تقول إحدى الخبراء، إن بالإمكان الإقلاع عن التدخين في أي وقت، وأن أي وقت يختاره المدخن لترك هذه العادة السيئة يُعتبر وقتًا مناسبًا، إلاّ أن تفشي جائحة كورونا وحلول الصحة العامة في دائرة الضوء خلال هذه الأزمة يشدّد على أهمية المسارعة الآن إلى الإقلاع عن التدخين.
كذلك، فإن شهر رمضان المبارك، يُعتبر وقت مثالي للإقلاع عن التدخين، نظرًا لأن على الصائمين تجنبه والامتناع عنه خلال ساعات النهار.
وتؤكّد خبيرة طبّ الرئة، وجود طرق عديدة لإقلاع المدخنين عن التدخين، وأن وقت الإقلاع عن هذه العادة لا يُعدّ مبكرًا أبدًا.
وقالت الدكتورة نيها سولانكي طبيبة الرئة في كليفلاند كلينك، "إن الإقلاع عن التدخين بمثابة رحلة، وأن الجميع قد قطع شوطًا ما في رحلته نحو ترك التدخين، مشيرة إلى أن بإمكان البعض التخلّص من هذه العادة من المحاولة الأولى، في حين يكافح آخرون جاهدين للتخلص منها. وحتى إذا أقلع المرء عن التدخين وعاد إليه، فمن المهم أن يستمر في المحاولة".
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يؤدي تعاطي التبغ إلى وفاة أكثر من 7 ملايين شخص كل عام، فيما يُتوفّى نحو 1.2 مليون شخص جرّاء التدخين السلبي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب التدخين الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وغيرها من العواقب السلبية الأخرى.
وتعرض الدكتورة سولانكي7 طرق لتقليل الرغبة الشديدة في التدخين والمساعدة في الإقلاع عنه، كما تشير إلى المنافع الصحية التي يمكن أن يتوقعها المرء عند إقلاعه عن التدخين.
[caption id="attachment_179689" align="alignnone" width="1016"] د. نيها سولانكي[/caption]
وتوصي الأشخاص بتحديد "موعد للإقلاع عن التدخين نهائيًا" ثم معرفة ما إذا كان بإمكانهم فعل هذا بحلول يوم الموعد. ويمكنهم إذا لم ينجحوا تجربة طريقة أخرى مثل العلاج ببدائل النيكوتين.
وتقول إن المدخنين غالبًا ما يبدأون العلاج ببديل النيكوتين؛ إذ تحلّ لصقات النيكوتين، مثلًا، محلّ النيكوتين الموجود في السجائر وتساعد في تخفيف الرغبة بالتدخين. وبمرور الوقت، تنخفض بالتدريج كمية النيكوتين في اللصقات.
أيضًا، السكاكر الصلبة أو قطع الجزر أو المصاصات يمكن أن تساعد في "إشغال فم المدخن" بوضع شيء آخر فيه غير السيجارة.
وتضيف: "عند ممارسة الرياضة، يفرز جسمك الإندورفين ويبدأ دمك في التدفق، وهو أمر رائع يمكن أن تفعله لتشتيت انتباهك عن التدخين عند شعورك برغبة ملحّة فيه، فممارسة الرياضة تُعدّ علاجًا جيدًا للتدخين".
ومع ذلك، تشير إلى أنه بمجرد التوقف عن التدخين، سيلاحظ المدخن تغيرًا إيجابيًا في صحته يشمل تحسّن وظائف الرئة، وانخفاضًا في السعال وفي عدد مرات الإصابة بضيق التنفس.
بمجرد توقف الشخص عن التدخين، تتحسن صحته بعدة طرق تتضمّن:
ـ انخفاض ضغط الدم ومعدل النبض. ـ ارتفاع درجة حرارة اليدين والقدمين. ـ عودة مستوى أول أكسيد الكربون في الدم إلى وضعه الطبيعي. ـ زيادة مستوى الأكسجين في الدم. ـ انخفاض مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان. ـ تحسّن القدرة على التذوّق والشم. ـ تحسّن الدورة الدموية. ـ انخفاض السعال واحتقان الجيوب الأنفية وضيق التنفس. ـ زيادة مستويات الطاقة. ـ تحسّن القدرة على التنفس.
وتوضح الدكتورة سولانكي بأن الحالة الصحية لرئة كل إنسان، تبدأ في التراجع مع التقدم في العمر، ولكن التراجع في صحة رئة المدخنين يحدث بطريقة متدهورة، مؤكدة أنهم يمتلكون القدرة لتحسين صحتهم بالتوقف عن هذه العادة.
وتضيف أن الشخص إذا حاول الإقلاع عن التدخين من دون جدوى في الماضي، فلا ينبغي له الشعور بالذنب، داعية المدخنين إلى إعادة تقييم خططهم وتكرار المحاولة، والتذكر بأن تكرار المحاولات "أمر جيد مهما كان سبب الإقلاع عن التدخين، سواء كنت تفعل ذلك لعائلتك أو لتحسين صحتك".
وانتهت الدكتورة سولانكي إلى أنه "أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه إقناع نفسك، وأنت الوحيد الذي تتحكم في ما تضعه في جسمك، وبالتالي فالإقلاع عن التدخين التزام عليك أن تؤديه لنفسك ولذاتك المستقبلية".
اقرا أيضًا: هل البوتكس يساعد في علاج الصداع النصفي؟.. «طبيب» يوضح