كتبت- صبحة بغورة:
“الوحم”، هو حالة نفسية تصاحب “المرأة الحامل” بسبب تغيرات هرمونية من أعراضها تأثر مزاجها العام ورغبتها في تناول نوع ما من الطعام، وكذلك تأثر درجة تحملها للأشخاص المحيطين بها والانزعاج منهم، لكن ماذا لو كان هذا الشخص هو الزوج الذي اختارته أن يكون شريك حياتها؟
هذا التغير الهرموني قد يحول الزوج فجأة إلى شخص غير مرغوب فيه، لدرجة تصير رائحته وصوته مزعجين لها؛ ما قد يؤدي خلال هذه المدة في حدوث انفصال عاطفي مؤقت. وربما أكثر من ذلك.
وحم المرأة وتغير معاملتها مع زوجها
من أعراض وحم المرأة المسبب لتغيير طريقة تعاملها مع زوجها:
- نفورها منه دون أي سبب واضح مع تجنب رؤيتها له مباشرة.
- فقدان رغبتها في سماع صوته بأي شكل.
- انزعاجها وتقززها من رائحته.
- يزداد الأمر سوءًا لدرجة عدم احتمالها الجلوس معه على نفس مائدة الطعام لشعورها بالغثيان.
- تبادر بالصراخ عليه وتوبيخه وافتعال المشاكل بسبب ودون سبب.
- قد ينتهي بها المطاف بإبعاده وطرده من فراش الزوجية.
وهنا يأتي القرار الذي يحسم مستقبل العلاقة بين الطرفين، والذي يتمثل في ردة فعل الزوج تجاه تصرفات زوجته غير المعتادة وتغيرات مزاجها الحادة.
ويمكن تقسيمه إلى فئتين، الأولى تتضمن:
- بعض الأزواج يتقبلون حقيقة الأمر. بل ويستمتعون به وبشتى تفاصيله ويبقونه كذكرى لعلاقتهم الحميمة الحافلة بالأحداث.
- البعض يربطون تقلباتها الهرمونية بجنس المولود. ولعل هذا ما يدفعهم إلى الصبر وتحمل هذه الفترة الصعبة المؤقتة.
أما الفئة الثانية فمن ملامحها:
- تظهر حالة وحم المرأة ردة فعل الزوجين وموقفهما الضعيف، بنوع من العنف في الكلام والمعاملة.
- تغير سلوكهما إلى العصبية و الاضطراب؛ ما يعكس استيائهما إلى ما آل إليه الأمر.
- ما يزيد الطين بلة عدم قدرتهما أو رغبتهما في تفهم الوضع نهائيًا.
- ضغط الزوج على الزوجة لتعود لسابق عهدها حنونة ومهتمة به وبنفسها. متجاهلًا حقيقة أن الأمر خارج عن سيطرتها أو رغبتها ما يؤدي إلى زيادة الاضطراب النفسي وجلد الذات.
تفادي تدمير العلاقات الزوجية
ومن أجل تفادي تدمير العلاقات الزوجية والبيوت الأسرية التي كانت نقطة بدايتها وأساسها المحبة بين الزوجين. من الضروري المشاركة في العمل على تحسين الوضع من كلا الطرفين وليس من طرف واحد.
ويجب على الزوجة عدم المبالغة في ردود الفعل والتجاوز في بعض المواقف التي لا تستحق كل ذلك العتاب. وتفادي خطأ طرد الزوج وإبعاده من فراش الزوجية. فهذا هو الخطر الفعلي الذي يشكل تهديدًا على استمرارية العلاقة.
مع تذكير النفس بإيجابيات الزوج والرغبة في “أبدية العاطفة”، وضرورة تمالك النفس وتفادي وتجنب العصبية، بممارسة هواياتها الخاصة والاسترخاء والاستجمام لتسترجع هدوءها واستقرارها العاطفي والنفسي.
أما بالنسبة للزوج فمن المهم أن يعلم ويدرك أن زوجته لا تفتعل الأمر أو تصطنعه. بل هو خارج عن إرادتها ويعتبر حقيقة علمية مدروسة ومتفق عليها، فيستطيع تكوين حصيلة معرفية عنه باستشارة طبيبة نساء أو المختصين النفسيين. لمعرفة الطريقة السليمة للتعامل معها بكل حكمة ورحمة ورصانة.
كما من الموصى به تفادي الجدال معها ومناقشتها بشكل سلبي، وإثارة غضبها. فإذا كان الوضع حرجًا من الأفضل الابتعاد عنها مدة قليلة. والأهم من ذلك تجنب الخطأ الشائع الذي يتمثل في تهديد الزوج لزوجته. بإيجاد توقعاته والإشباع العاطفي عند امرأة غيرها والزواج عليها. وهذه تعد مصيبة تسلب الثقة وتخمد شرارة العلاقة.
من الجدير بالذكر، أيضًا أن كون الزوجة تمر بتقلبات هرمونية سيئة لا يعني بالضرورة أن في قرارة نفسها لا تريد الشعور بالانتماء إلى زوجها. فمحاولة الزوج التقرب منها وإحياء العلاقة بينهما من جديد وإشعارها بالدفء والطمأنينة. قد يخفف من سوء الوضع ويرخي حدتها.