كيف تحتوي غضب المراهق؟

تعد فترة المراهقة من أصعب المراحل العُمرية التي تواجه الأسرة والمراهق على حدٍ سواء، وفيها يتعرض المراهق أو المراهقة لعدة تغيرات نفسية وجسدية، ويحاول المراهق خلال تلك المرحلة العُمرية أن يستقل عن الأسرة بكل الطرق؛ متخيلًا أنه أصبح رجلًا، وأصبح باستطاعته العيش وحيدًا وبعيدًا عن الأسرة. ومن بين التحدّيات التي تواجه الآباء عند التعامل مع المراهقين، نوبات الغضب التي تصيب المراهقين من آن لآخر، ومحاولة الأسرة السيطرة على تلك النوبات، قد تصل في بعض الأحيان إلى حد إيذاء النفس والمحيطين به؛ لذلك بات من الضروري أن تتعلم الأسرة كيفية احتواء غضب المراهق، منعه من إيذاء نفسه والمحيطين. الأسباب تتعدد أسباب غضب المراهقين، وتحولهم للسلوك العدواني، سواء كان لفظي أو جسدي، والسلوك العدواني للمراهقين على قدر خطورته، إلا أنه قد يكون بمثابة نذير حول وجود مشكلة نفسية أو جسدية لدى المراهق، وبالتالي الغضب هنا مؤشر على مشكلة أكبر منه. من جهتها، تقول الدكتورة إيمان دويدار؛ استشارية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين؛ إن مشكلة غضب المراهقين قد تنجم عن مرورهم لتحولات نفسية وجسدية، تزامنًا مع المرور بالتحولات النفسية الخاصة بمرحلة المراهقة.كيف نساعد المراهقين أكدت استشارية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين أن الأسرة عليها أن تحتوي غضب المراهق، ولا تتعامل معه على أنه غضب حقيقي، وتتصرف على هذا الأساس؛ لذا فعلى الأسرة أن تتناقش مع المراهق، وتعلمه كيفية التحكم في مشاعره، واحتواء غضبه، وأن تدعمه وتُقدّم له الدعم اللازم بطرقٍ إيجابية، كما أن الأب والأم يُقدّمان لنجلهما المراهق المثال والقدوة؛ لذا يجب عليهما أن يحرصا كل الحرص على أن يكونا بالقرب من نجلهما المراهق، وأن يقدما له القدوة الحسنة. وتابعت دويدار: "على الأسرة أن توجه أبنائها المراهقين؛ للتعبير عن أنفسهم، وعدم ترك أنفسهم للغضب، فالغضب ليس خطأ ولكن من المهم البحث عن طريقة صحيحة للتعبير عما يشعر به المراهق. وأشارت استشارية الصحة النفسية إلى أن إدمان الألعاب الإلكترونية، وحب العزلة، والبعد عن الأسرة والأصدقاء، تعد من بين العوامل التي تشعل فتيل الغضب لدى المراهقين، وفيها يتعرضون لتغيرات جسمانية من تغير بنبضات القلب، واحمرار الوجه، ويكونون على استعداد تام للدخول في شجار في حال طالبهم أحد الوالدين بالتوقف عن اللعب. التحكم في الغضب وكشفت دويدار أن هناك العديد من الطرق للتحكم بالغضب، من بينها ممارسة التمارين الرياضية، وتناول طعام صحي، وتنظيم الوقت؛ لاختيار أوقات محددة للألعاب الإلكترونية، وغيرها من الأنشطة التي يقبل عليها المراهقين. وأشارت استشارية الصحة النفسية إلى أن الأسرة عليها احتواء غضب نجلها المراهق، خلال مروره بنوبة الغضب، وتركه حتى يهدأ أولًا، ومن ثم مناقشته ومحاولة التعرف على سبب غضبه، واحتواء موجة الغضب.