كيف تكسبين ثقة نجلك المراهق؟

تعرف فترة المراهقة بأنها فترة التحوّلات، ويبدأ خلالها تحّول المراهق من مرحلة الطفولة إلى مرحلة جديدة تضعه على أعتاب الرجولة.

وتعاني الأسر العربية من التأقلم مع طبيعة التغيرات التي يمر بها أبنائهم في هذه المرحلة، ولا يستطيع البعض التجاوب مع التغيرات المزاجية التي ترافق طبيعة هذه المرحلة.

ومن بين تلك التغيرات، التي تطرأ على المراهق، العصبية الشديدة التي تنتابه، ورغبته في أن يُصبح سيد قراره، فلا يسأله أحد عن تصرفاته أو تأخره في العودة للمنزل، وهو ماقد يواجهه أولياء الأمور بعنفٍ، يزيد الأمور سواًء.

من جهته، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن فترة المراهقة من المراحل العمرية التي تحتاج إلى معاملة من نوعٍ خاص، لافتًا إلى أن المراهق في المجتمعات العربية يكون أكثر ميلًا للعنف، وتحدّي الأسرة.

وشدد استشاري الطب النفسي، على ضرورة تفهّم أولياء الأمور لطبيعة مرحلة المراهقة، والتحّولات النفسية والجسدية التي يتعرض لها المراهق، لافتًا إلى أن الأم لها دورًا كبيرًا في تفادي الصدام مع الأسرة خلال هذه المرحلة العمرية.

وأشار فرويز إلى أن الأم تمثل مصدر الحنان والآمان بالنسبة للمراهق، الذي يُودّع الطفولة، ويتحسس أول طريق المراهقة ومن ثم الرجولة، فالمراهق بطبيعة الحال يثق في والدته، ويراها مصدرًا للحماية من عقاب الأب في حال ارتكب ما يستحق العقاب.

وأشار استشاري الطب النفسي إلى أن الأم بإمكانها أن تساعد نجلها على تفادي الآثار الجانبية للتحوّل من مرحلة الطفولة إلى المراهقة، بأن تدعم نجلها، وتكون إلى جواره كمرشد أمين، يثق المراهق برأيه، ويستشيره في كافة أموره.

وفي حال لم يبدأ المراهق بالحديث عن مشكلاته أو مخاوفه، فعلى الأم أن تبادر هي بالحديث إليه وطمأنته، وشرح ملامح مرحلة المراهقة بطريقةٍ مبسطة يسهل فهمها.

بدورها، أكدت الدكتورة إيمان دويدار؛ استشاري الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، أن التحّول من مرحلة الطفولة للمراهقة، تعد واحدة من التحوّلات التي يمر بها الإنسان على مدار مراحل عمره، مؤكدة على أن المراهق يكون وقتها في أمس الحاجة لعون الأسرة، وخاصة والدته.

وأوضحت دويدار أن الأم في الأسرة تمثل ملاذ الآمان للمراهق، فهي من تدافع عنه باستمرار، وتراه ناجحًا، ودائمًا ما تشجعه على المزيد من التقدّم والنجاح؛ لذا عليها أن تصادق نجلها أكثر خلال هذه المرحلة العُمرية الهامة.

وأكدت استشاري الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، على أن بعض المراهقين، قد يلجأون للتمرد على سُلطات الأب، باعتباره هو حاكم الأسرة، انطلاقًا من إحساسهم بأنهم أصبحوا رجالًا، ولا يجب أن يخضعوا لسلطة الأب، بالتالي تكون الأم هي أقرب صديقة لنجلها المراهق.

وطالبت دويدار الأمهات في الوطن العربي بالوقوف إلى جانب أبنائهن، ودعمهم، حتى تمر تلك المرحلة الصعبة من حياتهم بسلام.