تعد الغدة الدرقية، التي تقع في الجزء السفلي من الرقبة وتتشابه في شكلها مع الفراشة، من الغدد الحيوية المسؤولة عن إفراز هرمون الغدة الدرقية الذي ينظم عمل العديد من أعضاء الجسم. ويؤدي أي خلل في توازن هذا الهرمون إلى اضطرابات تؤثر في القلب والأعضاء الأخرى.
ومن أكثر أمراض الغدة الدرقية شيوعًا مرض هاشيموتو، أو ما يعرف بـ “التهاب الغدة الدرقية المزمن المناعي”، وهو اضطراب مناعي ذاتي يؤدي إلى مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الغدة؛ ما يسبب انخفاضًا في إنتاج الهرمون. وغالبًا ما يصيب النساء في منتصف العمر، إلا أنه يمكن أن يظهر في مختلف الأعمار ولدى الجنسين.
أعراض مرض “هاشيموتو”
بحسب “npistanbul” تختلف أعراض مرض هاشيموتو من شخص إلى آخر، وقد تتطور تدريجيًا على مدى سنوات. ومن أبرز الأعراض التي تم رصدها:
- زيادة في الوزن وصعوبة فقدانه.
- الإمساك المزمن.
- تغير في نبرة الصوت.
- الشعور الدائم بالتعب والبرد.
- جفاف الجلد وتساقط الشعر.
- انتفاخ الوجه وتورم المنطقة أسفل العينين.
- بطء في الحركة وضعف التركيز والذاكرة.
- اضطرابات النطق ومشاكل في التركيز.
- اكتئاب وتهيج عصبي.
- عدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء.
- تضخم اللسان.
- انخفاض معدل ضربات القلب.
وفي الحالات المتقدمة تظهر أعراض إضافية، مثل: انخفاض الصوديوم في الدم، واضطرابات التنفس أثناء النوم، وارتفاع الكوليسترول، وتكون السوائل حول القلب أو الرئتين، إلى جانب إفراز الحليب من الثدي خارج فترات الرضاعة.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بمرض “هاشيموتو”
توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بمرض هاشيموتو، من أبرزها:
- العامل الوراثي ووجود تاريخ عائلي للمرض.
- النساء أثناء الحمل أو بعد الولادة.
- منتصف العمر؛ حيث تزداد الحالات في هذه الفئة.
- الأمراض المناعية الأخرى.
- التدخين.
- انقطاع الطمث المبكر.
- أمراض الكبد.
يذكر أن خطر الإصابة لدى النساء أعلى بسبع إلى ثماني مرات مقارنة بالرجال، كما ينصح بمراقبة الحالة الصحية للنساء اللواتي يعانين من الإجهاض المتكرر، أو ارتفاع البرولاكتين، أو الكوليسترول المرتفع، أو فقر الدم.
تشخيص مرض هاشيموتو
عادةً ما يلجأ المريض إلى الطبيب بعد ملاحظة أعراض، مثل: التعب الشديد، أو الإمساك، أو تساقط الشعر، أو تورم الوجه. ويجري الطبيب فحوصات دم لقياس مستوى هرمونات الغدة الدرقية والأجسام المضادة في الدم.
وفي حالة انخفاض مستوى الهرمونات يتم تشخيص الحالة بقصور الغدة الدرقية الناتج عن مرض هاشيموتو.
وينصح الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض أو سبق تعرضهم لعلاج إشعاعي في الرأس أو الرقبة بمراجعة طبيب الغدد الصماء بانتظام. كما يجب متابعة الحالة بشكل دوري لمن خضعوا لجراحة الغدة أو يتناولون أدوية الغدة الدرقية.
طرق علاج مرض “هاشيموتو”
يرتكز علاج مرض هاشيموتو على العلاج الدوائي باستخدام الهرمونات التعويضية، وهي أدوية تحتوي على هرمونات صناعية تشبه هرمون الغدة الدرقية الطبيعي، تستخدم عادةً على معدة فارغة صباحًا.
ويهدف العلاج إلى تعويض النقص الهرموني وتحسين الأعراض. وغالبًا ما يحتاج المريض إلى استخدام الدواء مدى الحياة مع متابعة دورية لمستويات الهرمونات في الدم كل شهرين تقريبًا لتعديل الجرعات عند الحاجة.
كما ينصح المريض باتباع نمط حياة صحي يشمل: ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، والحفاظ على الوزن المثالي.
وفي بعض الحالات قد يصاب المريض باكتئاب نتيجة التغيرات الهرمونية وقصور النشاط الذهني والعاطفي، وهنا يفضل استشارة طبيب نفسي متخصص للمساعدة على تجاوز الأعراض النفسية المصاحبة.
في النهاية يعد مرض هاشيموتو من الاضطرابات المزمنة التي يمكن التعايش معها بسهولة من خلال العلاج المنتظم والمتابعة الطبية الدورية.
والتشخيص المبكر واتباع إرشادات الطبيب بدقة يضمنان السيطرة على الأعراض والحفاظ على جودة الحياة.
الرابط المختصر :






















