قصة حب عميقة لـالمملكة العربية السعودية وشعبها وثقافتها، تلك التي عبرت عنها المواطنة الأمريكية جنيفر روث دراكوليس. مديرة القبول في كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال (MBSC). حتى حصلت على الجنسية السعودية بعد 38 عامًا قضتها في أحضان المملكة.
وتعكس هذه القصة تحولًا شخصيًا عميقًا، كما تكشف عن شغف جنيفر بالسعودية، التي عايشت فيها تغيرات جذرية، أثرت في مسار حياتها المهني والشخصي.
بداية رحلة جنيفر روث دراكوليس بالمملكة
بدأت رحلة جنيفر في المملكة عام 1987، بعد زواجها من الشاب السعودي محمد خوقير. الذي التقته في أثناء دراستها العليا في الولايات المتحدة عام 1986. استقرت العائلة في مدينة جدة، حيث شهدت عام 1990 ولادة ابنتها الكبرى مشاعل. وخلال السنوات الأولى، انخرطت جنيفر في المجال التعليمي، إذ عملت لمدة سبع سنوات في المدرسة الأمريكية. ثم انتقلت لتدريس اللغة الإنجليزية في مدارس دار الفكر الأهلية للبنات لمدة سبع سنوات أخرى.
وفي عام 2004، اتجهت جنيفر إلى التعليم العالي، إذ عملت مستشارة أكاديمية في كلية عفت (جامعة عفت لاحقًا). فيما تدرجت في المناصب لتصبح مسجلة الكلية ثم مديرة القبول. قضت جنيفر 14 عامًا في جامعة عفت. قبل أن تنتقل في عام 2017 لتتولى منصب مديرة القبول في كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال. وتخطط جنيفر للتقاعد في نوفمبر القادم. مؤكدة أنها لا تنوي مغادرة المملكة، معبرة عن حبها العميق للثقافة السعودية التي وصفتها بالأكثر كرمًا وترحيبًا. حسبما أوضحت خلال حديثها لصحيفة “الشرق الأوسط“
رحلة مهنية وشخصية في قلب السعودية
تعتبر جنيفر نفسها محظوظة لقدرتها على التنقل بين الولايات المتحدة والمملكة لزيارة عائلتها على مدى الـ 38 عامًا الماضية. كما تؤكد أنها لم تواجه أي صعوبات في العمل ضمن بيئة عمل مختلطة. وتعرب عن فخرها بجنسيتها المزدوجة، كونها أمريكية الأصل وسعودية الانتماء، مشددة على أنها ربت أطفالها الثلاثة في المملكة، ورسخت فيهم مفهوم أن السعودية هي وطنهم. وتفتخر أيضًا بوجود ثلاثة أصهار سعوديين وأحفادها في المملكة.
لقد أسهمت تجارب جنيفر المهنية المتنوعة في إثراء مسيرتها. فقد أكسبها عملها في المدرسة الأمريكية المعرفة والخبرة، بينما أتاح لها التدريس في مدارس دار الفكر فرصة التعرف على شابات من عائلات مرموقة، ومن ضمنهن زوجة الأمير محمد بن سلمان. وفي جامعة عفت، تشرفت بالعمل مع الأميرات لولوة الفيصل ونورة تركي الفيصل، ولقاء الملكة رانيا ملكة الأردن. كما تثمن جنيفر توجيهات الدكتورة هيفاء جمل الليل التي تعتبرها مصدر إلهام لنساء السعودية.
ثقافة الضيافة والتغيير الجذري
تصف جنيفر الثقافة السعودية بأنها ثقافة يجب أن تكون نموذجًا للعالم أجمع، مشيرة إلى كرم الضيافة والترحيب بالأجانب والعطاء كجزء لا يتجزأ من الحياة اليومية في المملكة. وتؤكد أنها لم ترَ مثل هذا الترحيب في أي مكان آخر، بما في ذلك موطنها الأصلي الولايات المتحدة.
شهدت جنيفر على مدى 38 عامًا تحولًا جذريًا في المملكة، خاصة فيما يتعلق بتمكين المرأة. ففي جامعة عفت، رأت أبوابًا جديدة تفتح أمام النساء في مجالات ريادة الأعمال والهندسة والعمارة. ومع انتقالها إلى كلية الأمير محمد بن سلمان، شاركت في رؤية 2030 التي أتاحت للنساء والرجال قيادة البلاد.
وتؤكد جنيفر أن التغيير الشامل بدأ في عام 2018، مع السماح للنساء بالقيادة وتولي أدوار قيادية لم تكن متاحة من قبل. وتشدد على أن رؤية 2030 أحدثت تغييرات رائعة للشباب والشابات، ودفعت بالبلاد نحو تحقيق أهدافها وأحلامها في مختلف المجالات. وتشير إلى أن هذا التغيير الجذري والمستمر، الذي تراه يوميًا، يعزز شغف أبنائها بتحقيق طموحاتهم.