عصبية الرضيع.. أسبابها وحلولها

تحتار الأمهات الجُدد في التعامل مع الأطفال؛ خاصة عند تعرضه لآلام خفية لا تعلم عنها شيئًا، ويعتبر الطفل الرضيع لغزًا بالنسبة إلى أسرته في الأيام الأولى من عمره، إلا أن "عصبيته" الزائدة قد تحفز الشكوك داخل الأم.

وفي تصريحاتها لـ "الجوهرة"، قالت الدكتورة نجوى محمد؛ أخصائية طب الأطفال، إن التعامل مع الطفل الرضيع يتطلب العديد من المهام الصعبة التي تقع على عاتق الأم، وعليها أن تعي جيدًا أن العصبية تنجم عن مرض يختبئ خلف دموعه.

وكشفت الدكتورة نجوى محمد عن الأسباب الأساسية لإصابة الأطفال الرُضّع بالعصبية، التي تعجز الأمهات عن فك شفراتها، بين الكثير من الصراخ، والبكاء الدائم، وتشنجات جسمه الصغير، مؤكدة أن السبب الرئيس هو infant coli، الذي يتمحور حول إصابة الطفل - البالغ من العمر أيام إلى 3 أشهر - بالمغص؛ وينتج عنه صراخ وبكاء لمدة طويلة، عادة ما يبدو بعد انقضاء الاسبوعين الأولين من الحياة ويختفي دائمًا تقريبًا.

يصاب الرُضّع بالمغص نتيجة الرضاعة الاصطناعية، ويحدث البكاء خلال فترة محددة من اليوم، غالبًا ما تتمثّل في الساعات الأولى من المساء، وتستمر لمدة 3 ساعات متواصلة، أو متقطعة بشكل طفيف.

أضافت الدكتورة نجوى محمد، أنه لا يوجد علاجًا سحريًا لمغص الأطفال؛ ولكن مجرد معرفة الوالدين بأنها حالة طبيعية شائعة بين الرُضع وليست مرضية، تؤدي إلى تخفيف حدة التوتر والقلق لديهم، والتكيف مع الحالة، وتعود أسباب الإصابة بالمغص إلى بعض المؤثرات الطبيعية، سواء الغازات، أو عدم اكتمال نمو الأمعاء، بالإضافة إلى ضعف تدفق الحليب إليه نتيجة الوضعية الخاطئة للرضاعة، ما يؤدي إلى زيادة كمية الهواء التي يبتلعها الطفل، أو عدم تمتعه بالقسط الكافي من النوم.

أوضحت أخصائية طب الأطفال، أن الجوع من أسباب عصبية الرضيع؛ حيث تجتاح معدته الصغيرة آلام فراق الغذاء، الأمر الذي يترتب عليه عدة عوامل تؤثر على صحته العامة.

أخطاء شائعة

ترتكب الأمهات الجدد، الكثير من الأخطاء، كتثبيت الحفاض بشكل ملتوٍ أو مرتخِ للغاية – حسبما أكدت الدكتورة نجوى محمد -، كما حذرت قائلة: "إذا كُنتِ تستعملين الحفاضات التي تستخدم لمرة واحدة؛ فتوقعي أن يحتاج طفلك إلى عدد هائل من الحفاضات اليومية، حتى تتجنبين عصبيته"، لاسيما في حالة التهاب الحفاض الذي يؤثر بالسلب على نعومة جلده الرقيق.

وفي عمر العامين، يتملك الطفل الرضيع سلوكًا عصبيًا، ليدخل في حالة من البكاء، لما يتحمله من أوجاع ترافق هذا العمر؛ لذلك شددت أخصائية طب الأطفال على ضرورة الاهتمام الكافِ به، من ناحية الطعام الجيد، وإبعاده عن الضوضاء، مشيرة إلى ضرورة إعطاءه المسكنات اللازمة المعروفة لتلك الفترة.

وفي الختام، أكدت الدكتورة نجوى محمد، أن الطفل الرضيع يحتاج دائمًا إلى رعاية، واهتمام دقيق لأبسط التصرفات التي تطرأ عليه، مع مراعاة تجنبه للأجواء الحارة، مختتمة تصريحاتها موجهة رسالة إلى كل أم: "واعلمي أن سلوكك العام من هدوء أو حنان ينعكس بالضرورة على الطفل، ومن شأنه أن يهدئ من روعه، ومن حدة عصبيته".