أظهرت دراسة حديثة اعتمدت على بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي، مدى تأثير زيادة عدد سنوات التعليم على بنية الدماغ البشري .
وشملت الدراسة التي أجراها باحثون من المركز الطبي لجامعة رادبود أكثر من 30 ألف شخص. بهدف فهم الأثر طويل الأمد لعام إضافي من التعليم على بنية الدماغ. وفقا لما ذكرته neurosciencenews.
كيف يؤثر التعليم على بنية الدماغ؟
يعتبر التعليم حقًا أساسيًا يحقق فوائد مجتمعية واقتصادية ومعرفية واسعة. علاوة على ذلك، ارتبط إكمال التعليم العالي بتحسين الصحة والإدراك وبنية الدماغ.
بينما أشارت نظريات طول العمر إلى أن التعليم قد يسبب تغيرات هيكلية دماغية طويلة الأمد. في حين أظهرت الدراسات أن الأفراد المتعلمين لديهم قشرات دماغية أكثر سمكًا في مراحل متقدمة من العمر. مما قد يوفر “احتياطيًا دماغيًا” ضد آثار الشيخوخة. مع ذلك، لا تزال العلاقة السببية غير واضحة، إذ إن عوامل مثل الوراثة والدخل والبيئة قد تربك الأبحاث السابقة.
حول الدراسة
في المملكة المتحدة، تم إلزام إصلاح رفع سن مغادرة المدرسة “ROSLA” الأطفال المولودين بعد أول سبتمبر 1957 بالبقاء في المدرسة حتى سن السادسة عشرة بدلاً من الخامسة عشرة. مما أدى إلى تحديد حد عمري واضح للتحليل. وبالاستفادة من بيانات التصوير العصبي الشاملة من البنك الحيوي البريطاني، والتي شملت أكثر من 30 ألف مشارك، قيّم الباحثون ما إذا كانت هذه السنة الإضافية الإلزامية من التعليم قد أدت إلى تغييرات دائمة في بنية الدماغ.
كما طبّق الباحثون نموذج انقطاع الانحدار “RD” لتحديد ما إذا كان لسنة دراسية إضافية تأثير سببي على بنية الدماغ. تم مقارنة قياسات الدماغ بين الأفراد المولودين قبل وبعد تاريخ انتهاء صلاحية ROSLA. كما تم الحصول على مقاييس شاملة للدماغ، مثل: سمك القشرة المخية، ومساحة السطح، وحجم الدماغ الكلي، وخصائص المادة البيضاء، وبيانات إقليمية من 66 منطقة قشرية و18 منطقة تحت قشرية.
ولدراسة التأثيرات العصبية الموضعية، تم تقييم مساحة سطح 33 منطقة قشرية وسمكها لدى حوالي 5000 مشارك. وشملت التحليلات الإضافية تباينًا جزئيًا في 27 مسارًا من المادة البيضاء وحجم 18 منطقة تحت قشرية.
نتائج الدراسة
على الرغم من التحليلات المكثفة للبيانات. لم يتم ملاحظة أي فروق ذات دلالة إحصائية في بنية الدماغ بين المتأثرين بـ ROSLA وغير المتأثرين. وقد أكدت اختبارات الدواء الوهمي دقة القيم الحدية. بالإضافة إلى التعديلات التي تم إجرائها على عوامل مثل حجم الرأس والجنس وتاريخ المسح.
لم يلاحظ أي انقطاع في قياسات الدماغ عند نقطة النهاية، مما يشير إلى عدم وجود تأثير عصبي دائم للسنة الدراسية الإضافية. وظلت قياسات الدماغ الشاملة مستمرة عند نقطة النهاية، بما في ذلك المساحة السطحية الكلية، وسمك القشرة المخية، وحجم الدماغ الكلي، وتباين المادة البيضاء، وفرط كثافة المادة البيضاء، وحجم السائل النخاعي الدماغي.
اقرأ أيضًا: جامعة “هيريوت وات دبي” تحصل على اعتماد وزارة التعليم العالي الإماراتية
تفسيرات بديلة
يرجح الباحثون أن الدماغ قد يظهر تغيرات فورية بعد عام إضافي من التعليم، لكنها قد تكون مؤقتة.
وأوضح الباحث “روجير كيفيت” أنه من الممكن أن يزداد حجم الدماغ بشكل مؤقت بعد عام دراسي إضافي، لكنه يعود إلى حجمه الطبيعي بمرور الوقت.
وأضاف كيفيت أنه يمكن تشبيه الأمر بالرياضة؛ إذا تدربت بجد في سن مبكرة، قد ترى تأثيرًا إيجابيًا على عضلاتك، لكن هذا الأثر يزول بعد سنوات.
وأشار الباحثون أيضًا إلى أن التغييرات التي قد يحدثها التعليم على الدماغ قد تكون مجهرية ولا يمكن الكشف عنها بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي.