سوسن البهيتي أول مغنية أوبرا سعودية: رؤية 2030 كانت أفضل داعم لي

جدة – ليلى باعطية

تُعد من أبرز الأسماء التي تلألأت في سماء الفن والموسيقى، أول فنانة أوبرالية سعودية. تعلمت عزف الجيتار منذ نعومة أظافرها، واخترقت مجال الغناء أثناء دراستها في كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية في الشارقة، إذ شاركت في دورة غناء الكورال بالجامعة.. هي صاحبة الصوت القوي سوسن البهيتي.

أثارت الفنانة سوسن البهيتي؛ دهشة الحضور وهي تؤدي السلام الوطني السعودي بأسلوب أوبرالي مميز في الحفل الموسيقي، الذي حمل عنوان "رحلة أوبرالية إيطالية" لأوبرا (لا سكالا) الإيطالية العريقة بمركز الملك فهد الثقافي في مدينة الرياض، بقيادة المايسترو "بيترو ماينيتي"؛ ما كشف عن موهبة سعودية فريدة.

التقينا الفنانة الأوبرالية سوسن البهيتي؛ لتحكي عن أبرز محطات حياتها الفنية والصعاب التي واجهتها وكيفية تخطيها لها، بالإضافة إلى تطلعاتها المستقبلية.

*متى كانت بداية دخولكِ عالم الغناء؟

بدايتي كانت في تعلّم عزف الجيتار، حينها كنت في السادسة من عمري، وذلك بمساعدة أختي وابن عمي، أما الغناء مع الموسيقى فاحترفت مجاله أثناء دراستي في الجامعة الأمريكية بالشارقة؛ حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في الإعلام.

*متى كانت أول مشاركة غنائية لكِ؟

أول مشاركة غنائية لي كانت في دورة غناء الكورال في الجامعة، حينما رشحني البروفيسور المسؤول عن تجارب الأداء لغناء الأوبرا؛ ولم أتخيل في يوم من الأيام أنني سأكون قادرة على أداء صوت قوي مثل الأوبرا، لأبدأ بعد ذلك تمرين حبالي الصوتية على أداء الأوبرا وكيفية التحكم بالنفس؛ ليكون أدائي ممتازًا، كما قدمت الكثير من المشاركات؛ أبرزها كانت في الإمارات على مسرح مركز المواهب في دبي.

تمارسين الغناء الأوبرالي منذ 10 سنوات.. لماذا لم نسمع عن سوسن البهيتي خلالها؟

صحيحٌ ذلك، فرغم أني كنت أمارس الغناء الأوبرالي منذ 10 سنوات لكن لم يذع صيتي؛ لأنه لم يكن لمجال الغناء والترفيه بشكل عام تقبّل ودعم في المملكة وقتها، ولم أكن أعتقد -حينها- أن ظهوري كفنانة أوبرا سعودية خلال تلك ‏الفترة سواء داخل أو خارج المملكة سيكون له أيّ رد فعل إيجابي، ولو حتى احتمالية تقبل الجمهور للفن الذي أقدمه.

‏ ‏إلى أي مدى تجدين أن رؤية 2030 دّعمتك في الغناء الأوبرالي؟

دعمتني في الغناء لأبعد الحدود، فأنا، مثلما قلت، كنت أشعر باحتمالية عدم تقبل الجمهور لفنّي، ولكن بعد ذلك وجدت الدعم من المملكة الحبيبة، سواء بإطلاق رؤية 2030، أو من خلال أعمال الهيئة العامة للترفيه. كما أنني أتطلع لدعمهم لي ولباقي الفنانين من أبناء وبنات الوطن؛ ليحققوا النجاح على مستوى وطني وعالمي.

* كيف كان تقبل ونظرة ‏المجتمع داخل نطاق الأهل وخارجه لموهبتك؟

في الحقيقة، كنت أصرّح بموهبتي كفنانة أوبرالية على نطاقٍ ضيّق وفي مواقف محدودة، وكان دائمًا ردّ الفعل الدهشة والإعجاب في الوقت ذاته، ودائمًا ما كنت أسمع "ننتظر أن نراك في مسارح الدول الأجنبية". لكني اليوم أفخر بأن أقول إنكم ستروني أقدم فني على مسارح ‏سعودية‏.

هل كانت لكِ مشاركات داخل السعودية؟

لم يكن لي داخل السعودية مشاركات أمام جمهور عام، بل كانت تقتصر على مناسبات عائلية خاصة.

*ما رد فعل جمهور "رحلة أوبرالية إيطالية" لأوبرا (لا سكالا) الإيطالية؟

الحمد لله كان ردّ فعل الجمهور إيجابيًّا؛ حيث أبدى الحضور إعجابهم بهذه الفكرة الجديدة، لا سيما أن تقديمه كافتتاح لحفل فرقة أوبرالية عالمية جعلت له مكانة عالية أمام الجمهور. لذلك أشعر بالسعادة جدًّا لكوني وجدت هواة لهذا الفن في المملكة؛ بالرغم من عدم وجوده في الساحة الفنية سابقًا.

*ما أبرز الصعاب التي واجهتيها خلال مسيرتك؟

يُعد الحصول على التدريب الأوبرالي ذي المستوى الفني العالي في المملكة من أبرز الصعاب التي واجهتها؛ لكونه غير موجود كلياً إلى الآن.

‏ ‏*ما انطباعك عن الانفتاح الثقافي والفني في السعودية؟

انطباع إيجابي جدًا ومبشر لحدوث تغييرات في الساحة الفنية والثقافية وظهور مجالات موسيقية جديدة وآفاق فنية أكبر. ‏ ‏

ما هي خططك القادمة؟

أعمل حاليًا على الظهور بشكل أكبر أمام الجمهور وأداء الغناء الأوبرالي مع فنانين من أبناء وبنات الوطن وفنانين عالميين؛ ليتم نشر ‏هذا الفن وجذب معجبيه بشكل أكبر. أما الخطط البعيدة المدى فتشمل أكاديمية فنية وأعمالاً فنية أوبرالية عربية.‏

*بمَ تنصحين محبي الموسيقى بشكل عام والغناء الأوبرالي بشكل خاص؟

أنصح محبي الموسيقى بأن يتوسعوا في تعلمها، أما محبو الغناء الأوبرالي، فإنني أشجّع كل من لديه شغف بهذا الفن والرغبة في أدائه على ألا يتردد، لكن عليه التوجه للمختصين في تدريب مغنيي الأوبرا؛ ليتمكنوا من إتقان الأساليب الخاصة بها، فهو فن رائع وراقٍ جدًّا. وأنا حاليًا مدرّبة صوت معتمدة لمغنّيي الأوبرا وجميع ألوان الغناء المختلفة.