كشف بحث جديد عن وجود علاقة مقلقة بين الحزن وفقدان الذاكرة لدى كبار السن؛ إذ أظهرت الدراسة أن أعراض الاكتئاب وضعف الذاكرة يتغذيان على بعضهما البعض؛ما يصنع حلقة مفرغة من التدهور المعرفي والعاطفي.
العلاقة بين الحزن وفقدان الذاكرة
نُشرت نتائج البحث في مجلة “JAMA Network Open”، وتناولت تحليل بيانات 548 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 65 و85 عامًا على مدار 16 عامًا، وخلال هذه الفترة خضع المشاركون لتقييمات منتظمة لـ أعراض الاكتئاب وأداء الذاكرة والطلاقة اللفظية.
العلاقة بين الحزن وفقدان الذاكرة
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض اكتئابية سجلوا أداءً أسوأ في اختبارات الذاكرة والطلاقة اللفظية.
أعراض اكتئابية أكثر
ولكن اللافت للانتباه في الدراسة هو أن العلاقة لم تكن أحادية الاتجاه، بل تبادلية؛ فمع مرور الوقت شهد الأشخاص الذين بدأوا الدراسة بأعراض اكتئابية أكثر معدلًا أسرع في فقدان الذاكرة مقارنة بمن لم يعانوا من تلك الأعراض.
في المقابل تنبأت وظيفة الذاكرة الأولية الضعيفة بزيادة أكبر في أعراض الاكتئاب لاحقًا، ويشير هذا إلى وجود حلقة مفرغة؛ إذ أن الاكتئاب يؤدي إلى تسريع تراجع الذاكرة، وفقدان الذاكرة بدوره يؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب.
العلاقة بين الحزن وفقدان الذاكرة
الاهتمام بالصحة العقلية لكبار السن
ووُجدت هذه العلاقة قوية بشكل خاص مع الذاكرة، بينما كانت أقل وضوحًا مع الطلاقة اللفظية، ويعتقد الباحثون أن ذلك قد يكون ناتجًا عن اختلاف مناطق الدماغ والعمليات المعرفية المرتبطة بهاتين القدرتين، بالإضافة إلى أن الطلاقة اللفظية تميل إلى الانخفاض بشكل أبطأ مع تقدم العمر.
وتقدم هذه النتائج دليلًا على أهمية الاهتمام بالصحة العقلية لكبار السن؛ إذ قد يكون الاكتئاب عاملًا رئيسيًا في تسريع التدهور المعرفي، وذلك يؤكد ضرورة التشخيص المبكر للاكتئاب وعلاجه، وتقديم الدعم النفسي لكبار السن، وتعزيز نمط حياة صحي يشمل النشاط البدني والتواصل الاجتماعي والتغذية الجيدة.
العلاقة بين الحزن وفقدان الذاكرة
وعلى الرغم من أن تقدم العمر أمر لا مفر منه فإن الحفاظ على صحة الدماغ والذاكرة ممكن من خلال اتباع نهج شامل يجمع بين الرعاية الصحية الجسدية والنفسية.
اقرأ أيضًا: قابلة للارتداء.. أجهزة إلكترونية تتنبأ بوهن الشيخوخة قبل 6 سنوات