صحتك بعد سن الأربعين

تُمثل المرحلة ما بعد سن الأربعين وارتباطها بمصطلح "سن اليأس" هاجسًا كبيرًا يثير القلق في نفوس السيدات اللواتي أوشكن على دخول تلك المرحلة أو اللواتي تخطينها ولاحظنَ بعض التغيرات الجسدية والصحية والنفسية الناتجة بالأساس من انقطاع الطمث وانخفاض معدل هرمون الأستروجين الأنثوي بالجسم.

في السطور التالية، يوضح الدكتور عمرو حسن؛ أخصائي أمراض النساء والتوليد بطب القصر العيني، أبرز الأمراض الشائعة التي تصيب النساء في هذه السن، وكيفية اكتشافها مبكرًا لضمان سرعة علاجها.

فيما تسلط الدكتورة سمر العمريطي؛ أخصائية التغذية، الضوء على البدائل الطبيعية المسؤولة عن تعزيز هرمون الأستروجين الذي يأخذ في الانخفاض تدريجيًا مع انقطاع الطمث؛ ما يؤثر سلبًا على صحة المرأة وجمالها.

في البداية يوضح الدكتور عمرو حسن أن "سن اليأس" هو عبارة عن مصطلح تم إطلاقه على مرحلة عمرية تبدأ لدى أغلب السيدات من 48 إلى 52، وتُشير بشكل مباشر إلى انقطاع الطمث وفقد المرأة لقدرتها على الإنجاب.

ولفت الدكتور عمرو إلى أن عدم وعي أغلب السيدات بطبيعة تلك المرحلة العمرية وكيفية التعامل معها يعد السبب الرئيس لتخوفاتهن وإصابتهن بحالة من الإحباط.

وأشار الدكتور عمرو إلى أن بعد تخطي النساء سن الأربعين تقل عدد البويضات داخل المبيضين، وبالتالي يقل إفراز هرمون الأستروجين، الداعم الأول لصحتهن الجسدية، من خلال المحافظة على صحة العظام، ومعدل الكوليسترول النافع.

وأوضح الدكتور عمرو أن بعد انخفاض هذا الهرمون يزيد معدل الكوليسترول الضار؛ ما يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.

في السياق ذاته، قال الدكتور عمرو إن سرطان الثدي يعد من أكثر الأمراض الشائعة لدى السيدات بعد انقطاع الطمث، مشددًا على ضرورة فحص الثدي بصورة دورية من خلال الكشف السريري بواسطة الطبيب أو أشعة "الماموجرام"؛ نظرًا لقدرة تلك الأشعة على استكشاف أقل الأورام حجمًا داخل الثدي، وبالتالي علاجها في مراحلها المبكرة.

ولفت أخصائي النساء والتوليد إلى ضرورة زيارة الطبيب -بشكل عاجل- في حال ملاحظة أي زيادة في حجم أو لون الثدي أو إفرازات أو تغير في شكل الحلمات.

ونصح الدكتور عمرو النساء -في هذه المرحلة العمرية- بالابتعاد عن التدخين، والمحافظة على الوزن، بالإضافة إلى قياس معدلات الضغط والسكر والكوليسترول بشكل دوري؛ حتى يتم اكتشاف أية مشكلة في مرحلة مبكرة وضمان سهولة وسرعة علاجها.

في السياق نفسه، وجه الدكتور عمرو بشرب الحليب بشكل يومي، مع تناول أقراص الكالسيوم، والأطعمة الغنية بعنصر الكالسيوم، والتعرض لأشعة الشمس، من أجل تجنب مرض هشاشة العظام.

وأخيرًا، أوصى الدكتور عمرو بإجراء أشعة الـ"إكس راي" المخصصة لقياس نسبة هشاشة العظام -بشكل دوري-؛ لعلاج أي مشكلة قبل تفاقمها.

من جانبها شددت الدكتورة سمر العمريطي؛ أخصائية التغذية، على أهمية تعويض جسم المرأة بهرمون الأستروجين الذي ينخفض بشكل تلقائي بعد انقطاع الطمث ويسبب العديد من الأعراض المزعجة، مثل: ضمور الصدر، وجفاف الجلد والعينين والمهبل، وضعف العظام، وهبات ارتفاع درجات الحرارة المفاجئة، والمزاج المتقلب.

وحول أهم الأطعمة الغنية بهرمون "الاستروجين" والتي يجب تناول بعضها يوميًا، أوصت الدكتورة سمر بتناول منتجات فول الصويا، والفول السوداني، والحمص، والبازلاء، والتمر، والخميرة، الزبيب، السمسم، والتفاح، والجزر، والبطاطا والرمان، والشوفان، والبقدونس، والبنجر، والموز، والطماطم، والقرنبيط، والخيار، والكرفس، بذور الكتان، الملوخية، والسبانخ، بالإضافة إلى مشروبات: العرق سوس، والشمر، والحلبة، والمرمرية، والشعير، والينسون.