ومضات مشرقة.. أمجاد المطيري كفيفة هزمت الظلام بموهبتها الفولاذية

لم تيأس وتستسلم لتلك العثرة في حياتها، بل زادها الأمر إصرارًا لتسير نحو حلمها، فأضاءت طريقها بأصابعها الساحرة، رغم فقدانها للبصر، لتحفر الرسامة أمجاد المطيري اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ نجاحات المرأة السعودية.

فأثبتت أمجاد المطيري، أن فقدان البصر لا يُعيق رؤيتنا للأشياء الجميلة، بل برعت في أن تُترجم ما بداخلها من موهبة على أوراقها، لتقدم لنا أجمل اللوحات بعزيمة فولاذية وإصرار لا ينتهي.

فأنارت طريقها بنفسها، دون أن ترضخ للصعاب التي ألمت بها منذ أن كانت صغيرة، لتؤكد لنا جميعًا أن النجاحات وتحقيق الأحلام، لا يحتاج لشيء سوى الإيمان بأنفسنا.

وتزامنًا، مع اقتراب اليوم الوطني السعودي الـ 91، تُبرز «الجوهرة» أهم المحطات التي مرت بها السعودية المبدعة أمجاد المطيري، التي تُعد نموذجًا مشرفًا، تدفعنا للفخر بها.

من هي أمجاد المطيري؟

أمجاد المطيري، هي تلك الفنانة والرسامة السعودية، التي استطاعت هزيمة الظلام في معركة فُرضت عليها بعد أن أُصيبت بإعاقة خاصة ببصرها، وساهمت القيادة الرشيدة في دعمها، وتوفير المناخ الملائم لتعزيز تلك الموهبة التي تمتعت بها.

فلم تمنعها تلك الإعاقة من ممارسة هوايتها المفضلة، وهي توثيق الأشياء الجميلة بالفرشاة والألوان، فيبدو أن الله منحها قلبًا قادرًا على الرؤية وتمييز كل ماهو جميل ببراعة، ولم تكتفي بذلك، فاتجهت إلى التصوير كذلك.

أمجاد المطيري هي فتاة أنعم عليها الله بتلك العزيمة الفولاذية، فهي تدرس بكلية الأداب بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة الطائف.

و قد استطاعت «المطيري» أن تخطف أنظار الجميع، على مستوى عربي وعالمي، فأثارت دهشة و أبهرت الجميع بإبداعها في الرسم، ومواصلة نجاحاتها رغم تلك الإعاقة التي أصابتها.

سبب فقدان بصرها

وعن سبب فقدان أمجاد المطيري لبصرها، قالت في تصريحات سابقة، إنها ولدت منذ الطفولة بمرض جيني و قد تسبب هذا المرض في فقدانها نعمة البصر بصورة تدريجية.

فأشارت أمجاد المطيري إلى أن تلك الإعاقة بدأت معها منذ سن صغيرة بـ  «عشى ليلي»، و لكن لم يستمر طويلًا، فبدأ هذا المرض في التحول سريعًا لتجد نفسها تعاني من ضعف حاد في النظر.

وبعد ذلك تحول ضعف النظر إلى ما يعرف برؤية النفق «tunnel vision»  فأصبحت لا ترى إلا بصورة ضعيفة جدًا كمن يري فقط من خلال شق إبرة، فقال لها الأطباء إن الأمر سيستمر على ما هو عليه، حتى تفقد البصر كليًا.

قد يهمك: إنجازات المرأة السعودية.. مابين مناصب جديدة ومشاريع مبدعة

لكن لم يتسبب هذا المرض في إحباطها، فبدأت في الرسم منذ كان عمرها 12 عامًا؛ حيث كانت ترى الأشياء ولكن بصعوبة كبيرة للغاية.

وكانت «المطيري» تجد نفسها مضطرة للاقتراب كثيرًا من اللوحة التي ترسمها.

لكن ذلك لم يقلل من عزيمتها وسعيها لتصبح الأفضل في هذا الأمر، فواصلت إبداعاتها لتقدم لنا أجمل اللوحات المرسومة بحرفية شديدة للغاية.

قد يهمك: إنجازات المرأة السعودية تبلغ عنان السماء.. رائدات وصلن للعالمية