبس على قميص أبيض ورباط أسود. ويكتمل بارتداء البيريه والقفازات والمحفظة الجلدية السوداء.
مع شعار القوات الجوية الأمريكية AAF على الكم الأيسر، وشارة القيادة على الكتف. شعار WASP وشعار مروحة القوة الجوية الأمريكية يدبسا على طية صدر السترة، وترتدي أجنحة WASP الفضية فوق الجيب الأيسر، ويحمل البيريه درع الضباط على الجبهة.
أصبحت Fifinella المعروفة بFifi الرقعة التي توضع على جاكيت الطيران تلك الرقعة التي صُممت في استوديوهات والت ديزني، وكانت تصنع من الجلد أو القماش.
كما أن شخصية Fifinella الأصلية تمتلك أجنحة، وقد أُخذت عن كتاب “العفاريت” لمؤلفه روالد ديل، وهو طيارRAF ومؤلف بريطاني.


أما أزياء سانتياغو الرسمية الزرقاء تشتمل سترة أيزنهاور وسروال وقميص قطن ورباط أسود، مع قبعة أشبه بقبعة البيسبول وكانت العضوات يرتدينها قبل أن تتبناهن القوة الجوية الأمريكية بثلاث سنوات.
نساء بارزات
آن باومغارتنر كارل
أصبحت كارل في عام 1944 أول امرأة تقود طائرة مقاتلة أمريكية بيل Yp-59A.

نانسي باتسون كروز
لم تتمكن بسبب عطل إنزال مقدمة الطائرة على محرك مزدوج بي-38 ، غير أنها تعاملت مع المشكلة بشكل هادئ وهبطت دون أي حادثة.
بيتي غيليز
عندما انضمت إلى WASP في عام 1942 ، استطاعت أن تكتسب خبرة عمرها 14 سنة من الطيران.

لويس هايلي
كان لزاماً على هذه القائدة أن توقف فجأة طائرتها بي كيو-8 الموجهة باللاسلكي بعد أن أصابها عطب.. وعليها فقد تلقت إطراءً لتمكنها من هبوطها الطارئ على بطن طائرتها أي-24 .
إفلين شارب
لقيت حتفها في تحطم طائرة الملاحقة بي-38 عندما كانت في 24 من عمرها، حيث كانت وقت موتها قائدة سرب، والوحيدة التي حصلت على أعلى الشهادات التقديرية على ثلاث من رحلاتها من أصل خمسة، والتي لم تمنح لامرأة غيرها.
كورنيليا فورت
توفيت في مارس عام 1943 وهي أول امرأة تلقى حتفها أثناء الواجب الفعلي لصالح الولايات المتحدة.

السياسة المزدوجة
على خلاف نظرائهن من الذكور، اعتبرت منظمة WASP قائدات طيران للخدمة المدنية ولم يستلمن أي منافع عسكرية، وبعد كفاح طويل، منحت كل عضوات الهيئة بدلات العيش والتقاعد، كما تم منحهن رتبة عسكرية كاملة في عام 1977.
نجاح الطيران
أثناء الحرب العالمية الثانية، نفذت WASP خمسين بالمائة من عمليات نقل الطائرات المقاتلة الأمريكية. وفقدت ثمانية وثلاثون امرأة حياتهن أثناء الحرب.
استطاعت المنظمة بعد مشوارها ثبات أن قدرة قائدات الطيران تعادل قدرة الرجال. حيث فتحت إنجازاتهن الأبواب لإلهام الأجيال القادمة من النساء للوصول إلى ما بعد حدود الأدوار التقليدية.




















