تعد سنوات الشباب (بين 18 و24 عامًا) فترة محورية مليئة بالتجارب والاستكشاف، ولكنها تحمل أيضًا فرصًا لا تحصى لارتكاب الأخطاء.
وبينما تعد الأخطاء جزءًا لا يتجزأ من نمو الإنسان. فإن الأخطاء التي يرتكبها الشباب في هذه المرحلة غالبًا ما تكون لها عواقب وخيمة وطويلة الأمد على مستقبلهم المالي والشخصي.
لذلك نتناول أهم الأخطاء الذي يقع فيها الشباب بحسب ما ورد في “mindfully”.
الأخطاء المالية الكبرى
تتركز مجموعة كبيرة من أخطاء الشباب حول القرارات المالية التي تؤثر في بناء استقلالهم المادي:
غياب صندوق الطوارئ: يفتقر عدد كبير من الشباب إلى مدخرات يمكن الاعتماد عليها. فعدم وجود صندوق طوارئ يجعلهم عرضة للاقتراض من الوالدين أو الاخوة أو حتى الأصدقاء عند ظهور نفقات غير متوقعة.
وذلك يؤدي إلى دورة من الديون المرهقة. لذا يجب عليهم اكتساب عادة ادخار مبلغ ولو كان بسيطًا بشكل شهري.
الاعتماد المفرط على بطاقات الائتمان: يعتاد الكثيرون استخدام البطاقات الائتمانية لتمويل ما لا يستطيعون تحمله نقدًا. هذا الإنفاق العابر يتراكم سريعًا ليصبح عبئًا ماليًا كبيرًا في المستقبل.
في حين أن أن سداد الحد الأدنى غالبًا ما يغطي الفوائد فقط ويزيد الرصيد المستحق بمرور الوقت.
استثمار الوقت والمال والقناعة
تعد طريقة تعامل الشاب مع وقته وماله معيارًا لمدى وعيه:
إضاعة وقت الفراغ: يقضي كثير من الشباب أوقات فراغهم في ملهيات لا تنفعهم في دين ولا دنيا (كالألعاب والثرثرة)، والوقت هو رأس مال المسلم.
فيما حث الرسول “صلى الله عليه وسلم” على اغتنام خمس قبل خمس، منها شبابك قبل هَرَمِك وفراغك قبل شغلك. فيجب استثمار الوقت في حفظ القرآن، طلب العلم، وقراءة الكتب المفيدة، وممارسة الرياضة، وتعلم الحرف.
تكليف الآباء فوق طاقتهم: يقلد بعض الشباب في الأسر محدودة الدخل غيرهم من الأسر الغنية، مُكلفين آباءهم فوق طاقتهم المادية، حتى قد يضطر الأب إلى الاقتراض.
بينما على الشباب القناعة والرضا بالرزق الذي قسمه الله.
أخطاء السلوكيات الشخصية والمهنية
ترتبط بعض الأخطاء بنقص النضج العاطفي والاجتماعي اللازم لمواجهة عالم البالغين:
الاهتمام المفرط بآراء الآخرين: يميل الشباب إلى إيلاء آراء الناس أهمية بالغة، غالبًا بسبب التجارب الاجتماعية الصعبة في مرحلتي الطفولة والمراهقة.
ويتلاشى هذا الاهتمام بمرور الوقت، لكنه في فترة الشباب قد يقيد قراراتهم ويضر بسلامتهم النفسية.
إرضاء الناس: ينبع هذا السلوك من الخوف من الهجران أو فقدان الوظيفة. ومع أن نيتهم حسنة، إلا أن إرضاء الآخرين على حساب السلامة النفسية والاحتياجات الشخصية هو خطأ لا يستحق العناء.
الاستسلام بسرعة بسبب الإشباع الفوري: اعتاد الكثيرون الإشباع الفوري في طفولتهم (كالوجبات السريعة الفورية والمشتريات السهلة). وعندما يواجهون تحديات البلوغ التي تتطلب صبرًا وجهدًا مستمرًا، يميلون إلى التخلي عن الأمور بسرعة كبيرة.
ويجب كسر هذا النمط الاندفاعي الذي تعززه مسارات الدماغ.
عدم تحمل المسؤولية الشخصية: يعد لوم الآخرين، خاصة الوالدين، سلوكًا غير فعال في مرحلة الشباب.
وجوهر النضوج هو تحمّل المسؤولية الشخصية عن الحياة والأفعال، والافتقار إلى ذلك يُعزز تجارب العمل الجماعي السلبية وضعف التواصل.
القيادة المتهورة: لا يقتصر التهور في القيادة على السرعة العالية فقط، بل تشمل القيادة تحت تأثير التعب أو النعاس، وتشتيت الانتباه بالهواتف المحمولة أو التفاعل مع الركاب، وهي عادات شائعة بين السائقين الشباب.
قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي: رغم أنهم نشأوا عليها فإن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي قد يلحق ضررًا بالغًا بالصحة النفسية وصورة الذات، ويزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
العيش من أجل العمل: يسهل على الشباب الانغماس في وظائفهم الأولى وإهمال الحياة الاجتماعية والهوايات. وينصح كبار السن بأن العمل لساعات طويلة على حساب الحياة لا يستحق دائمًا التضحية، مع تزايد التركيز عالميًا على التوازن بين العمل والحياة.
القلق المفرط بشأن الأخطاء: يرتكب الجميع الأخطاء. والقلق المفرط بشأن الأخطاء أمر طبيعي في سن الشباب، لكن معظم الأخطاء قابلة للتصحيح والتعويض بمرور الوقت. لذا ينبغي تقبل الأخطاء كجزء من عملية التعلم والنضج.
في النهاية تعد هذه المرحلة من الحياة ورشة عمل ضخمة للتجارب.
ويمكن لوعي الشباب بهذه الأخطاء الشائعة أن يمكنهم من اتخاذ قرارات أكثر حكمة، وبناء أساس مالي صلب، وتشكيل شخصياتهم بعيدًا عن الضغوط غير الواقعية. ما يضمن لهم مستقبلًا أكثر استقرارًا وازدهارًا.