3 مدن عالمية وعربية خلَّدت آثارها قصص حب شهيرة

جدة - هند حجازي:

الحب سلطان المشاعر، لا يعرف قيودًا ولا حدودًا، ولا يقف أمامه أحد، قيلت فيه أبيات من الشعر، وخلَّدت ذكرى قصصه عبر التاريخ آثارًا لأساطير الحب التي روتها الروايات، ووقفنا على محراب حبهما، مثل: قيس وليلى، وعنترة وعبلة، وروميو وجوليت، منها قصص وقعت بالفعل، ومنها قصص تمت ترجمتها لتصبح بطلة أفلام عبر العصور، وتكون مثالاً للحب الحقيقي.

"الجوهرة" تجمع لكم أشهر 3 مدن توجد بها آثار لقصص أساطير الحب:

مدينة (أغرة) الهنديَّة

تقع على الضفة الجنوبية لنهر جُمنة، التي بني عليها قصر تاج محل، الذي بناه الإمبراطور المغولي (شاه جهان)؛ تخليدًا لذكرى زوجته الراحلة (أرجمند بانو)، بعد وفاتها أثناء ولادتها مولودها الرابع عشر.

دارت أحداث القصة في الهند عام 1607، حين رأى الأمير خرم ولي عهد الامبراطوريَّة، ذو الخمسة عشر ربيعًا، فتاة جميلة اسمها أرجمند بانو، في الرابعة عشرة من عمرها، فأُغرم بها، وطلب من والده الامبراطور جهانكير أن يخطبها له، ليتزوجا بعد خمسة أعوام.

وعلى الرغم من زواجه بثلاث فتيات، إلاَّ أن قلبه بقي ملكًا لأرجمند، فأطلق عليها اسم (ممتاز محل)، واصطحبها معه في كل غزواته وحروبه، وأنجبت له أربعة عشر أميرًا.

وبعد وفاة والدته، أُطلق عليه لقب شاه جهان (ملك العالم). وفي إحدى الغزوات، اضطر للذهاب إلى أفغانستان لمواجهة أحد حكام مدنها، مصطحبًا معه زوجته (ممتاز) التي كانت حاملاً في أشهرها الأخيرة.

لكن مشاق الرحلة أرهقتها، وعسَّرت ولادتها، ما أدّى إلى احتضارها بالقرب من زوجها الذي غرق في دموعه.

وأوصته بأمرين، الأول: ألاَّ يتزوج بعدها لكي لا تنجب أطفالاً فيتصارعوا مع أولادها على العرش، والثاني: أن يشيّد لها ضريحًا فريدًا يخلّدها للأبد، واعتكف الامبراطور بعد وفاتها مدة طويلة حزنًا عليها فصار هزيلاً ومحني القامة.

وحينها بعث رسله إلى كل أصقاع الأرض، لجلب أجود المهندسين والفنانين، لبناء أعظم ضريح تاج محل لزوجته الراحلة، وعند وفاته دفن بالقرب من زوجته في الضريح ذاته.

مدينة القصيم في السعودية

القصيم تقع في قلب شبه الجزيرة العربيَّة بالسعوديّة، تحتوى على أثر خلَّد قصة حب أسطوريَّة، وهو صخرة عنترة بن شداد، تقع على بعد كيلومترين شمال غرب مركز غاف الجواء، ويوجد عليها العديد من رسوم الحيوانات، والنقوش الثمودية والنبطية، بالقرب من قصيباء بالقصيم، وكان يلتقى عندها الفارس والشاعر عنترة بن شداد بمحبوبته عبلة.

وكان لقائهما عند سفوح جبال قو، حاليًّا قصيباء، وصفها عنترة في مطلع معلقته؛ حيث قال:

كأنَّ السَّرَايا بينَ قوٍ وقارَّةٍ  *** عصائبُ طيرٍ ينتَحِينَ لمشَرَبِ

وقصة عنترة بن شداد وعبلة:

نشأ عنترة في أحضان بني عبس، وكان أسود اللون، صلب العظام، كان إذا نظر تطاير من أحداقه الشرر.

كبر الفتى واشتد حتى ذاع صيته، وسمع به الملك زهير، فأمر بإحضاره وكان عمره أربعة أعوام.

وكان شديد البطش، حتى ضاق والده به وأعطاه قطيعًا من الأغنام، وكان للملك زهير ولد اسمه (شاس)، ذو بأس وقوة، وله عبد يُسمَّى راجي، طويل القامة، شديد السواد، وكان لبني عبس، أحسن غدير في البلاد (آصاد).

وذات يوم اجتمع الرعاة والأرامل والأيتام، ووقف (راجي) يسقي إبل سيده، فتقدمت منه عجوز ذات نعمة، واستأذنه لتسقي غنماتها، فلطمها حتى وقعت على ظهرها، وتكشف عورتها للرجال! فصاح به عنترة قائلاً: ويلك! كيف تفضح الأحرار؟! فهجم عليه العبد ولطمه، فأمسك عنترة بالعبد وألقاه على الأرض، ثم ضربه، فهجم عليه العبيد ولم يصلوا إليه، وعفا عنه الملك؛ لأنه كان يدافع عن العرض.

وعاد للحي، وانتشرخبره في القبيلة، فأحاطت به النساء والبنات، وكان بينهن عبلة بنت عمِّه (مالك)، وكانت أجمل من القمر تمازحه.

وقع عنترة في شباكها، وكتب عنها الأشعار، تقدَّم لخطبتها فرفض عمُّه؛ لأنه أسود، وطلب منه ألف ناقة مهرًا لها، فأحضرها عنترة، ولكن عمَّه لم يرضَ، وأشاع بين فرسان القبائل أن رأس عنترة هو مهر عبلة، ولكن عنترة تغلب عليهم جميعًا في البداية، وخسر في النهاية، وقضى حياته يتغزل فيها.

وتزوجت فارسًا أبيض اللون، وظل هو بقية حياته يحبها ويحن لها.

شاطئ مدينة باتومي في جورجيا

باتومي مدينة مزدوجة، تتحلَّى بطبيعة جبليَّة، ساحلية على البحر الأسود؛ تُعدُّ مصيف جورجيا الأول، وهي عاصمة إقليم إدجارا، والعاصمة الثانية لجورجيا بعد تبليسي.

مناخها شبه إستوائي، ولها ميناء مركزي. ولها معالم أثرية الطبيعية.

وهي تُخلّد قصة حب تاريخيَّة (تمثال متحرك لعاشقين يقبِّلان بعضهما، ثم يتوحدان، ثم يفترقان، ويلتقيان مرة أخرى).

«علي ونينو»، قصة عشق تحولت إلى فيلم يخلد ذكراهما، بتمثال من الأسلاك الفولاذية على شكل حلقات مفرغة، بشاطئ باتومي لؤلؤة البحر الأسود؛ لتشكل جسدي رجلٍ وامرأة دون ملامح واضحة عند غروب الشمس.

وتعود قصة «علي ونينو» إلى رجل أرستقراطي أذربيجاني علي خان مسلم، أحب الأميرة الجورجية نينو، وهي مسيحيَّة، جمعهما الحب، وفرَّقهما القدر.