21" نوفمبر" اليوم العالمي للتلفاز.. تاريخ تطوره ومتى كان عصره الذهبي؟

جدة - هند حجازي التلفاز جهازٌ من أهمِّ الاختراعات التي تُعتبر من الإنجازات المذهلة، وترتَّب عليه عدَّة صناعات، وتطوَّر بصورة سريعة، وأصبح من ضرورات الحياة، فمن خلاله نتعرَّف على ثقافات العالم، وعبر شاشته تجد نفسك تجول العالم عبر أزمنة مختلفة. وفي يومي 21 و22 نوفمبر 1996، عقدت الأمم المتحدة أوَّل منتدى عالمي للتلفزيون؛ حيث التقى كبار شخصيَّات وسائط الإعلام تحت رعاية الأمم المتحدة؛ لمناقشة الأهميَّة المتزايدة للتلفزيون في عالم اليوم، وللنظر في كيفيَّة تعزيز تعاونهم المتبادل. ولذلك قرَّرت الجمعيَّة العامَّة اعتبار يوم 21 نوفمبر من كل عام يومًا عالميًّا للتلفزيون، احتفالاً بذكرى اليوم الذي انعقد فيه أوَّل منتدى عالمي للتلفزيون. يعود تاريخ التلفزيون إلى عام 1884، عندما اخترع الألماني بول نيبكو؛ قرصًا ميكانيكيًّا دوَّارًا، بفتحات صغيرة منظمة، في شكلٍ حلزونيٍّ، عندما يتمُّ تسليط الضوء عليها يتسرَّب الضوء من الفتحات ليُعطي إحساسًا سريعًا بحركة الصور المسجَّلة على هذا القرص. وفتح قرص "نيبكو" المجال أمام المخترعين للتفكير في إمكانية نقل الصور بطريقة ميكانيكيَّة عبر الأسلاك إلى مكان آخر. وأصبح هذا القرص هو أساس التجارب التالية لتطوير تكنولوجيا نقل الصور المتحركة من مكان إلى آخر، سواء عن طريق الأسلاك، أو باستخدام الموجات الهوائيَّة. ويعود الفضل في اختراع التلفاز الميكانيكي لعدَّة مخترعين، وهم كما يلي: - المخترع الألماني بول جوتليب نيبكو؛ والذي استطاع اختراع قرص دوَّار عام 1884م؛ من أجل نقل الصور عبر الأسلاك؛ حيث يعود الفضل لـ"نيبكو" في اكتشاف مبدأ المسح التلفزيوني. - تمكَّن جون لوجي بيرد؛ في عشرينيَّات القرن العشرين، من الحصول على براءة اختراع لفكرة استخدام نظام قضبان شفافة، من أجل نقل الصور إلى التلفاز؛ حيث استند على فكرة قرص المسح الضوئي لشركة نيبكو في التكنولوجيا الخاصَّة به. - اخترع تشارلز فرانسيس جنكينز نظامًا تلفزيونيًّا ميكانيكيًّا أُطلق عليه Radiovision، والذي يستطيع نقل صور ظليَّة متحركة عام 1923م، كما استطاع فتح أوَّل محطة إذاعيَّة تلفزيونيَّة في الولايات المتحدة الأمريكيَّة، وكانت باسم W3XK. • مرحلة التلفاز الإلكتروني من روّاد العالم الذين ساهموا في اختراع التلفاز الإلكتروني ما يلي: - العالم الألماني كارل فرديناند براون؛ استطاع اختراع أنبوب أشعة الكاثود عام 1897م؛ حيث ساهم هذا الأنبوب في خلق الصور في جهاز التلفاز؛ بحيث يتمكَّن المشاهد من رؤيتها. - استطاع العالم الأمريكي فيلو فارنزوورث؛ عام 1927م، نقل أوَّل صورة تلفزيونيَّة ضمَّت ستين خطًا أفقيًّا، كما طوَّر أنبوب dissector الذي يُعتبر أساس جميع الأجهزة الإلكترونيَّة الحاليَّة. - اخترع العالم الروسي فلاديمير زوريكين؛ أنبوبًا محسنًا من أشعة الكاثود عام 1929م؛ حيث أضاف نظامًا يحتوي على جميع الميزات التي شكَّلت أجهزة التلفاز. • مرحلة التلفاز الملوَّن تمَّ اقتراح تقنية إنتاج التلفاز الملوَّن عام 1904م، وتمَّ عرضه من قِبل المخترع جون لوجي بيرد عام 1928م، حسب نظام التلفاز الأبيض والأسود الذي اخترعه، واعتمد الطريقة الميكانيكيَّة، بالإضافة إلى استخدامه قرص المسح "نيبكو" مع ثلاث حلزونات، وفي عام 1940م استطاع باحثو CBS، بقيادة المهندس الهنغاري بيتر جولدمارك؛ استخدام تصاميم بيرد لتطوير مفهوم التلفاز الملوَّن الميكانيكي، والذي يمكنه إعادة إنتاج اللون الذي تراه عدسة الكاميرا.

• مرحلة تطوُّر نظام الأسلاك ساهم تطوُّر نظام الأسلاك (Cable) في اختيار العشرات والمئات من القنوات التلفزيونيَّة التي يمكن مشاهدتها، كما ساعدت الهوائيَّات الكبيرة التي وُضعت في أماكن مرتفعة على زيادة فرصة تلقّي كلِّ القنوات المتاحة في المدينة، وبحلول عام 1960م، تمَّ الحصول على ما يقارب 640 نظامًا من أنظمة التلفاز الهوائي المجتمعي. • مرحلة التلفاز الرقمي بدأت أجهزة التلفاز تلقي برامج عبر إشارات تمثيليَّة مصنوعة من موجات الراديو؛ حيث وصلت الإشارة التناظريَّة إلى أجهزة التلفاز عبر موجات الأثير، أو الأسلاك، واستطاع هذا النظام الصمود لأكثر من ستين عامًا رغم امتلاكه العديد من العيوب، مثل: قلَّة جودة الصور، وازدياد حجم الأجهزة. • مرحلة التلفاز عالي الدقة تمّ إنتاج التلفاز عالي الدقة، أو التلفاز عالي الوضوح HDTV، والذي ساهم في تزويد المشاهد بتجربةٍ ثلاثيَّة الأبعاد، وامتاز هذا الجهاز بأنَّه ذو دقة أعلى من أنظمة التلفاز القياسيَّة، وأصبح متاحًا عام 1998م وكان باهظ الثمن في البداية، إلاَّ أنَّه كحال معظم التقنيات الجديدة، انخفض سعره بشكلٍ كبير خلال السنوات القليلة الماضية؛ ليصبح في متناول الجميع.

حقبة الخمسينيَّات "العصر الذهبي" للتلفزيون تُعد بريطانيا هي أوَّل مَن دشَّن خدمة البث التلفزيوني المنتظم في عام 1936، من خلال هيئة الإذاعة البريطانية BBC، التي تُعتبر أيضًا أولى مؤسَّسات التلفزة التي تُقدِّم التصوير والبث الحي من خارج الاستوديوهات المغلقة. وبدأ البث التلفزيوني في بغداد بتاريخ 1/5/1956، ويُعتبر بهذا التلفزيون العراقي أولى محطات التلفزيون الناطقة باللغة العربيَّة في العالم على الإطلاق، بعدها جاء التلفزيون الجزائري في نهاية شهر ديسمبر عام 1956 إبان الفترة الاستعمارية. وفي لبنان، وُضع حجر الأساس لمبنى التلفزيون الرسمي في عام 1957، لكن إنجاز المشروع تأخر ليبدأ البث في مايو 1959. وفي العام نفسه، وقّعت مصر اتفاقية مع «صوت أميركا» لتزويدها شبكة إرسال تلفزيونية وتدريب كوادرها الإعلامية، وفي يوليو عام 1960 امتلكت مصر قناة تلفزيونية، واللافت أن القناة هي الرابعة على مستوى العالم العربي بعد قنوات «أرامكو» وبغداد وبيروت. وكانت الكويت أول دولة خليجية تؤسس محطة تلفزيونية رسمية، وبدأ إرسال هذه المحطة في الخامس عشر (نوفمبر) 1961، وكان بثها يلتقط في بقية أقطار الخليج بوضوح في الأوقات التي تشتد فيها الرطوبة صيفًا. وأنشأت الكويت، في عام ،1969 محطة إرسال تلفزيوني في دبي تحت اسم «تلفزيون الكويت من دبي». وقبل سنوات طويلة من انطلاق التلفزيون الرسمي، عرفت الكويت بثًا تلفزيونيًا خاصًا على نطاق محدود.

والتلفاز من أهم وسائل الإعلام، وله دور في صناعة الرأي العام للشعوب ، ولكنه مثل أي تكنولوجيا لها أضرار. ومن أضرار التلفزيون: المكوث لوقت طويل أمام التلفاز أكثر من 6 ساعات متواصلة خلال اليوم له مضار عدَّة مثل: - يؤدِّي إلى الكسل والخمول وتضييع الوقت. - تعب العيون والإصابة بالقصر أو الانحراف أو الجفاف. - تقليد الطفل للمشاهد غير الجيدة التي قد يشاهدها في التلفاز، وخاصَّةً عند غياب دور الأهل في المراقبة والمتابعة لهم. وأخيرًا، في زمننا الحالي لم يصبح لجهاز التلفزيون أهميَّة كبيرة مع وجود شاشات الجوال، والتابلت، وغيرها من الأجهزة معتمدة على تقنية نقل الصورة والصوت وسهولة التنقل به، وهي لها نفس المضار وأكثر، وهذا يعتمد على الطريقة السليمة لاستخدامها.